الزعنون يدعو لتفعيل صناديق الدعم المخصصة لصمود أهل القدس

الكويت – وكالة قدس نت للأنباء
أكد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إلى تأييد ما جاء في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس والذي عقد في قطر مؤخراً حول التوجه إلى مجلس الأمن بطلب تشكيل لجنة تقصي حقائق فيما يتعلق بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والتي تزيد عن خمسة عشر قراراً ومدى التزام إسرائيل بتنفيذ تلك القرارات وما يستتبع ذلك من إجراءات من قبل المجلس.

وفي كلمة له أمام المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي ينعقد في الكويت اليوم وغدا، دعا الزعنون أعضاء المؤتمر اتخاذ مواقف صريحة وواضحة سياسية واقتصادية سواء في مجلس الأمن أو غيره من المحافل الدولية ضد الدول التي تؤمن مظلة واقية للانتهاكات الإسرائيلية .

وطالب الزعنون رؤساء البرلمانات العربية اتخاذ توصيات وقرارات من اجل تفعيل صناديق الدعم المخصصة لدعم صمود أهل القدس وعروبتها في وجه "الهجمة الصهيونية الشرسة والعاملة على تهويدها ".

إلى ذلك دعا الزعنون للقيام بإجراء المزيد من عمليات التوأمة مع القدس، ليست فقط بين المدن والقرى العربية، بل القيام بعمليات توأمة بين القطاعات المختلفة في القدس من صناعية وزراعية وثقافية وصحية ومؤسسات مدنية وبين مثلاتها في الدول العربية.

وأكد الزعنون على ضرورة إفساح المجال لمن يرغب من مواطني الدول العربية والفعاليات الاقتصادية والتجارية والفكرية والعاملين في مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرها من المجالات، في زيارة الأراضي الفلسطينية عامة والقدس خاصة مما يدعم الشعب الفلسطيني ويشد في أزره في مواجهة الاحتلال ومخططاته الآثمة.

وطالب الزعنون خلال المؤتمر بدعم القيادة الفلسطينية بتوجهها إلى الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة خاصة في موضوع الحصول على العضوية الكاملة ومكافحة الاستيطان والحفاظ على الوضع القانوني والديموغرافي للقدس، ودعم موقفها الرافض لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي دون الالتزام بالإيقاف التام للاستيطان، وتحديد مرجعيات واضحة للمفاوضات.

وعرج الزعنون في كلمته إلى ما يحصل في بعض الأقطار العربية قائلا:" ربما تشاركونني الرأي بأن لمؤتمرنا هذا نكهةُ خاصة تميزه عن غيره من المؤتمرات، فهو يأتي بعد ما يقارب العام من انطلاقة أحداث جسام عمت أقطار عديدة من وطننا العربي ، برهنت على أن الإنسان العربي كأي إنسان آخر في أي بقعة من العالم يطمح للعيش الكريم في ظل أنظمة تحترم حقوقه الأساسية في الحرية والتعبير والعمل الشريف ، كما برهنت على أن سياسات القمع والاستبداد وكم الأفواه، وإن طالت ، لن تنزع من النفس البشرية رفضها للظلم والطغيان".

وأضاف الزعنون أن"المجاميع البشرية في ساحات وميادين التحرير أثبتت أنها أقوى من أصوات الرصاص وقنابل الغاز وهراوات أدوات الطغاة ، وقد نتفق أو نختلف على الإيجابيات والسلبيات التي رافقت وما تزال الزلزال العربي الكبير الذي جعل الوطن العربي محور اهتمامات العالم أجمع ، ولكن الشيء المؤكد أن عهداً جديداً يحمل في طياته آمالاً بغد أفضل لشعوب أمتنا بدأ يشق طريقه ، وإن كان عبر تلال من العقبات والتدخلات."

وأشار الزعنون إلى أن "أحد تباشير هذا العهد الجديد، ذلك القلق إن لم نقل الرعب الذي نلمسه في أحاديث وتعليقات صانعي القرار وواضعي الاستراتيجيات في دولة العدوان والاحتلال ، ومن يواليهم في الشرق والغرب تحسباً للتداعيات الخطيرة المحتملة لما حدث على الكيان المغتصب ، وسياساته العدوانية التوسعية والاحلالية ".

وأردف قائلا إن "الصرخات المدوية التي انطلقت ولا زالت من حناجر الجماهير العربية المنتفضة في الميادين والساحات والشوارع والمنتصرة للحق الفلسطيني والعربي والمؤكدة على هوية القدس العربية الإسلامية والمسيحية نزلت ولا تزال على أسماعهم نزول الصاعقة".

