أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث على أن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس هي صاحبة السيادة والصلاحية في المسجد الاقصى المبارك ، وأن المسجد الاقصى المبارك هو مسجد إسلامي عريق ، وكل موجوداته هي إسلامية بامتياز .
وقالت المؤسسة في بيان إعلامي تلقت وكالة قدس نت للأنباء نسخة عنه، اليوم الاثنين، إن "كل ما يُدعى عن الهيكل أو موجوداته في المسجد الاقصى أو القدس المحتلة لا يعدو كونه أسطورة وأكاذيب ، تفنّدها الحقائق التاريخية والأثرية، مستنكرة الهجوم الإعلامي والتحريض الذي شنته صحيفة "يديعوت أحرونوت " العبرية على دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، عبر تقرير نشرته خمس صفحات من الحجم الكبير، في ملحقها الأسبوعي يوم الجمعة الأخير 24/2/2012 ، بعنوان ( المعركة على "جبل الهيكل").
وقالت مؤسسة الأقصى في بيانها :" في توقيت لافت، ووقت يصعّد فيه الاحتلال الإسرائيلي جرائمه واعتداءاته على المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس المحتلّة، والدعوات المحمومة من قبل أذرع الاحتلال الإسرائيلي لهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، اختارت صحيفة " يديعوت أحرونوت" نشر تقرير صحفي مطوّل ادعت من خلاله أنها تكشف عبر وثائق وشهادات "حصرية وخطيرة" حصلت عليها أن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، تقوم بأعمال حفريات ممنهجة سعت من خلالها إلى تدمير آثار يهودية تعود إلى فترة الهيكل الأول والثاني – بحسب ما ادعت "يديعوت"- بل ووصل الأمر أن تتهم "يديعوت" الأوقاف الاسلامية بأنها ترتكب "جرائم أثرية" من خلال أعمال الترميم والصيانة في المسجد الاقصى المبارك.
وطالب المتحدثون في التقرير الصحفي الإسرائيلي بضرورة التدخل العاجل من قبل الاحتلال لإيقاف "ممارسات" الأوقاف الاسلامية في القدس ، والحدّ من صلاحياتها في المسجد الاقصى " ، بل ووصل الأمر بهم إلى المطالبة بالتضييق على حجم مواد الصيانة التي يتم إدخالها إلى المسجد الاقصى من قبل دائرة الأوقاف " - .
وأضاف بيان المؤسسة :" إننا بناء على ما قرأناه في التقرير لصحيفة " يديعوت " وما ادعته ، فإننا نشير أن توقيت نشر التقرير ليس عفوياً ، وإنما هو بمثابة تحريض سافر على المسجد الاقصى المبارك ، وتحريض مباشر على دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ، وإننا إذ نستنكر هذا الهجوم الأرعن على دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ، فإننا نؤكد أن وجود الاحتلال في المسجد الاقصى هو وجود باطل ، وأن صاحب السيادة والصلاحية في المسجد الاقصى المبارك هو دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ، وأن أعمالها ومشاريعها في المسجد الاقصى تنبع من سيادتها وصلاحياتها ، ولا يحق للاحتلال بوجه من الوجوه التدخل في صلاحيات دائرة الأوقاف أو منعها من أي عمل."
واعتبرت في بيانها أن التقرير الإسرائيلي وما جاء فيه من ادعاءات هو مقدمة لتدخل خطير مستقبلي في شؤون المسجد الاقصى المبارك".وتابعت مؤسسة الأقصى القول: " إننا نقدم شكرنا من جهة ودعمنا من جهة أخرى لدائرة الأوقاف على ما تقوم به من جهد للحافظ والدفاع عن أولى القبلتين، ثم إننا نؤكد للمرة تلو الأخرى أن المسجد الاقصى هو مسجد إسلامي عريق وقديم ، قدم التاريخ ، وكل أبنيته وآثاره ومرافقه على مساحة 144 دونما هي إسلامية بامتياز ، وما الادعاء بوجود آثار يهودية من فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين، إلا أساطير وأكاذيب ، فنّدتها حقائق التاريخ والآثار ، على مدار عشرات السنين، ونعتبر أن ما ورد في "تقرير يديعوت " هدفه تجهيز أرضية لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة الهيكل المزعوم على حساب أو أنقاض المسجد الاقصى المبارك ".
وقالت "إننا نشير هنا إلى أن ما يقوم بطمس وتدمير المعالم الاسلامية والعربية في القدس وفي محيط المسجد الاقصى، هو الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه، وليس العكس، بل حقيقة فإن الاحتلال يزاول جرائم بحق التاريخ والآثار منذ احتلاله لشرقي القدس منذ عام 1967م " .
وختمت المؤسسة بيانها بالقول إن "كل حقائق التاريخ تشير إلى أن الوجود اليهودي في القدس كان وجودا مؤقتاً عابراً ، وأن لا حق ديني أو تاريخي لهم بالقدس أو المسجد الاقصى، فالوجود العربي في القدس يمتد إلى نحو سبعة آلاف سنة ، منذ أسسها وبناها الكنعانيون واليبوسيون العرب، أما الحق الإسلامي في القدس والأقصى، فيعود إلى قدم الزمان مع بناء المسجد الاقصى ، على زمن سيدنا آدم – عليه السلام – إذ بُني المسجد الاقصى بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً ، وتعزز هذا الحق الإسلامي مع رحلة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - في الإسراء والمعراج ، وتعزز أكثر وأكثر مع الفتح العمري ، وليصرح "نتنياهو" ما يشاء – كما فعل يوم أمس الأحد – ".
واعتبرت المؤسسة أن تصريحاته (نتنياهو) لا تعدو كونها "أكذوبة أو أضحوكة" ، وقالت " فالقدس إسلامية عربية ، كانت ولا تزال وستظل ، والمسجد الاقصى إسلامي ، إسلامي ، إسلامي ، وإن كان ما يزال تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي ، فإنّ هذا الاحتلال عنه زائل ، عما قريب – بإذن الله رب العالمين- "