غزة - (عواصم) - وكالة قدس نت للأنباء
دعت شخصيات دينية ووطنية وأكاديمية وثقافية وفنية فلسطينية وعربية، اليوم الجمعة، إلى ضرورة توحيد الجهود لنصرة مدينة القدس في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تهويد المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين.
وجاءت هذه الدعوات خلال التظاهرة الاعلامية"وطن واحد إعلام واحد، من أجل القدس"، التي أطلقتها قناة "هنا القدس" الفضائية بالتعاون مع اتحاد المنتجين العرب في بث مباشر، ظهر اليوم، يستمر حتى الساعة الحادية عشر ليلاً بتوقيت القدس، بمشاركة نحو 15 قناة تلفزيونية وإذاعية، من أقطار عربية مختلفة.
وقال إبراهيم أبو ذكري رئيس إتحاد المنتجين العرب عبر قناة "نيل لايف"، التي يتم البث الرئيسى من مقرها في القاهرة، إن :" الفترة الماضية كانت تعم بالثورات العربية والربيع العربي, وبدأ الشارع العربي بتهميش قضية القدس وفلسطين, واليوم نقول أن هذه القضية ليست لفلسطين فقط وإنما نحن نواجه احتلال إسرائيلي."
الإعلام المصري..
وتابع :"ونحن اليوم نحرك الشارع العربي تجاه بعض المسارات حول عملية تهويد القدس, العالم العربي له مسارات عديدة للإتفاق, ولكن الكل يبحث عن نقاط الإختلاف وعلى التصريحات بها, ولكن نحن الآن نبحث عن خطة وطن واحد إعلام واحد".
وبين أبو ذكري بأن "الشارع العربي كان دائماً يقول أن الإعلام المصري كان دائماً رسمي وموجه, ولكن نحن اليوم نقول له إن الإعلام المصري أصبح في مصالحة مع الإعلام العربي, بمشاركة أكثر من 15 أستوديو في العالم العربي في حملة وطن واحد إعلام واحد، من اجل القدس" .
ومن جانبه قال السفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا إن "الشعب الفلسطيني قدم خلال 63 عاماً الشهداء والأسرى والجرحى, من أجل حماية القدس، مؤكداً تمسك الفلسطينيين بحق عودة اللاجئين والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة".
وبين الفرا خلال مشاركته في هذه التظاهرة الإعلامية من أستوديو "نيل لايف" بأن الشعب المصري وقف وقفة رائعة مع الشعب الفلسطيني ، مشدداً بالقول "على أن الأمة العربية لن تتوحد إلا إذا نال الشعب الفلسطيني حقه بدولته المستقلة وعاصمتها القدس, وعلى كل الشرفاء أن يقفوا معنا ولنكثف جهودنا من أجل تحقيق أهدافنا, مثمناً هذه الحملة الإعلامية لنصرة مدينة القدس وتوحيد الجهود العربية من أجلها".
ساعة للقدس..
ومن أستوديو فضائية "هنا القدس" في القدس المحتلة طالب الأمين العام لهيئة علماء ودعاة فلسطين عبد الرحمن عباد، بأن تخصص كل فضائية عربية ساعة واحدة من أجل مدينة القدس, متمنياً أن تحتل القدس الخبر الأول والصفحة الأولى على صفحات الصحف, لأنها بحاجة لكل الأيدي لتنقذها مما هي فيه".
وأضاف عباد أن "القدس تحتاج إلى من يرفع عنها المعاناة التي تمر بها في ظل الهجمة الشرسة من الاحتلال الإسرائيلي من أجل تغيير طبيعة القدس وشطب اللغة العربية من داخلها وجعلها من مدينة جامعة إلى مدينة مفرقة, وأن تجمع فقط الطيف العبري الإسرائيلي".
وناشد عباد العرب المسلمين والمسيحين أن ينقذوا القدس ويثبتوا المواطن المقدسي بها, لأن الحملة الإسرائيلية تستهدف في المقام الأول المواطن المقدسي, داعياً أصحاب رؤوس المال إلى أن يستثمروا في القدس وخاصة وأنها تحتاج 100 مدرسة ثانوية, و2000 وحدة صحية.