وأكد الزعنون على أن "صمود شعبنا الممهور بالتضحيات الجسام على مدى العشرات من السنين قد تعزز وسيتعزز أكثر وأكثر بوجود أنظمة عربية أقرب إلى نبض الشارع واحتياجاته ، أنظمة تصون كرامة الناس وتحفظ حقوقهم وتلبي تطلعاتهم الوطنية والقومية ."

وبين الزعنون أن الشواهد على الآثار الإيجابية المتحصلة للقضية الفلسطينية كنتيجة للربيع العربي كثيرة ، بداية تمّ فك الحصار المفروض على قطاع غزة وأن لم يكن بشكل كامل، مروراً بما نشهده من منتديات ومؤتمرات ومسيرات تمت أو هي في طور التحضير والإعداد تحت عناوين متعددة من مثل : وثيقة الأزهر والمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس والمسيرة التي ستنطلق من دول الطوق العربي إلى الحدود الفلسطينية في يوم الأرض بتاريخ 30/3/2012 تأييداً ودعماً للشعب الفلسطيني وعروبة القدس ، وغيرها الكثير من الفعاليات ، وأخيراً وليس آخراً اتفاق المصالحة الذي تم في القاهرة وتعزز في قطر بين الأطراف الفلسطينية والذي يجتهد الجميع على تنفيذ بنوده بكل ما يستحق من جهد وإنكار للذات .

وشدد الزعنون أمام المؤتمر البرلماني العربي على أن ما تمارسه سلطات الاحتلال وما تضعه من سياسات واستراتيجيات تهدف وبشكل مكشوف إلى سلب الأرض الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وتحقيق عودته إلى أرضه وسعيها الحثيث لتهويد القدس، عاصمته الأبدية وطمس وجهها العربي الإسلامي، في معركة تسابق فيها الزمن.

ولفت رئيس المجلس الوطني الفلسطيني إلى ما تمارسه إسرائيل من عمليات قتل واعتقالات طالت مؤخراً رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والعديد من زملائه، وقيامها بتدمير المنازل والمنشآت وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وتجريف الأراضي الزراعية وإقامة المزيد من المستوطنات على أراض فلسطينية مصادرة والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري، إضافة إلى أجازه برلمانها لقوانين عنصرية من مثل: قانون الولاء ويهودية الدولة، والذي ينزع حقوق المواطنة من فلسطينيي الخط الأخضر".

وأضاف "إننا نقترح للدراسة والنقاش مجموعة بعض الأفكار، لمواجهة التغول الإسرائيلي وإفشال مخططات دولة الاحتلال وحكومتها اليمينية المتطرفة، خاصة ما يتعلق منها بالاستيطان وعمليات تهويد القدس متقدماً بالشكر لدولة الكويت أميراً وحكومة وبرلماناً وشعباً على دعمها للقضية الفلسطينية في مختلف المجالات السياسية والمادية والدبلوماسية، وقال "الشكر موصول لمجلس الأمة الكويتي لدعمه ووقوفه إلى جانب قضيتنا في كل الملتقيات البرلمانية الدولية منها والإقليمية، ونثمن للكويت دعمها المستمر لقضيتنا العادلة، وهي التي لم تدخر جهداً إلا وقدمته في دعم صمود شعبنا على أرضه."

وختم الزعنون كلمته بالقول :"أذكركم مجددا أن الشعب الفلسطيني رغم قساوة المرحلة وشدة الضغوط التي تمارس عليه ، فإنه صامد و ثابت على أرضه ومتمسك بثوابته وحقوقه كاملة، وستبقــى الرايـة تنتقل من جيل إلى جيـل ومن قيـادة إلى قيـادة حتى ينال شعبنا حريته على أرضه، وسنصل حتما وان طال المسير إلى هدفنا المنشود وحلمنا الخالد في عودة اللاجئين و قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إن شاء الله."

وتطرق رؤساء البرلمانات العربية في كلماتهم ومداخلاتهم إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات قتل وتدمير على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها من حرب تهودية ممنهجة ، داعين إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ القدس وتعزيز صمود أهلها فيها.

ومن المقرر أن يتضمن البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي الذي ينهي أعماله غدا توصيات وقرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية خاصة ما تتعرض له مدينة القدس من هجمة استيطانية تهويدية سرشة.

ويشارك وفد برلماني فلسطيني برئاسة سليم الزعنون في أعمال المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي يترأسه احمد عيد العزيز السعدون رئيس مجلس الأمة الكويتي، ويتألف الوفد من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني زهير صندوقة و سالم ابو لغد ومحمد حسن الصيفي الجاني المستشارين والاداريين: زياد الهمشري ودرويش عبد النبي وعمر حمايل.