تحت شعار مهرجان "المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية وصمود شعبنا الفلسطيني" أحييت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مساء السبت، الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقتها التي صادفت في الثاني والعشرين من شباط الجاري في احتفال مركزي اقيم في قاعة قصر رام الله الثقافي حضره الآلاف من أنصار الجبهة وبمشاركة شعبية ورسمية واسعة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول في كلمة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس " نحتفل اليوم بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ القضية الفلسطينية وحقق الكثير من الانجازات التي سجلت لقضيتنا العادلة . "
وأضاف العالول إن" الجبهة الديمقراطية تعتبر من الفصائل الأساسية في منظمة التحرير التي ساهمت بشكل كبير في بناء منظمة التحرير الفلسطينية وبذلت الكثير من اجل أن يكون الجميع تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية ، وكذلك ساهمت في توضيح نظرية التناقضات مؤكدة طوال الوقت أن كافة البنادق وكافة الجهود موجهه للاحتلال ، مشيرا إلى أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كانت دائما تلعب دورا في بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وكانت دائما تعطي الأولوية للوطن من خلال التزامها ونضالها من اجل القرار الوطني المستقل ، وتميزت بالجرأة في طرح القناعات والبرامج المختلفة ."
وحول الوضع السياسي قال العالول إن "الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بان يستمر الوضع الحالي عما هو عليه ولا يمكن أن يقبل باستمرار العيش في ظل الاحتلال ، لأنه لا مجال لانتظار ولا مجال للاستمرار في هذه الدوامة حتى لو وصلت الأمور إلى حافة الهاوية ، مشيرا إلى أن كافة فصائل العمل الوطني صاغت موقفا وإستراتيجية جديدة لعبت الجبهة الديمقراطية دورا كبيرا في صياغتها تقوم على أساس المقاومة الشعبية والحراك السياسي في العالم الهادف إلى جذب التأييد للشعب الفلسطيني ومحاصرة الاحتلال وسياسته".
من جانبه قال النائب العربي في الكنيست محمد بركه رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، إن "الذكرى السنوية لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين هي ليست موضوع فئوي ضيق إنما هو جزء لا يتجزء من الحركة الوطنية الفلسطينية لما للجبهة من بصمات واضحة ورائدة في صياغة أجندة العمل الوطني على الصعيد السياسي العام وعلى الصعيد الميداني ".
وأضاف بركه " لا شك أن المرحلة الحالية من نضال شعبنا الفلسطيني والتي جرى فيها تبني الكفاح الشعبي والمقاومة الشعبية حيث باتت كافة الفصائل الفلسطينية تقر بهذا النهج ، بعد توقف العملية السياسية والمفاوضات جراء تعنت الحكومة الإسرائيلية وحكام إسرائيل وموقفهم الرافض لأي تسوية حقيقة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة والقدس والعودة".
وأكد بركة على رفض كافة أطياف الشعب الفلسطيني الاعتراف بيهودية إسرائيل لما يشكله ذلك من شطب لحقوق العرب داخل الخط الأخضر وكذلك اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم ، مؤكدا أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لا زالوا على عهد شعبهم ، مثمنا موقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تفهم طبيعة وخصوصية نضال العرب داخل الخط والأخضر وخصوصيته .
بدوره وبعد أن رحب النائب قيس عبد الكريم "ابو ليلى" عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالحضور قال :"ونحن نعبر العام 44من مسيرة جبهتنا المباركة ، نستلهم ذكرى الشهداء الإبرار، والأسرى، مؤكدين لهم أن هذا المناسبة هي مرة أخرى مناسبة لتجدد التصميم والعزم على مواصلة هذه الطريق(..)الطريق الذي سيتواصل إلى أن يحقق الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال والعودة وفلسطين ديمقراطية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ".
وأضاف أبو ليلى"في مثل هذا المنعطف التاريخي والمصيري الذي تمر به قضيتنا الفلسطينية في ضوء انسداد الأفق الذي كان متوقعا منذ سنوات طويلة من جانبنا لهذه العملية السياسية العرجاء التي ترعاها الولايات المتحدة والتي افتقدت إلى التوازن بين معطياتها وافتقدت إلى المرجعيات الواضحة التي تمكنها من الوصول إلى هدفها ".
وقال "اليوم يسلم الجميع بأن هذه العملية العقيمة باتت في طريق مسدود وانه لا بد من شق طريق جديد يوصل إلى قضيتنا الوطنية وخاصا بعد المحاولات الأخيرة التي بذلت في عمان والتي كان واضحا منذ البداية أنها لم تقود سوى إلى تأكيد أن حكومة إسرائيل والتي ييتزعمها نتنياهو ويسيطر عليها غلاه المستوطنين ليسوا مستعدين للوصول لأي حل سياسي بقدر استثمارهم لهذه اللقاءات من اجل استثمار الوقت بهدف مواصلة التوسع الاستيطاني وتهويد القدس .".
وتابع أبو ليلى القول إن "استمرار حالة الانقسام تهدد بأفدح الأخطار المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، وتقدم خدمة مجانية للاحتلال الإسرائيلي الذي لا يخفي مطامعه التوسعية الاستيطانية وتنكره لحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وممتلكاته، مشيرا أن إنهاء الانقسام يشكل المدخل من أجل إعادة بناء وتوحيد البيت الفلسطيني الداخلي واستعادة الزخم للحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني."
وأشار أبو ليلى إلى أن أكثر من 10 شهور منذ توقيع اتفاق المصالحة في أيار الماضي وقال "آن الأوان لوضع حد للمماطلة في إنهاء الانقسام, في ظل التطورات التي تمر بها المنطقة، وآن الأوان لنضع مصلحة فلسطين فوق كافة المصالح ونباشر في تطبيق اتفاق المصالحة وصولا إلى الفصل الحاسم في عملية إنهاء الانقسام وهي الانتخابات الحرة والنزيهة لكل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ."
ودعا النائب أبو ليلى إلى البدء فورا بالسماح للجنة الانتخابات المركزية من اجل تحديث سجل الناخبين متسائلا عن أسباب منع لجنة الانتخابات المركزية في غزة حتى الآن على الرغم من انه تم التوافق بين كافة الفصائل على أعضاء لجنة الانتخابات المركزية الحالية".
وجدد النائب أبو ليلى مطالبة الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض إعادة نظر شاملة بالنظام الضريبي بحيث يضمن إعفاءً كاملاً للدخول التي تقل عن خط الفقر الوطني، وإقرار ضريبة تصاعدية على الدخول العالية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تعديل قانون ضريبة الدخل ، والعمل بشكل سريع على خفض الضرائب على السلع الأساسية لكي لا يتأثر محدودي الدخل بالارتفاعات المتواصلة لهذه السلع وخصوصا أن هذه الفئة تشكل القسم الأكبر من أبناء الشعب الفلسطيني".
وحيا النائب أبو ليلى شعوب "الربيع العربي"، التي تدعو إلى إنهاء كل مظاهر الاستبداد والظلم والقهر في المنطقة العربية، عبر النضالات الجماهيرية بأشكالها الديمقراطية المختلفة، ولصالح أنظمة متحررة من الهيمنة الخارجية، تصون حقوق شعوبها في المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.