صرخة استغاثة من طلبة مخيم شعفاط لإنقاذهم من الكوارث

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
"نحن أطفال القدس عشنا ماضٍ سحيق، ونعيش حاضراً مأساوي، ومستقبلنا مجهول ونحلم بحياة كريمة وبيئة ونظيفة، وتعليم متطور.، فإذا كنتم معنيون بإنقاذنا..." بتلك الكلمات الطفولية وجهت الطالبة الفلسطينية هبة القواسمة (11عاماً) في الصف السادس من مخيم شعفاط شرق القدس المحتلة رسالتها باسم (أطفال القدس) إلى المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية.
 
وقالت الطالبة هبة في رسالتها خلال مسيرة نظمتها المؤسسات والفعاليات في المخيم تحت عنوان: (صرخة أطفال القدس) عليكم :"تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في حادث جبع المأساوي, ويجب وضع رقابة حقيقة وشديدة داخلية وخارجية على المدارس الخاصة والعامة، توفير شروط السلامة العامة في المدارس".
 
ودعت الطالبة المقدسية وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية إلى إعداد برنامج إرشاد وتأهيل نفسي واجتماعي ووضع خطة إنقاذ ضمن برنامج مساعدات في المنطقة، وطالبت في الوقت ذاته، بمحاسبة المسؤولين عن كافة الجرائم المرتكبة بحق الأطفال في القدس، وبناء مركز دفاع مدني وتزويد منطقة(مخيم شعفاط، عناتا، حزما) بسيارات إسعاف، وتعبيد الطرق وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.
 
وشارك في المسيرة التي انطلقت من أمام مقر اللجنة الشعبية في المخيم العشرات من أطفال وطلبة مدارس شعفاط وعائلات ضحايا حادث جبع المأساوي، وأعضاء اللجنة التنسيقية لمؤسسات مخيم شعفاط، ورئيسة المركز النسوي في المخيم، النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني جهاد أبو زنيد.
 
وعبر المشاركون عن مطالبهم بإنقاذهم من الوضع المأساوي والصعب الذي يعيشه أطفال القدس، ورفع الطلاب والطالبات العلم الفلسطيني والبوستر الذي يحمل صورة أطفال ضحايا جبع، وبعض اليافطات المرسومة بأناملهم لتحقيق مطالبهم.
 
وقالت أبو زنيد وهي احد المنظمين للفعالية "نظمنا هذه المسيرة ونعمل عليها منذ 15- 2 من الشهر الجاري، من اجل إنهاء معاناة سكان المخيم المحرومين من كافة حقوقهم، فلا يوجد مكب نفايات، ولا سيارات إسعاف، ولا دفاع مدني، هنالك مطالب يجب توفيرها من الجهات الرسمية والداعمة للقدس."
 
قالت أم عبد الله الهندي والدة أحد ضحايا حادث جبع:" الوضع سيئ جداً هنا، وبعدما وقع حادث جبع وخسرنا أطفالنا وعشنا لحظات مُرة، والحمد الله ابني عبد الله نال الشهادة، ولكن من يحسب يسلم، أبناؤنا وقعوا ضحية إهمال وتهميش وظلم وهذيان لجهات لم تتحمل مسؤولياتها، واليوم ها هم الأطفال يصرخون صرخة غيث حفاظاً على أرواحهم."
 
يشار إلى أن حادث جبع المأساوي راح ضحيته ستة أطفال ومعلمة، وقع على طريق الرام – عناتا يوم السادس عشر من الشهر الجاري، حيث كان الأطفال في طريقهم إلى رام الله في رحلة مدرسية.
 
وأكدت اللجنة التنسيقية لمؤسسات مخيم شعفاط على ضرورة وجود رقابة داخلية وخارجية على المؤسسات التعليمية الخاصة والمرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية وبلدية الاحتلال الاسرائيلي ووكالة الغوث الدولية.
 
وطالبت بإنشاء مركز طبي كامل قريب في المنطقة يشمل وجود سيارة إسعاف طوارئ، كما طالبت وزارة المواصلات والجهات المختصة بمتابعة وملاحقة المركبات الغير قانونية ( المشطوبة) والتي تودي بحياة الكثير من المواطنين.، بالإضافة لتعبيد وتأهيل البنية التحتية في المنطقة المحيطة بمدينة القدس لتعزيز صمود أبنائهاـ
ودعت اللجنة التنسيقية إلى زيادة عدد حاويات النفايات الصلبة في الشوارع، وإزالة النفايات من أمام مداخل المؤسسات التعليمية والأهلية والقيام بحملات توعية للأهالي حول النظافة العامة.
 
كما دعت كافة الجهات المعنية بتغليب المصلحة العامة ومصلحة أطفال القدس، والتأكد من السلامة العامة في المدارس والمؤسسات التعليمية لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال من الخطر المحدق بحياتهم.
 
وحملت كافة الجهات المعنية المسؤولية الكاملة عن المنطقة،ـ  مؤكدة على المضي قدما نحو تحقيق هذه المطالب والاستمرار بسلسلة الفعاليات المطالبة بحقوقنا المشروعة.
 
تجدر الإشارة بان اللجنة التنسيقية لمؤسسات مخيم شعفاط  تشكلت لمعالجة الوضع القائم في المنطقة، وتتابع عن كثب كافة القضايا والمشاكل التي تعانيها المنطقة من تهميش من قبل الجهات المعنية وخاصة وكالة الغوث الدولية التي يقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة في تقديم الخدمات وانقاذ الوضع المتردي في المخيم.