خليل ابو شماله هو المسؤول الاول والأخير عن تفاقم ازمة الكهرباء في قطاع غزة، وهو المسؤول عن وقف إمدادات الوقود لتزويد محطة الطاقة، وعليه قام المجلس التشريعي بمساءلته عن ازمة انقطاع التيار الكهربائي، لقصوره وعدم وضع الناس في حقيقة الامر وتزويدهم بمعلومات غير حقيقية عن حال الكهرباء في البلد، وغياب الشفافية عن تصريحاته المتعلقة بالأزمة، ما سبب ذلك في اثارة الرأي العام ضد الحكومة وسبب لها حرج كبير مع المواطنين واثر على سمعتها.
ومع ذلك فان خليل ابو شماله بصفته المسؤول عن كهرباء البلد، استطاع ان يستغني عن استيراد الوقود من الطرف الاخر، الذي يفرض الحصار الخانق والظالم على الشعب الفلسطيني في غزة ويستغل حاجتنا له ويتحكم بمصير الناس وحاجاتهم الضرورية للكهرباء، كما تخلص من ابتزاز سلطة رام الله وعدم ايفائها بالتزاماتها تجاه الناس، وبيعها الوقود لمحطة التوليد بسعر اعلى من السعر الذي تستورده من الطرف الأخر، كما استطاع ان يوفر مخزون استراتيجي من الوقود المصري المهرب يكفي البلد مدة شهرين وهذا كان انجاز يحسب له أيضاُ، حيث كان صرح العام الماضي ان من مميزات الوقود المصري المهرب انه وفر على موازنة الحكومة ما مكنه من تخزين نحو 18 مليون لتر من السولار.
وعلى الرغم من ذلك لم يبحث ابو شمالة خلال العام الماضي وليس الاعوام الخمسة الماضية عن بدائل، ولم يوفر حماية حقيقية تضمن استمرار تدفق الوقود، وظل يعتمد على الوقود المهرب واعتقد ان الامور استقامت ولم بفكر ببدائل وظل يطمأن الناس بان الوضع تحت السيطرة وانه لا يوجد ازمة في امدادات الوقود المهرب من مصر الثورة، وان مشكلة الكهرباء في طريقها للحل عن طريق ربط قطاع غزة بشبكة الربط الاقليمي لكن المشكلة في سلطة رام الله التي تعرقل تنفيذ المشروع.
و فجأة ومن دون مقدمات وقعت الواقعة وحدثت الازمة وتفاقمت وأعلن ابو شماله عن وجود نقص شديد في امدادات الوقود من مصر، وان محطة التوليد ستتوقف عن العمل خلال 72 ساعة، ولم يضع الناس في حقيقة الامر وتركهم في حيرة، مع ان نقص امدادات الوقود خاصة للسيارات كانت تتفاقم قبل اعلان ابو شماله والناس تشعر بالأزمة، والشائعات كانت مصدر المعلومات للناس، في ظل غياب الشفافية ووجود التطمينات، الى ان توقفت محطة التوليد عن العمل بعد المهلة التي تحدث عنها ابو شماله.
الناس من البداية كان لديهم شك في استمرار تدفق الوقود المهرب، ولم يفاجئوا بوقف ضخه، لكنهم لم يكونوا يعلموا ان الازمة حقيقية وانها تتفاقم منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وأن هناك صعوبات في دخول السولار عبر مصر، وأن مخزون سلطة الطاقة ينفذ.
ابو شماله لم يقوم بالتحرك ووضع الناس في حقيقة الأزمة بشفافية، ولم يخاطب المؤسسات الدولية ويطلعها على حقيقة الازمة، ولم يحمل الطرف الاخر والمجتمع الدولي المسؤولية عن الحصار المفروض على القطاع، وشن هجوم على مصر وانها هي المسؤولة عن وقف تدفق الوقود الى القطاع.
ابو شماله هو من يتحمل المسؤولية الكاملة، وكمواطن ادرك الظروف الصعبة الذي يعمل فيها ابو شماله جراء الحصار الخانق، لكن ما يعنيني ان يوفر ابو شماله الخدمة لي لأنها مدفوعة الثمن وهو المسؤول عن تزويد المواطنين بالكهرباء ومطالب باتخاذ التدابير اللازمة لتوفيها ومصارحة الناس بشفافية وإطلاعهم عن واقع الكهرباء ووجود ازمة حقيقية، لكنه ظل صامتاً ولم يخرج منه أي تصريح يقول فيه بوجود ازمة في تدفق امدادات الوقود.
عليه ابو شماله مطالب بالاعتذار للناس عن الازمة التي سببها وللحكومة من حرج ونحن كمواطنين صالحين نؤدي جميع التزاماتنا تجاه شركة توزيع الكهرباء، ونطالب بمحاسبته عن قصوره وما سببه ويسببه لنا من معاناة جراء ذلك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت