كلمــة حـق..ثقف قلمك ايها الاعلامى ؟!/سليم شراب


مهنة الاعلام هدفها الاول تقديم ونشر الاخبار والمواضيع والبرامج المختلفة سواء فنية او رياضية او سياسية الى كل المشاهدين والقراء دون التفرقة بين الناس وان تحترمهم بما تقدمه من معلومات واخبار وعدم تشويه صورة الاشخاص والافراد فى المجتمع .

لايخفى على أحد أهمية الاعلام الرياضى فى تطوير الرياضة , وتسليط الضوء على القضايا الرياضية الكثيرة , ومحاولة كشف مكامن الخلل والبحث عن الحقيقة , ومن ثم طرح الحلول العقلانية واثراء الساحة الرياضية بالافكار التى تساهم فى تحقيق الهدف المنشود وهو رفعة الرياضة وتقدمها .

ماتقدم نفتقده كثيرا حاليا ونعيش حالة من الفوضى الاعلامية العارمة , وأصبحت الساحة مليئة بما هب ودب من أخبار غير الحقيقية , وناشريها والباحثين عن الاثار المفتعلة والافتراء على الاخرين , واختلاق الاشاعات والتشويش على الاندية , وتأليب الجماهير , بل ان البعض تجاوز بالتطاول على المسؤولين بشكل تجاوز كل حدود اللباقة والادب .

اختلط الحابل بالنابل على صفحات الصحف المطبوعة والصحف الاكترونية التى انتشرت كانتشار النار فى الهشيم , فلذلك اطالب الجميع ان يتقوا الله فى عملهم , وان يثقفوا اقلامهم من أجل اعلام محايد يساهم فى تطوير رياضتنا .

ثقف قلمك : كلمتان تحملان فى ثناياى حروفهما اكثر من رسالة فهى تعنى فى المقام الاول التزام اسس الحوار والالمام بكافة جوانب الموضوع محل الطرح والارتقاء بمستوى النقاش الى أبعد حد من الموضوعية وهى تعنى أن يكون حامل القلم على قدر من الثقافة والوعى والمسؤولية والامانة فى متابعة الاحداث الرياضية المحلية والعربية والعالمية مع التعددية فى هذا الوعى ليتخطى دائرة كرة القدم وبمفهومها الاشمل الاعم الذى يسمو عن كونه انتماء لناد دون غيره أو تعصب أعمى للون او لاعب معين او تكريس فكرة بذاتية مفرطة تبقى لو طرحت فى اطرها العلمية الصحيحة ومفاهيمها القويمة عرضة للصواب كما هى عرضة للخطأ ولكن بعيدا عن الجدل البيزنطى العقيم .

ثقافة القلم تعنى الصدق والموضوعية والحيادية والامانة عند التصدى لاية قضية رياضية لايمكن سلخها عن بقية قضايانا الاجتماعية والثقافية وليتم اشباعها دراسة ونقاشا ايجابيا مع طرح الافكار وفتح أبواب الوعى على مصاريعها لتحقيق كل ما من شأنه أن يسهم فى اضاءة كافة جوانبها سعيا للوصول الى الحقيقة .

ثقافة القلم بمفهومها الاشمل هى التزام حاملة بوضع نفسه فى موقع المسؤولية عن حرف يكتبه وان يتعمق جيدا فى ابعاد كل عبارة يضمنها موضوعة وان يحسب بدقة متناهية اثار ذلك وتبعاته وأن يتلمس سلبياته وايجابياته لان الصحافة اليوم يجب أن تظل مؤشرا صريحا لثقافة الامم وكيان الشعوب صوتا مسموعا الذى يخترق كل الحدود ويعبر البحار والانهار والمحيطات كرمز للحضار والرقى .

ثقافة القلم كما أراها صرخة مدوية لتنبه الحالمين بالمجد الزائف على أنقاض من عانوا من أثار الطروحات النرجسية الموغلة فى التحيز والنظرة الفردية لتطيح بكل الهياكل الهشة لحملة الاقلام غير الملتزمين والضحلة التى تضر اكثر مما تنفع وتورط أكثر ممنا تنقذ وتقود الى حبر من الحيرة وبدلا من أن تعبر طريقها كعامل بناء لامجاد رياضية شبابية وسط عواصف التحديات الهائجة .

ثقف قلمك رسالة واضحة للقائمين على الصحافة الرياضية ومسؤوليها كى يضعوا معايير واسس وضوابط لانتقاء الاقدر والاجدر يحمل امانة رسالة النقد الرياضى البناء .
وفى النهاية لاغرض ولاناقة أو يعبر لى من خلال طرح هذا الموضوع ولكن " لف كثير تشوف كثير تسمع كثير تقرأ كثير " .
وأخيرا ليس كل من حمل قلما أصبح كاتبا وناقدا ومحللا رياضيا وليس كل كاتب مبدعا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت