سورية الاولوية للحل الامني / مصطفى ابراهيم

بقلم: مصطفى إبراهيم

التغيير في المنطقة العربية حتمي وستنتصر الشعوب العربية، وان اختلف من دولة الى أخرى، ومهما عاند النظام السوري فالتغيير قادم وحق الشعب السوري بالحرية والعدالة حق طبيعي ومكفول، ورحيل الرئيس السوري قادم، وسلامة سورية وشعبها أهم من أي شي الان فليس الحل الامني او التسلح هو الحل الوحيد، فالحل يجب ان يكون سياسياً ليس امنياً، وهناك فرق في وجهات النظر العربية وما تحدث به الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وما تحدث به وزير خارجية المملكة السعودية الامير سعود الفيصل الذي يؤمن بالحل الامني والتدخل الاجنبي ويؤيد تزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط النظام.


 


ما يجري في سورية هو اعتماد للحل الامني بالقتل وارتكاب الجرائم ضد الناس وما يجري هو ثورة والناس لا يقبلون بأقل من التغيير الشامل واجتثاث الفساد الممأسس من الجذور، يريدون الخبز والكرامة، والنظام ارهق الناس بالفقر والبطالة والتهميش السياسي والاجتماعي والقمع، والاستبداد والآن القتل.


 


التأخير في الاصلاح تحول الى ثورة ولم تعود الامور مجرد احتجاجات او مطالبات بإصلاحات سياسية محدودة، الناس يطالبون بالتغيير والإصلاح الشامل والتداول السلمي للسلطة ومكافحة الفساد واحترام حقوق الانسان، والفصل بين السلطات والمحاسبة والمساءلة والشفافية و القضاء المستقل.


 


والضغط على النظام السوري ليكون الحل سياسيا كما قال المرزوقي في مؤتمر اصدقاء سورية في تونس “ان نكون اصدقاء لسورية وان نبحث عن حل سياسي لا يمكن إلا ان نراه في النموذج اليمني مقابل وقف حمام الدم ومنح الرئيس وعائلته حصانة ورحيل هادئ الى روسيا لنجنب سورية مزيد من الدماء والقتل”.


 


حق الشعب السوري في الحرية والعدالة ووقف جرائم القتل و حمام الدم النازف ورحيل النظام أولوية وإقامة نظام يحترم مواطنيه يقضي على الفساد ويحترم حقوق الانسان واحترام وحماية حقوق الاقليات وإقامة نظام تعددي ديمقراطي يتمتع فيه المواطنون بالمساواة.


 


وهناك اولوية مهمة في ظل تعثر جميع الحلول، وهي الوضع الانساني المأساوي وسلامة سورية وشعبها، الوضع السوري حساس بسبب وضع سورية الاستراتيجي في المنطقة، ومؤتمر أصدقاء سورية في تونس عقد لملمة المعارضة وتوحيدها والبحث في طرق دعمها وتسليحها، فالمعارضة السورية مشتته وتمثلها اطياف مختلفة وهناك دول كثيرة تحاول استغلال الوضع في سورية، وهناك شكوك في هدف عقد مؤتمر اصدقاء سورية في تونس، وأسئلة مشروعة حول طبيعة المؤتمر ومن نظمه وماذا يريد من هذا الجهد؟


 


فالغرب يخافون سقوط نظام الاسد ويخشون من يخلفه، فالمجتمع الدولي ومعهم العرب حتى الان يبحثون في الفيتو الروسي والحلول الامنية ولم يبحثوا بالحل السياسي، والعرب همهم الفيتو الروسي والتفكير في اسقاط النظام اكثر من التفكير في الوضع الانساني، ولم يتخذوا خطوات فاعلة وكافية للبحث في وقف نزيف الدم والتخفيف من الوضع الانساني المأساوي في حمص التي تخوض في الدماء، والقتل في كل مكان والمدينة تموت كل يوم وعدد من القرى التي تدور بها اشتباكات مسلحة ترتكب بها جرائم بحق الناس.


 


العرب منقسمون تجاه ما يجري في سورية ونزيف الدم والقتل مستمر، منهم المتحمس للخلاص من النظام السوري بأي ثمن وبطريقة ثأرية كما عبر عنها بانفعال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي قال على النظام ان يرحل “كرهاً او طوعاً”، فبعض العرب يؤيدون الحل الامني والتدخل الأجنبي وهم يدعمون المعارضة السورية بالسلاح، وهم يدركون ان النظام سيجد بذلك مبررا للضرب بقوة، وهم يسيرون بخطة مدروسة لإرهاق سورية واستنزاف مقدراتها وإغراقها بالدماء وبالحرب الأهلية ولم يتواصلوا مع النظام بشكل حقيقي وحثه وتشجيعه على الاصلاحات والبحث في سبل رحيله، ووقف نزيف الدماء حفاظا على سورية وشعبها.


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت