لقد استقبل قطاع غزة الربيع مجددا وكعادته سباقاً للعالم فصل الربيع بمزيد من الدماء التي أغرقت أراضيه وبمزيد من الاشلاء التي تناثرت في كافة نواحيه، ومازال هناك شلال يزاداد لينذر بمزيدا من الاستقبال الدامي لفصل أحبته البشرية ، لقد ازدهر الربيع ليس مكتسياً اللون الأخضر كما تعودنا ، بل حمرة نقية متلفحة بدماء طاهرة ..إنها دماء الشهداء، فكان حقاً أن يكون الربيع هنا ربيعاً أحمراً؟
في هذا الربيع الأحمر ....لن تزهر أزهار الحنون في السهل الساحلي يانعة بل ذبلة خجلة...ولن تغن العصافير لحن الحياة بل سوف تنوح على أقمار صعدت ارواحها إلى السماء .
في هذا الربيع الأحمر ....لن يذكر عيد الأم في العديد من البيوت الفلسطينية لأن الصواريخ الصهيونية نالت ممن كانوا يضعون قبلة العز على جباه أمهاتنا .
في هذا الربيع الأحمر.....سوف يذكر يوم الأرض بمزيد من الآلآم المتراكمة على فراق عرسان قضوا خلال العام الماضي ، ومازال هناك برهة من الوقت نأمل الا يكون فيها مزيداً من اعراس الشهادة التي تدمي قلوبنا فنتذكر أن لنا أرضاً قد سلبت.
في هذا الربيع الأحمر.... هناك ثلة من أمتي الفلسطينية مغيبة في غيابات السجون ، سجون الذل حيث يقتل فيها أسرانا نفسياً....ويعذبون جسدياً...يتجرعون ذل التجارب الطبية التي تماس بحقهم، ليس لديهم مقومات الحياة...بل لديهم مصدر عزنا وكرامتنا فهم لازالوا يمنحون شعبي الفلسطيني العز والكرامة.
إنه آذار في كل عام يمطرنا بمفاجآت وليتها تكون سارة بل دائماً ماتضيف إلى صفحات التاريخ الفلسطيني مزيداً من الحزن والنكبة.
انه اذار التي تعودنا فيه غالبا على اجتماع أمتي العربية في جامعة الدول العربية ، إنهم مجتمعون الآن،وماذا يناقشون؟ هل يناقشون حمام الدم النازف بإيدي بعثية أم بإيدي صهيونية؟ فأعتقد لا هذا ولاذاك!!!
أقول لهم بلسان حال شعبي وحال اخواني في سوريا...كونوا يوماً على قدر لقبكم بأنكم عربا تتبعون النبي المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام، وانصرونا يوماً فعلاً لا بقرارات مهترئة تضاف إلى سجلات ارشيفكم ليكون مرتعاً للغبار.
انصرونا علنا نعود ونفتخر بأننا من أمة عربية سليلة المجد والعز، حتى نستطيع أن نشق حياتنا التي مازلنا نحبو فيها.
إلى أهلي في قطاعي الحبيب ...صبراً فمازلنا بعيدين عن ربيع النيروز ....امتشقوا الصبر من زهر ربيع دماء الشهداء لأنني أعلم جيداً لم يعد لدينا صبرا حتى نصبر وبأي حال عدت يا ربيع ...باللون الأحمر مجدداً بالتأكيد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت