أصدرت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية اليوم الأحد, حكماً بالسجن الفعلي اثنا عشر عاما ونصف على الشاب الفلسطيني وسيم مسودة من مدينة الخليل, بتهمة قيامه بطعن اثنين من المستوطنين في محطة للوقود على مدخل مستوطنة "كريات أربع" شرق الخليل.
وكان الشاب مسودة قد تعرض لإطلاق النار من حارس أمني يعمل في محطة الوقود، ومن ثم أقدم مستوطن على دهسه ثلاث مرات وهو ينزف، وكانت مشاهد الفتك بالشاب الفلسطيني قد عرضت على القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية، بعد أن وثقت تلك المشاهد "المروعة" كاميرات الأمن المنصوبة في محطة الوقود التي شهدت الحادث.
ووجهت محكمة عوفر للشاب مسودة تهمة محاولة القتل مرتين، حيث جاء في لائحة الاتهام أن وسيم وصل بتاريخ 27/11/2009 (يوم عيد الأضحى المبارك)، إلى محطة الوقود على مدخل مستوطنة "كريات أربع"، مسلحا بسكين وبلطة، وانهال فور نزوله من سيارة أجرة فلسطينية على مستوطنة تعمل في كشك لبيع المرطبات، وطعنها بالسكين، ثم تشاجر مع أحد زبائن المحطة وطعنه أيضا، قبل أن يطلق حارس الأمن الذي تواجد في المكان النار عليه ويصيبه بجراح.
وأظهر شريط الفيديو الذي بثته القناة الثانية، أنه بينما كان الشاب مسودة مضرجا بدمائه ومحاطا بالجنود والمستوطنين وطواقم الإسعاف، ظهرت في الصورة سيارة مارسيدس يقودها زوج "المطعونة"، الذي سارع فور مشاهدة الحادث إلى تشغيل سيارته، ثم أخذ يدوس بها الفلسطيني الجريح جيئة وذهابا، وعلى مرأى ومسمع جنود الاحتلال الذين علت صرخاتهم غير المفهومة، دون أن ينفذوا أوامر "إطلاق النار" لوقف جريمة الإعدام التي ينفذها الزوج الهائج، ولم ينجحوا في إخراجه من خلف المقود، إلا بعد أن اكتفى واشتفى من دهس الفلسطيني، وأوقف سيارته على جسده المطحون، قبل أن يستجيب لنداءات الجنود ويتوقف.
وخضع مسودة للعلاج مدة أربعة أشهر ونصف في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس، إثر إصابات صعبة في الأعضاء الداخلية بالبطن، وكسور في الرجلين.
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس قد حكمت على المستوطن المدعو دافيد مزراحي، من مستوطنة "كريات أربع"، بثلاثة شهور من خدمة المجتمع، جراء إقدامه على دهس المواطن وسيم مسودة، وقد أسقطت المحكمة تهمه محاولة القتل عن المستوطن، وتم استبدالها بالتسبب بإصابة خطيرة.