شكراً يا مصر، من كل فلسطيني يحفظ لمصر دورها العربي والحضاري في المنطقة، ويقدر مكانتها في قلوب العرب جميعهم، ولكن لا شكر لمصر على دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم أهمية هذا الدور، وإسهامه في توفير الأمن والحماية للفلسطينيين في غزة، لا شكر لمصر على دور الوسيط، لأن الذي يتمناه كل عربي من مصر أكثر من دور الوسيط، وأكثر من تحقيق التهدئة بين المقاومة والصهاينة.
لا شكر لدور مصر الوسيط بين لحم العرب الفلسطينيين وبين حراب العدو الصهيوني، وإذا ظن البعض أن الشعب الفلسطيني هو الأخ الشقيق للشعب المصري، فقد أخطأ في قراءة التاريخ، لأن الشعب العربي الفلسطيني هو الامتداد الفطري والقطري للشعب العربي المصري، ولأن مصر هي الأم الحنون للقضية الفلسطينية، فكيف ترتضي الأم أن تكون وسيطاً بين دم أولادها النازف وبين أنياب الذئب الصهيوني؟ كيف ترتضي مصر أن تكون وسيطاً بين خنجر الصهاينة ولحم العرب الفلسطينيين؟
كان الفلسطينيون يقولون: شكراً يا مصر، وهي تقوم بدور الوساطة في زمن المخلوع حسني مبارك، كان الفلسطينيون يقبلون بالقليل من رجل حكم مصر بعد أن باع مصيرها لليهود، ووضع في رقبته حبل المذلة، فصار وسيطاً غير نزيه، يرتب ما يوافق هوى اليهود، وهذا ما لا يرتضيه أي عربي من مصر ثورة 26 يناير، وهذا ما لا يرضي أي عربي مصري، فكيف تظل أم العرب جميعهم أسيرة في قراراها إلى نظام أطاحت برأسه ثورة المصريين، وخلعت جذوره الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة.
فلسطين تنتظر الانتخابات المصرية القادمة على أحر من الجمر، فلسطين تبايع الرئيس المصري المنتخب، وتسلمه أمانة المقاومة، وترسم معه بالبنادق حدود فلسطين، حين يتصدر جيش مصر المشهد العربي المقاوم، وحين تسترد مصر دورها القيادي، وتعود إلى جذورها التاريخية، وتعيد صياغة القرار السياسي الدولي، بما يوفر الأمن والسلامة والرخاء والحياة الكريمة لكل العرب دون تمييز قطري مقيت بين مصري وفلسطيني ومغربي ويمني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت