نقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مسؤول في أحد التنظيمات اليسارية قوله إن "فصائل فلسطينية بخلاف حركة حماس، وتوجد لها مقرات ومكاتب داخل سورية، سواء المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية أو من الفصائل المنشقة بدأت فعلياً بنقل قياداتها ونشاطاتها إلى دول عربية أخرى من بينها لبنان".
وبحسب المعلومات التي أدلى بها هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه فإن عددا من القيادات التنظيمية الوازنة في عدة أحزاب شرعت خلال الأسبوعين الماضيين بالخروج من سورية، والانتقال إلى لبنان، على غرار ما فعلت قيادة حركة حماس."
وذكر أن الأمر تم بعد أن أيقنت هذه الفصائل أن النظام الحاكم بقيادة بشار الأسد بدأ فعلياً يضعف، وأن سقوطه بات مؤكداً، كاشفاً عن توجه عدد من مسؤولي هذه التنظيمات إلى عواصم عربية أخرى بعد الانتهاء من جلسة الحوار الأخيرة في القاهرة التي انتهت الجمعة الماضية، بدلاً من العودة كما كانت العادة إلى دمشق.
وفيما قالت المصادر ان حركة حماس لم يعد لها اي تمثيل في سورية، أكدت مصادر مقربة من رمضان شلح زعيم حركة "الجهاد الاسلامي" المتواجد حاليا بالقاهرة أنه ينوي العودة لدمشق قريبا وأن حركته لن تنتقل لأي عاصمة أخرى.
وتوجد في العاصمة السورية دمشق مكاتب لتنظيمات فلسطينية كبيرة مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى تنظيمات منضوية تحت لواء منظمة التحرير كالجبهتين الشعبية والديمقراطية، حيث يوجد مقر الأمين العام للديمقراطية نايف حواتمة في دمشق، إضافة إلى الجبهة الشعبية القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل.
كذلك توجد في دمشق مكاتب مركزية للتنظيمات الفلسطينية المنشقة عن المنظمة، وهي حركة فتح الانتفاضة التي يتزعمها أبو موسى، وكذلك جبهة النضال الشعبي، فرع خالد عبد المجيد، وجبهة التحرير الفلسطينية بقيادة أبو نضال الأشقر، والحزب الشيوعي القومي بقيادة عربي عواد.
وبالفعل بحسب ما قال المسؤول اليساري فإن عددا من مسؤولي هذه التنظيمات اتخذوا سراً من لبنان مقرا لإقامتهم المؤقتة، مشيراً إلى وجود قواعد وميليشيات لعدد من هذه التنظيمات وخاصة المنشقة في لبنان.
وحسب الصحيفة فيتوقع أن يغادر مسؤولون لتنظيمات سياسية بارزة إلى عواصم عربية أخرى مثل مصر أو الأردن ولو بشكل مؤقت، على غرار ما فعل عدد من قادة حماس.
ويخشى مسؤولو التنظيمات الفلسطينية كثيراً على أمنهم الشخصي، بسبب اندلاع المواجهات المسلحة بين "الجيش السوري الحر" و"قوات الأسد"، خاصة في ظل الحديث عن اقتراب المعارك من العاصمة دمشق.
وتوقع المسؤول اليساري أن ينتقل قادة التنظيمات المنشقة إلى المناطق اللبنانية التي يوجد فيها حضور أمني كبير لحزب الله.
وكانت قيادات حركة حماس بزعامة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة غادروا هم ومسؤولون كثر في الحركة دمشق مؤخراً، واستقروا في عدة عواصم عربية تمثلت في الدوحة ومصر وعمان، فيما عاد أحدهم وهو عماد العلمي إلى قطاع غزة، الخاضع لسيطرة الحركة.وقالت المصادر إن حماس ستقيم مكاتبها في القاهرة.
ووصل أول أمس القطاع ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو المسؤول عن مكاتب الجبهة في الخارج، ويوجد مقره في سورية، غير أن الجبهة الشعبية قالت إن الطاهر قدم للقطاع بغرض الزيارة وليس الإقامة.
وقال الطاهر عند وصوله القطاع قادماً من بوابة معبر رفح "كتبت لي زيارة غزة بعد سنوات من المعاناة والتشرد، فزيارتي ستكون قصيرة ووفق برنامج معد من الجبهة"، غير أنه أكد على أنه سيعود إلى دمشق "مجددا في القريب العاجل."