تضيع منا ...
وقال المطران عطاالله حانا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن "مدينة القدس تضيع منا يوم بعد يوم, وأنها تمر في كارثة حقيقية, والموطن الفلسطيني بها يعامل وكأنه ضيف وغريب عنها", مشدداً على أن إسرائيل بكل رؤوس أموالها واقتصادها وسياستها لن تستطيع اقتلاعنا من جذورنا.
وأشار حنا إلى أن الإعتداء على المسجد الأقصى المبارك لا نحسبه بأنه تعدي على الفلسطيني لوحده وإنما على الأمة العربية ككل, مشيداً بكل من ساهم بهذه الحملة من أجل القدس, داعياً الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بأن يقفوا إلى جانب المدينة المقدسة, وكل إنسان له ضمير وانتماء بأن يلتفت للمدينة المقدسة ويرفع صوته مندداً بالاحتلال الإسرائيلي لكي يتم إستعادة تحريرها.
وحول الفتوى التي تحرم دخول العرب إلى القدس وهي تحت الاحتلال رفضا للتطبيع, أكد حنا على أنه إذا كان الهدف من الزيارة هو دعم الفلسطينيين وشد أزرهم لن تكون محرمة, وإنما إن كانت من أجل إسرائيل والمفاوضات معها، حينها تصبح هذه الزيارة تطبيع.
ومن أستوديو "هنا القدس" برام الله أكد حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة فتح على الحاجة الماسة إلى كل دعم عربي وإسلامي لمساندة القدس والمسجد الأقصى, لأن المدينة تفتقر إلى إعلام موحد, ينقل عملية التزوير والتحريف الإسرائيلي فيها،ولأن الإعلام من أجل القدس هو أمر إستراتيجي, مشيداً بالتظاهرة الاعلامية "وطن واحد إعلام واحد،من أجل القدس"، وشاكراً كل من ساهم بهذه الحملة.
وأوضح عبد القادر بأن المسجد الأقصى أصبح الآن ساحة صراع, لأن الاحتلال نقل الصراع من خارجه إلى داخله, وهو الآن يمر بأخطر مراحله وقال " هناك حرب مفتوحة, فالاقتحامات الحالية من المستوطنين هي اقتحامات تجريبية تمهيداً لاقتحام واسع النطاق".
ونوه مسؤول ملف القدس إلى أن هناك توجه لدى الحكومة إسرائيلية لفرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى لتقسيمه بين اليهود والعرب, مؤكداً على أن الحكومة الإسرائيلية في حال حاولت إقتحام المسجد الأقصى ستلعب بالنار, ولن نقف كفلسطينيين مكتوفي الأيدي.
بدوره النائب المقدسي المبعد إلى رام الله أحمد عطون, شكر كل من عمل على هذه التظاهرة الإعلامية في ظل حملة الاستهداف الذي تتعرض له القدس منذ العام 1967 من حصار وإستيطان ومصادرة للأراضي.
وأكد عطون على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة القدس, إن كان بإبعاد النواب المقدسيين وعمليات الإبعاد بالجملة وبفصل الأحياء المقدسية عن بعضها, مشيراً إلى مخطط لإبعاد 125000 مقدسي، وعزل مخيم شعفاط وفق برامج ومخططات إستراتيجية في عام 2020.
كنا مغيبين عنها...
هذا وأكد شريف عبد الحميد الصحفي والناقد من صحيفة الجمهورية المصرية من قناة "نيل لايف",على أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة خطيرة للغاية, لأننا كإعلام كنا مغيبين عنها لفترة, لافتاً إلى أن زيارة مدينة القدس في هذه الفترة هي لدعمها ومساندتها.
وأشار عبد الحميد إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى في مجلس الأمن, تساند إسرائيل لأنها الابن المدلل للولايات المتحدة, وهذا ما ظهر عندما تقدمت فلسطين بطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة, وما واجهته أمريكا بالفيتو ومعاقبة أمريكا لليونسكو بقطع المعونات عنها بسبب قبول فلسطين عضو كامل فيها , متسائلاً "متى سنتحرك من أجل القدس؟".
وعبر أستوديو قناة "المسار" العراقية قال صلاح العبيدي الناطق الرسمي بإسم التيار الصدري في بغداد,"لقد تعودنا أن تكون القدس الحجم الأكبر في كل شيء, وحتى الإمام مقتدى الصدر كان يؤكد أن هناك ربط بين حرب العراق والحرب في فلسطين, وأن المقاومة في فلسطين يجب أن تساند بكل قوة, لأن قضية فلسطين هي قضية عالمية".
وتساءل العبيدي أين الفضائيات العالمية من هذا الإضطهاد والظلم ضد الفلسطينيين, خاصةً بعد أن سطر الأسرى الفلسطينيين أروع ملحمة وطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي, مشدداً على أنه يجب أن تكون هذه القضية أهم قضية في العالم لنصرة الشعب المظلوم.
من جانبه أكد عبد الكريم العنزي الأمين العام لحزب الدعوة العراقي على أنه من الواجب على المسلمين والعرب أن يمضوا حتى تحرير هذه البقعة المقدسة من الاحتلال الإسرائيلي, وقال "ولا بد أن يتم إستئصال هذه الغدة الخبيثة".
وانتقل البث المباشر فيما بعد إلى أستوديو قناة "أزهري" المصرية في فقرة شعرية عن المدينة المقدسة، ومن ثم قدم الشيخ الأزهري خالد الجندي كلمة قال فيها"لن ننساك يا أقصى, ولن نلغي طريق الجهاد في الدفاع عن الأقصى", مضيفاً سنقف ونتحرك خلف أمرائنا وحكامنا لأنهم لن يخذلوا القضية, كلنا جاهزين، عندما يثقوا بنا حكامنا حينها سنكون خلفهم."
وشدد الشيخ الجندي على ضرورة أن يتحرك جميع الحكام العرب والمسلمين لتحرير الأقصى ومدينة القدس,وقال " عندما نواجه الفساد في مجتمعاتنا, سنتحرك وندرك القضية العربية الأساسية."
دخلنا السجون من أجل القدس..
ومن أستوديو "هنا القدس" بغزة أكد الأسير المقدسي المحرر والمبعد إلى غزة فؤاد الرازم على أن ما يتعرض له المقدسيين الآن هو خطة ممنهجة يشنها قطعان المستوطنين بشكل يومي لإفراغ المدينة من سكانها الأصلين.
وقال الرازم "من أجل القدس والأقصى وفلسطين دخلنا الأسر وخرجنا منه, وسنبقى كذلك حتى تحرير القدس والأقصى", لافتاً إلى أن القدس تستحق أكثر من ذلك, لأنها تمر بهجمة شرسة خاصةً في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن ضرائب "الأرنونا" التي تفرضها إسرائيل تعتبر المواطن الفلسطيني المقدسي مُستأجر من الإسرائيليين, مشدداً على أن المقدسيين بحاجة لمن يساندهم لأنهم هم من يدافعوا عن الأقصى والقدس وهي ليس ملكاً للفلسطينيين فقط ولكن لكل الأمة العربية.
وأكد الأسير المحرر الرازم على أن إحتياجات القدس والمقدسيين كثيرة وكبيرة, لأن ما يتعرض له المقدسيين الآن هو خطة ممنهجة, حتى أن الإسرائيليين أصبحوا لا يريدوا أن يعمل لديهم أحد من المقدسيين ولكن يأتوا بعمالة من الخارج للعمل لكي لا يجد المواطن المقدسي القوت ليُحضره إلى بيته, والأُمنية الإسرائيلية بأن تكون لهم القدس بدوم مقدسيين ".
هذا وعبر الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي يحيى رباح عن شكره إلى إتحاد المنتجين العرب على هذه التظاهرة الإعلامية قائلاً :"ونحن هنا اليوم نقول أن القدس موجودة مادياً وفعلياً", مؤكداً على أن إسرائيل محتل غير شرعي, وضم القدس لإسرائيل هو ضم غير شرعي.
وأضاف رباح من أستوديو غزة، بأن القدس تحتاج الآن لبناء البيوت والمدارس والمستشفيات والمكتبات, هذا كله نريد من الإعلام الواحد أن يتوجه إليه, وعلينا أيضاً أن نمتلك مشروع من أجل القدس لتبقى هي عنوان النضال الفلسطيني, ومن لا يعرف ما الذي تحتاجه القدس فلينظر إلى رجال الأعمال الإسرائيليين ما الذي يقوموا به من أجل القدس لكي تكون لهم.
هدم الأقصى ..
من أستوديو قناة "25 " بالقاهرة أوضح د.ماهر خضير قاضي المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية أن المسجد الأقصى له أهمية كبيرة في عقيدة المسلمين, وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وثاني المسجدين, معتبراً عدم الإهتمام بالمسجد الأقصى هو عدم إهتمام بمكة المكرمة ومسجد المدينة المنورة.
ولفت إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ليست وليدة الساعة ولكن منذ السيطرة عليه, وهي متوالية ومتسارعة, مشيراً إلى أن إسرائيل منذ سيطرتها على القدس وعلى المسجد الأقصى كان لها هدف واحد وأساسي وهو هدم المسجد الأقصى وعينها كانت على المسجد الأقصى بالذات.
ونوه خضير إلى أن الهجمة التي تشنها إسرائيل على الأقصى اشتدت في هذه الفترة، سواء كان ببناء مراكز في ساحة المسجد وبناء الحدائق التلمودية وبالتطهير العرقي الذي تمارسه بحق المقدسيين.
وأضاف أن 20% من سكان ذهبوا أدراج الرياح وأبعدوا عن مدينتهم, لأن هناك قوانين مجحفة بحق هؤلاء المقدسيين والتي يقابلها تخاذل من الحكام والشعوب العربية, مشدداً على أنه يجب على هذه الشعوب أن تهب لنصرة الأقصى الشريف.
لسنا وطن واحد..
إلى ذلك عبرت الفنانة الفلسطينية اللبنانية مادلين طبر من أستوديو "نيل لايف", عن أسفها من أن شعار الحملة "وطن واحد وإعلام واحد، من أجل القدس", في وقت أننا لسنا وطن واحد بل نحن دول عربية".
وشددت طبر على أنه يجب تنشيط الوحدة العربية, لأن العروبة هي الخلاص لنصرة القدس والقضايا العربية الأخرى, قائلةً "نحن لن ننفي دور شباب الفيس بوك والتويتر وغيرهم من المواقع الإجتماعية, ولكن يجب أن يتعلم هذا الجيل من الجيل الكبير العبر والدروس لنصرة قضايانا".
ومن أستوديو قناة "إيه يو سي" في العاصمة عمان شدد المخرج الأردني حسين دعيبس على أن "لمدينة القدس قيمة عظمة لدينا كمسلمين, وهي قيمة ثابتة أكيدة لدينا, ولا تشبه أي مكان, ولا يمكن أن يثار حولها وحول حقائقها أي جدل لأنها من المسلمات".
وأضاف بأن "أي نقاش حول القدس إنما هو مراسلة وليست جدال لأن القدس من المسلمات المنتهية, متمنياً لكل من يريد زيارة مدينة القدس والمسجد الاقصى أن يرزقه الله هذه الزيارة".
وثمن إبراهيم أبو ذكري رئيس إتحاد المنتجين العرب في ختام هذه التظاهرة الإعلامية جهود كافة المشاركين من جميع القنوات من مختلف الأقطار العربية, معتبراً باأن ما حققته هذه الحملة من توحيد البث الفضائي في نحو خمسة عشر قناة حول قضية العرب الأولى إنجاز كبير يستحق التقدير.
وقال أبو ذكري إن "ما تحقق اليوم أثبت أن قضية القدس إحدى القضايا الإعلامية الموازية للقضايا المصيرية في كل البلاد العربية التي يطل الربيع العربي، وأنها ستكون موازية دائما لكل الإنجازات الثورية ."