الحب الضائع / أحمد ابراهيم الحاج


الحبُّ ساكن فينا وليس ضيفاً طارئاً علينا
ولكننا على غير شيمنا طردناه وأسكنا مكانه
الكره والحقد، فعاثا فينا فساداً وانقساماً وانتقاما
5/3/2012
.......................................................
أتاني الحب دون العِلم مني
فلا وعداً منحتُ ولا ابتساما
حَسِبتُ الحبَّ يُزجي لي جوابا
يَدقُّ الباب أو يُفشي السّلاما
........................................
فماءُ الحبُّ يجري في دِمانا
ونبضُ القلب يمنحُهُ القَواما
......................................
سرى بالدّمِ أتبعهُ النّخاعا
أثار الوجْدَ فينا والهِياما
فلا حوْلاً لدينا أو قرارا
ولا نسطيعُ كبحاً أو لِجاما
فكلُّ الخلقِ مفطورٌ عليه
غُلاماً كان أم شيخاً إماما
جماداً كان أم حيّاً تساوى
جباناً كان أم أسداً هُماما
........................................
ركضّتُ إليه مكتوفَ الأيادي
فقلبي اختار مع عقلي الخِصاما
………………………………………...
ولم أسمعْ عذولاً قال شمتاً
ولم أسمع عتاباً أو مَلاما
فأوقعني أسيراً طال حُكماً
مكثتُ بقصره طوْعاً دواما
.........................................
غرقتُ ببحرهِ قَسْراً ذهابا
أريد الأوْبَ، ما نلتُ المُراما
ونادى العقل يدعوني إيابا
وردَّ القلبُ يدعوني إلإقاما
أطاعَ العقلُ قلبي ما تمادى
وزاد الحبُّ بينهما انسجاما
ركبتُ الموج سيّرني إلى ما
أرادَ الموجُ قاعاً أم سناما
وخُضتُ البحرَ أسلكه عُباباً
وما أثنانِ هوْلاً أو حُطاما
ولم أصرخ بصوتي مُستغيثاً
بجارٍ أو بهبّاتِ النّشاما
........................................
ظننتُ الحبَّ أولهُ مُزاحا
وجدتُ الحبَّ آخره الغراما
.......................................
فنعم الحبُّ داهمني غِلابا
أبيتُ اللّومَ فيه والنّداما
يُفيق العطف فينا والحنانا
يشيعُ الأمن فينا والسّلاما
وحب الله يعلو كلَ حبٍّ
ويسقي من فضائله الأناما
فحبُّ الإبنِ يَدْهمنا صِغاراً
وكان الإبنُ ماءً لا عظاما
وحَمْلُ الأمِّ كُرْهاً لا اختيارا
وحبُّ الأمِّ يضطرِمُ اضطراما
وحبُّ الأبِّ يُكسبنا احتراما
وحبُّ الأرض يجذبنا دواما
وحبُّ الزوج يمنحنا سُكونا
ويجعلُ عُشنا حِصناً مُقاما
فحبل الحبّ يعصمنا اعتصاما
ونهجُ الحبّ يجعلنا كِراما
ولولا الحبُّ لانفكّت عُرانا
وشاع الكرهُ يُشعلنا انتقاما
........................................
فقدنا الحبَّ فانهارت قوانا
وصرنا كلنا شُعْثاً لِئاما
وحطَّ الكُرْهُ في دمنا الرِّحالا
وصار الحقدُ ينخرُنا انقساما
أضاع العقلَ منّا والصّوابا
أفاقَ الجفنَ أفقده النِّياما
أضاع النُّطق منا والكلاما
أذاب اللحم ألحقهُ العِظاما
فبئسَ الكُرْهُ يسكُننا اختيارا
وبئس الحِقدُ يورثنا انتقاما

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت