كما جاءت مطالبة لجنة الحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنظمات حقوق الإنسان بتأجيل هذه الانتخابات الأحادية كمساهمة للبحث عن حلول توافقية، تجنبا من المخاطر السياسية والمهنية التي تمس النقابة، وتعمل على تكريس الانقسام والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تأخذ بعين الاعتبار الأجواء التي واكبت اجتماعات القاهرة والدوحة، وتوافق القوى السياسية والمجتمعية على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل الحكومة التي ستضطلع بالعمل على توحيد كافة الاتحادات والمنظمات الشعبية والعمالية والمهنية على أسس ديمقراطية حقيقية، على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، بعيدا عن المحاصصة، والهيمنة والتفرد وفرض سياسة الأمر الواقع.
إن تدفق أعداد هائلة من خريجي الصحافة والإعلام من الجامعات الفلسطينية والأجنبية، من حقهم الانتساب لنقابتهم، والحصول على بطاقة العضوية الصحافية بعيدا عن الانتماء ألفصائلي والحزبي، والصراع السياسي، كجواز مرور بين الألغام المدفونة في قلب المجتمع، وخوض مغامرات البحث عن الحقيقة في الدروب الوعرة، وكشف المستور، حتى وان كلفتهم حياتهم بما فيها معركة مواجهة زيف الأعلام الإسرائيلي، وفضح ممارساته غير الإنسانية بما فيها سياسة التطهير العرقي، وعدوانه المتواصل، وتعريته بالحقائق، وبالكلمة والكاريكاتير، وبالرسم والصورة .
إن التمسك بوحدة نقابة الصحافيين الفلسطينيين، على الرغم من التسرع في إجراء الانتخابات فقط في الضفة الغربية دون قطاع غزة، يبقى هو الهدف السامي لكل الصحافيين، وهذا يتطلب من الحريصين على وحدة نقابة الصحافيين عدم الاستكانة والاستسلام، وبذل جهودا مضاعفة من أجل وقف التداعيات الخطيرة لهذه الانتخابات، وحل كافة الإشكاليات التي كانت نتيجة الانقسام، وسلبيات الانتخابات الصورية السابقة عام 2010، والضرر الذي أحدثه اقتحام مقر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة والاستيلاء عليها، والبحث عن مخارج توافقية وإبداعية لوقف حالة التدهور حتى في العلاقات الإنسانية بين الصحافيين، والعمل معا من اجل التفاهم والحرص الشديد على تطوير نقابة الصحفيين، وتعزيز وحدة العمل الصحفي، ووقف الانزلاق نحو تكريس الانقسام في النقابة.
إن أية محاولة من أي طرف للتغاضي عن هذا المطلب الوطني والمهني، سيشكل ضربة موجعة للجسم الصحفي، سياسيا ونقابيا ومهنيا، سينعكس سلبا على تراجع تمثيل النقابة في الاتحاد الدولي للصحافيين، واتحاد الصحافيين العرب على الرغم من حضورهم، وهذا يتطلب تجنيب نقابة الصحافيين تداعياتها المؤلمة بما فيها حق تمثيل الصحافيين الفلسطينيين في المؤسسات والمحافل الدولية الإعلامية، وحتى لا تكون انتخابات نقابة الصحافيين الأحادية دون غزة، سابقة ونموذجا يحتذى به في الانتخابات القادمة للاتحادات والمنظمات الشعبية للمحامين والمهندسين والأطباء والمعلمين والعمال والمرأة والشبيبة.
طلعت الصفدي غزة – فلسطين
الخميس 15/3/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت