فلسطين حرة – التضامن هو الذي يوحدنا/جادالله صفا

هذا هو الشعار الذي يرفع اليوم بالبرازيل تحضيرا للمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، الذي سيعقد نهاية العام الحالي بمدينة بورتو اليغري التي احتضنت المنتدى الاجتماعي العالمي عدة سنوات، وما تشير اليه التحضيرات انه سيكون تظاهرة عالمية كبرى، حيث سيشارك بالمنتدى من كافة دول العالم من القارات الخمس، فالمنتدى الاجتماعي العالمي - فلسطين حرة بالاساس هو من احدى نشاطات المنتدى الاجتماعي العالمي، وتأتي اهمية انعقاد المنتدى بالوقت الحاضر، ليؤكد ويعزز حضور القضية الفلسطينية وبقوة على الصعيد الدولي، حيث تصب الجهود ايضا من اجل عزل الكيان لصهيوني من خلال الكشف وفضح جرائمه اليومية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية عامة.

من خلال مؤسساتها الجاليوية تشارك الجالية الفلسطينية باصرار وعزيمة للتحضير للمنتدى، فهي المرة الاولى التي تنخرط الجالية الفلسطينية بهذا الحجم، وياتي هذا الانخراط من خلال المنافسة الحقيقية بين اراء الجالية الفلسطينية التي تتقاسم المؤسسات الجاليوية، فالمؤسسات الفلسطينية الثمانية ذات التوجه الديمقراطي والتقدمي التي سمت ممثليها باللجنة التحضيرية واللجان الاخرى المتعددة والتي انبثقت بقرار عن سكرتيرية المنتدى، كذلك مشاركة اتحاد المؤسسات الفلسطينية ايضا من خلال تسمية ممثليه باللجنة التضيرية للمنتدى، يؤكد هذا التواجد الفلسطيني للجالية ومؤسساتها على وعيهم وضرورة مشاركتهم بلجان العمل للمنتدى من اجل انجاحه وطرح القضية الفلسطينية وبقوة على الصعيد العالمي، فهذا الحشد الجاليوي الفلسطيني جاء تلبية لمحتوى البيان الاول الصادر عن سكرتيرية المنتدى البرازيلية الذي اكد على ضرورة انخراط الجالية الفلسطينية وبقوة بالتحضير للمنتدى.

كجالية فلسطينية يجب ان نأخذ بعين الاعتبار دور الحركة الصهيونية بالبرازيل وما يمكن ان تعمله من اجل افشال المنتدى او اضعافه او تفريغه من محتواه، فالحركة الصهيونية بحكم تجربتها بالتاثير على مواقف حكومات ومؤسسات دولية، لا يستبعد ان تقوم الحركة الصهيونية بالبرازيل من الضغط على الاطراف البرازيلية الحكومية التي ستقدم التسهيلات والدعم المالي للمنتدى من اجل عقده، وهذا يفرض على القوى الفلسطينية والبرازيلية والدولية الداعمة للمنتدى بالعمل على التصدي لاي محاولة صهيونية قد تؤثر او تترك سلبيات على عقد المؤتمر، كذلك يتطلب من الجانب الفلسطيني بشقيه العمل ومزيد من الحذر للتصدي للمحاولات الصهيونية الرامية الى المساس بالمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، ومزيد من التكاتف الفلسطيني الفلسطيني اولا، والدفع بالجالية العربية للمشاركة ودعم المنتدى من خلال المشاركة الفعالة وتقديم المساعدة والتوجيه ثانيا، واخيرا تعزيز العلاقات والتنسيق مع القوى البرازيلية الصديقة والمناصرة للقضية الفلسطينية ونضال شعبنا من اجل تحصيل حقوقه، وهذه قضايا بغاية الاهمية من اجل تعزيز حملة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني.

ان نجاح المنتدى وتحقيق اهدافه، تعتمد بالاساس على مشاركة واسعة من القارات الخمس ودول العالم والقوى اليسارية والديمقراطية والتقدمية التي تقف الى جانب عدالة القضية الفلسطينية، وتعمل من اجل ان يمارس الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية والتاريحية، وأهميته تاتي بالقرارات التي سيتخذها واالممثلة بالبيان الختامي للمنتدى والتي بكل تأكيد ستعمل القوى المشاركة على تطبيقها من اجل عزل الكيان الصهيوني دوليا ومن اجل مزيدا من العزلة والتسليم بحقوق الشعب الفلسطيني.

عملية الحشد للمنتدى الاجتماعي يجب ان لا تقتصر على مستوى البرازيل وانما يجب ان تشمل القارة اللاتينية بجميع دولها وشعوبها، وضمان مشاركة كافة القوى المناصرة للحق الفلسطيني ومن اجل مواجهة التدخل الصهيوني واحباط دور الكيان الصهيوني الرامي الى زعزعة امن دول القارة، حيث تعتبر القارة اللاتينية مستورد رئيسي لاسلحة اسرائيلية وتكنولوجية وغيرها، ومن هنا تاتي اهمية مشاركة كافة القوى التقدمية واليسارية والديمقرطية التي تصطف الى جانب الحقوق الفلسطينية وتناصرها.

نحن امام تظاهرة عالمية وامام مرحلة جديدة لتحشيد الرأي العام العالمي ليتمكن الشعب الفلسطيني من تحصيل حقوقه، ومن اجل مزيد من عزلة الكيان الصهيوني، فسنبقى بانتظار 29 نوفمبر تاريخ المحطة النضالية الجديدة للصراع العربي الفلسطيني الصهيوني، ولحملة تضامن دولية نوعية ومميزة.

جادالله صفا - البرازيل
13/03/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت