ثقافة غزة... تنتصر للقدس/مصطفى محمد أبو السعود

 


 مسكينة تلك المدينة التي يدعي عشاقها بأن دمائهم فداها، وأنهم جاهزون لحمايتها بكل شئ، ولن يتأخروا عنها، لكن عندما يضربها المرض في خاصرتها وتصرخ من قسوة الألم، وترتفع حرارتها من شدة النيران في قلبها، تكثر أعذار العاشقين، وتصبح بلا عدد.


 


 


 


فمنهم من يصمت صمت الساكنين في القبور، ومنهم من ينتظر موتها كي ينال شرف المشاركة في نعيها وتشييعها، ومنهم من يرسل لها وعوداً براقة بأنه سيعمل على توفير العلاج لها حين يتحسن مزاج القاتل، وأقواهم  يدعو لها بالشفاء.


 


 


 


أما في غزة المحاصرة، ذات الأبواب المغلقة، والسقف المباح لغربان العدو، والموت المنتشر في أزقة المدن، فلم تقصر في دعم القدس بكل ما تستطيع، فنظم أبطالها الندوات واللقاءات التي تتناول قضية القدس بكافة أبعادها السياسية والدينية والجغرافية والوطنية، ونظموا معارض الصور للقدس كي يعرف من لا يعرف أن القدس قضية ليست عابرة، وليس عجزاً في غزة أن تنتصر للقدس بالكلمات، وليس عيباً لو انتصرت غزة للقدس بالصور، ولن يقلل من قيمة الاثنتين غزة والقدس لو ضحت إحداهما للأخرى بما تملك، ولن تقصر غزة ما دامت الأرواح في الأبدان، وما دامت النساء قادرات على إنجاب رجال  ونساء يحلمون بالصلاة في القدس ، ويحملون همها في عقولهم ونفوسهم ويجهرون بنادقهم ليوم الفتح الأعظم، وعساه قريب.


 


 


 


كان من آخر مظاهر الاهتمام غزة بالقدس معرض الصور الذي نظمته وزارة الثقافة ضمن فعاليات ربيع الإبداع الشبابي في قاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، فقد حدثتني المسئولة عن معرض  الصور الخاصة بالقدس الأستاذة سوسن النواجحة أن هذا المعرض يأتي في سياق البرنامج العام الذي يدعم صمود القدس، وسيستمر في أماكن عديدة كي ننشر ثقافة الاهتمام بالقدس عند الجميع ابتداء من الاطفال حتى كبار السن، لأن القدس قضية عامة ولا يجب حصرها على فئة معينة، وأنها جاهزة للتعاون مع كل طرف يريد خدمة القدس ولو بالصورة والكلمة، فاستشعرتُ من خلال حديثها أن القدس وإن غابت عن فكر البعض نتيجة مصاعب الحياة المتعاقبة، فإن هناك أناس يسعون لعودة ثقافة القدس الى عقول الناس، وأنهم جاهزون لبذل كل جهدهم من أجل ذلك.


 


 


 


ومن هنا ندعو الى تعميم ثقافة الاهتمام بالقدس دينياً وجغرافياً وسياسياً وتاريخياً كي يعلم العدو أن  الدفاع عن القدس من صميم عقيدتنا ، وأن من يفكر بالتخلي عن القدس عليه مراجعة إسلامه.


 


مصطفى محمد أبو السعود


 


كاتب من فلسطين


 


 


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت