صحيفة بريطانية : إسرائيل تخشى انتقام إيران

 


كشفت صحيفة "الفاينشانشال تايمز" البريطانية عن تزايد المخاوف في إسرائيل من التعرض لهجمات "انتقامية " إيرانية ردا على أي عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية لطهران.


 


ونشرت الصحيفة تقريرا للكاتب توبياس باك أوضح فيه أنه في الوقت الذي يدرس فيه المسئولون الإسرائيليون توجيه ضربة عسكرية لإيران بدأت المناقشات تتجه إلى مدى استعداد إسرائيل للحرب وذلك نتيجة القلق من " الهجمات الإيرانية المضادة".


 


وأضاف "هذه المخاوف لها ما يبررها لأن تصريحات القادة الإيرانيين لم تترك مجالا للشك لدى إسرائيل في أن العمل العسكري سيؤدي إلى رد انتقامي".


 


وجاء أحدث تهديد من الجنرال أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني الذي قال إن " أي هجوم للنظام الصهيوني على إيراني سيؤدي بلا شك إلى انهيار هذا النظام".


 


ورغم أن البعض يستبعد إقدام إيران على تنفيذ مثل هذه التهديدات إلا أن كثيرا من كبار المسئولين في إسرائيل يرون أن الجبهة الداخلية ستتعرض لاختبار قوي في حالة نشوب نزاع مع طهران.


 


وأشار التقرير إلى لقاء عقده دان ميردور، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الاستخبارات والملف النووي مع المراسلين الأجانب، أكد فيه أن الاستعدادات للحرب تأخذ في الوقت الحالي شكلا مختلفا.


 


وخلال اللقاء أوضح ميردور أنه في الماضي كانت معارك الدبابات والمقاتلات ولكن الآن الجبهة الرئيسية للحرب هي الجبهة الداخلية.


 


وتوقع المسئول الإسرائيلي أنه في حالة اندلاع الحرب " وهو يأمل في ألا تندلع" فلن يكتفي الإيرانيون بمهاجمة الأهداف العسكرية بل سيستهدفون بشكل أساسي المدنيين.


 


وأوضح التقرير أن مثل هذه المناقشات أثارت جدلا واسعا وانقسامات داخل إسرائيل بين المسئولين والخبراء حول قدرة إيران ورغبتها في ضرب أهداف داخل إسرائيل.


 


وامتد الجدل إلى التوقعات بشأن مشاركة حلفاء إيران في سوريا ولبنان وغزة في مثل هذه العمليات، فعلى سبيل المثال قدرت "ترسانة حزب الله من الصواريخ" بنحو خمسين ألفا منتشرة على الحدود الشمالية لإسرائيل.


 


ويقول بعض الخبراء إن هذه الصواريخ يمكنها الوصول إلى أهداف في العمق الإسرائيلي منها المناطق الساحلية وسط إسرائيل، وتوصل أحد المحللين إلى معادلة للهجمات المتوقعة أطلق عليها " 1991 – 2006 – BA " وهي تشير إلى سيناريوهات الرد الإيراني المتوقع.


 


وبحسب هذا التحليل يمكن أن ترد إيران على أي هجوم عسكري بهجمات بصواريخ بعيدة المدى مثلما فعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1991. وقد ينضم حزب الله للعمليات بهجمات صاروخية شبيهة بما قام به خلال حرب 2006.


 


كما طرح سيناريو استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج مثل التفجيرات التي استهدفت المصالح الإسرائيلية في بوينس أيرس عاصمة الأرجنتين عامي 1992 و 1994 .


 


في المقابل يقلل عدد من المسئولين الإسرائيليين بينهم وزير الدفاع إيهود باراك من خطورة الرد الانتقامي إيراني، حيث استبعد باراك مرارا أن يؤدي أي رد إيراني إلى خسائر إسرائيلية جسيمة.


 


وقال في إحدى المرات إنه لا "توجد أي فرصة" لسقوط أكثر من 500 قتيل إسرائيلي نتيجة أي رد عسكري إيراني، لكن بعض المحللين يردون على باراك بالقول إنه بالنسبة لدولة صغيرة المساحة وعدد السكان مثل إسرائيل فرقم 500 يعد كبيرا جدا.