في غزة بلد الأزمات..أبو عمر يفضل المكوث في المنزل

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
فضل سائق التاكسي الفلسطيني أبو عمر المكوث في المنزل وعدم الخروج للعمل على سيارته، بسبب ارتفاع أسعار البنزين في ظل الأزمة التي يشهدها قطاع غزة منذ شهر تقريبا، بعد منع تهريب الوقود المتمثل في البنزين والسولار والكاز عبر الأنفاق الحدودية من مصر إلى القطاع.

ويقول أبو عمر إن "الحكومة لا تضبط السوق السوداء لأننا نشتري الجالون (18 لتر) من البنزين بــ 100شيقل، وهذا الأمر لا يتناغم مع العمل على سيارة تاكسي، لأن التحصيل المادي يقل أو يساوي سعر الجالون، لذلك فضلت المكوث في المنزل وعدم الخروج للعمل."

كهرباء 6 ساعات..
ولم يعد القطاع الذي يمر بأزمة انقطاع التيار الكهربائي لعدم توفر السولار الصناعي لمحطة التوليد الوحيدة، يعاني أزمة أو أزمتين بل وصل الأمر إلى (أزمات) لا يدري الموطن إلى أين يلتفت منها ، فالمشكلة الأولى لا تقل أهمية عن الأخيرة.

فالكهرباء لا تصل إلى المنازل إلا 6 ساعات في الـ 24 ساعة ، ناهيك عن شح الوقود وارتفاع أسعاره والذي أوجد أزمة في الموصلات آخذة بالتفاقم، وزيادة على ذلك الأنباء التي تتحدث عن تقليص الجانب الإسرائيلي كميات غاز الطهي التي يدخلها يوميا إلى قطاع غزة.

سكان القطاع عبروا عن مقتهم من تواصل هذه الأزمات وسارعوا لتحميل المسؤولية عن هذه الأوضاع إلى الجميع "حكومة غزة وحكومة رام الله والدول العربية والاحتلال الإسرائيلي.."

طلاب على أرصفة الطريق..
وتقول الطالبة الجامعية رهف لمراسل وكالة قدس نت للأنباء "يوسف حماد" إنها تنتظر منذ ساعة تقريبا أن تأتي سيارة لتقلها، في ظل وجود مئات الطلاب على أرصفة الطريق عند شارع الجامعات وسط مدينة غزة، لقلة عدد سيارات الأجرة بسبب أزمة الوقود.

وتضيف رهف وهي تعبر عن امتعاضها قائلة" إحنا بلد الأزمات وإن شاء الله تحل قريبا", فيما يبدي الطالب في الجامعة الإسلامية رجب العريان عن عصبيته لوقوفه تحت أشعة الشمس لفترة طويلة ينتظر سيارة تقله إلى موقف الشجاعية شرق غزة ويقول " السيارات لا تذهب هناك في الأوقات الطبيعية، فما بالك إذا كان هناك أزمة في الوقود".

ولم تستثني هذه الأوضاع التي يمر بها القطاع المحاضر الجامعي الذي عرف عن نفسه بالدكتور ناهض فيقول ":هناك عدد ليس باليسير من الأساتذة والمحاضرين بالجامعات لا يملكون سيارات لذلك فإنهم يعانون من أزمة المواصلات أيضا مثل باقي المواطنين والطلاب، ولعل الأزمة سوف تستمر لوقت إضافي بسبب الأزمة السياسية التي تعكر شؤون الحياة بقطاع غزة" .

المصالحة هي أهم المشكلات..
وتعتبر السيدة أم مازن وهي ربة منزل بأن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمات هو في التسريع بتطبيق اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس"ليتم حل كل مشاكل فلسطين، والمصالحة هي أهم المشكلات العويصة", فيما صب الطالب بكلية الإعلام بجامعة الأزهر ماهر المبيض غضبه على الحكومة قائلاً " الحكومة التي تعتبر نفسها حكومة يجب عليها الوصول إلى نتائج لأن الأب مسؤول عن أبناءه في حال كانوا عاطلين عن العمل وكذلك الحال في قطاع غزة".

ولكن المحامي طالب القايض خالفه الرأي بالقول" إذا كانت الحكومة تتعرض لمصائب ومطبات سياسية وأمنية واقتصادية من قبل الاحتلال الإسرائيلي وللأسف الشديد بعض الدول العربية، يجب علينا أن نعذرها، وأن نضع لها مبررات في تأخير حل بعض المشاكل المستعصية، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بالوقوف عند مسؤولياتها التي تستطيع حلها مثل "السوق السوداء" وقال "عندما تنقطع المواد في البلد نجدها هناك فهذا أمر غريب فعلا".

وتعاني المهندسة ريهام التي تقطن في جنوب القطاع من أزمة المواصلات فتقول" أنا آتي من جنوب القطاع والمواصلات جدا صعبة في ظل نقص الوقود اللازم للسيارات، وهذا والله شيء يصيب الإنسان بكبت، فأنا لا أستطيع الوصول إلى عملي والمدير لا يقبل الأعذار والسيارات تريد أحيانا اجر أعلى". وتختم حديثها "والله إحنا مش عارفين من وين نلاقيها من مصر ولا من الحكومتين ولا من الاحتلال ".