اليوم تسجل المناضلة الفلسطينية الاسيرة هناء الشلبي صفحة مشرقة من صفحات النضال بعد ان سجل الأسير القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، وقفة عز غير مسبوقة في تاريخ النضال العربي والعالمي ضد الاحتلال الصهيوني وقوى الاستعمار، بعد أن دخل إضرابه التاريخي وغير المسبوق عن الطعام شهره الثالث حيث خضعت محاكم الاحتلال لمواقفه البطولية ، وبذلك تشكل وقفة هناء الشلبي بإرادتها الفولاذية صفحة جديدة من صفحات المجد للشعب الفلسطيني .
ان هناء تقدم نموذجا لا يقل رمزية عن ألنموذج الذي قدمه خضر عدنان، لقضية الأسرى والأسيرات، سواء أولئك المحكومين إدارياً أو غيرهم ممن يقضون أحكاما ومؤبدات طويلة، من خلال إثارة قضيتهم على المستوى العالمي، ما يقتضي من جماهير شعبنا وأمتنا وقواها الوطنية أن تتحرك في سياق مستمر على الصعيد المحلي والعالمي لمحاصرة حكومة الاحتلال والضغط عليها، من أجل وقف العمل بالأحكام الإدارية والتعامل مع الأسرى والأسيرات في سجونها،الذين يتجاوز عددهم ستة آلاف أسير "كأسرى حرب" وإطلاق سراحهم وفقاً لكافة المواثيق والعهود الدولية.
إن وقفة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وكافة القوى والفصائل والهيئات والمؤسسات بشأن التدخل للإفراج الفوري عن المناضلة هناء الشلبي، ودعوة مجلس حقوق الإنسان وكذلك الطلب من البرلمان العربي أن يأخذ دوره حيال قضية الأسرى،ولبحث قضية الأسيرة هناء الشلبي وكافة الأسرى الذين يتعرضون لأحكام الإدارية التي تنتمي لعهد الانتداب البريطاني على فلسطين، ودعوة الجهات الدولية الراعية لاتفاقات جنيف للاجتماع للنظر في جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
إن الوقفة التضامنية مع قضية الأسرى أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي هب تأكيدا للالتزام بمعايير اتفاقات جنيف وإلغاء العمل بالأحكام الإدارية الاستعمارية.
ومن هنا نؤكد انه لا يجوز لأي فلسطيني وعربي وإنساني وعالمي السكوت بعد اليوم عن الملحمة البطولية التي يخوضها أسرى وأسيرات الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال، لقد وضعت حكومة الاحتلال مهمة فحواها، تدمير نفسيات المعتقلين والقضاء عليهم جسدياً, استعمال أساليب تعذيب جديدة يجري تطبيقها على المعتقلين في سجونهم، وخلق ظروف قاسية وصعبة لهم ولا إنسانية, يستحيل معها العيش والاستمرار لمطلق إنسان معتقل, وتشديد العقوبات عليهم وعلى ذويهم في مختلف المناحي. وخاصة سياسة العزل الانفرادي بحق القادة المناضلين احمد سعدات ومروان البرغوثي ومحمد التاج وغيرهم من الأسرى العزل الانفرادي بين أربعة جدران مغلقة بمساحة لا تتجاوز المترين مربعين, لا تفتح فيها الا كوّة ضيفة يناول السجّان منها, المعتقل ما يسمونه أكلاً ترفضه حتى البهائم،وسط ضجيج يومي لساعات طويلة وبخاصة في الليل،على مسجلات موجهة للأسرى, وذلك في محاولة لتدمير الجهاز العصبي للمعتقل .
ما نكتبه هو غيض من فيض عن عذابات الأسرى والأسيرات،وباختصار تفوقت الدولة الصهيونية في أساليبها على المعتقلات النازية،لا نقول ذلك ترديداً لأقوال سمعناها.
هذا الإضراب التي تقوم به المناضلة الأسيرة هناء الشلبي وقبلها المناضل خضر عدنان , مميز عن الإضرابات الأخرى , وبخاصة أن الأسرى قرروا الإضراب تضامنا معهم, كل ذلك بهدف تحسين ظروف الاعتقال , وللاحتجاج على العزل الانفرادي وعلى باقي العقوبات. ان ما تقوم به اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ضمن إطار الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق في لبنان عبر اللقاءات والاعتصام الشهرية مع أسرى الحرية في فلسطين, وإنما يشكل محطة نوعية لفعل شعبي متقدم لنصرة قضيتنا وحقوقنا الوطنية كحلقة في النضال القومي والأممي من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتعبيرا عن وحدة كل المناضلين ضد كل أشكال الظلم والقهر والطغيان والتمييز كسمات معاصرة للإمبريالية الجديدة.
ختاما : لا بد من القول أن تحشيد قوى شعبنا للوقوف مع الأسرى والأسيرات وفي طليعتهم احمد سعدات ومروان البرغوثي ومحمد التاج وباسم الخندقجي وحسام خضر وفؤاد الشوبكي وخضر عدنان وهناء الشلبي يشكل عنوانا رئيسا بمواجهة سياسة قادة الاحتلال الذين يتوهمون أنهم باعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني سيضعفون عزيمة هذا الشعب وكسر إرادته، لكن حقائق الصراع تؤكد كل يوم أن هذه الأوهام مآلها الفشل وأن شعبنا عصي على الكسر، وهذا ما أكده الأمين العام الشهيد القائد أبو العباس عندما اعتقل من قبل قوات الاحتلال الأمريكي في العراق حيث جسد نموذج الكبرياء والعزة والكرامة الوطنية الفلسطينية قبل اغتياله.
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت