الخليل - وكالة قدس نت للأنباء
شدد رئيس الوزراء بالحكومة الفلسطينية برام الله سلام فياض على ضرورة إنهاء الانقسام وإعادة توحيد مؤسسات الوطن للوصول بالمشروع الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة في إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره والعيش بحرية كرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشرقية العاصمة الأبدية لهذه الدولة.
واعتبر فياض خلال جولة في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية افتتح فيها عدداً من المشاريع في بلدتي إذنا والظاهرية، بأنه آن الأوان، وبعد أربعة سنوات ونصف، من إغلاق هذا الفصل المأساوي في تاريخ الشعب الفلسطيني، وبذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الانقسام، وممارسة الضغط على من يعيق التقدم بهذا الاتجاه، ودعا إلى ضرورة إجراء مساءلة موضوعية لأي طرف يخل بالالتزامات المطلوبة منه من أجل إحراز التقدم المطلوب لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن.
وقال " لقد آن الأوان للابتعاد عن التراشق الإعلامي والاتهامات، دون أن يعني ذلك استمرار التعميم التي تتلخص إما بالإشادة بالجميع أو اتهام الجميع، كما آن الأوان لمساءلة موضوعية لكل من يخل بالالتزامات المطلوبة نحو إنهاء الانقسام، والتحرك باتجاه مساءلة أي طرف لا ينفذ ما يتوقع منه من التزامات".
وأكد رئيس الوزراء على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على العمل في كافة أنحاء الوطن في قطاع غزة والضفة الغربية، وبما يشمل القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأكد على أهمية إجراء الانتخابات العامة والبلدية بالسرعة الممكنة، وقال "الانتخابات هي حق واستحقاق للمواطن على النظام السياسي برمته"
وفي بلدة إذنا افتتح رئيس الوزراء فياض مركز مجتمعي إذنا وقاعة الأمل، بحضور وزير الحكم المحلي خالد القواسمي، ومحافظ الخليل كامل حميد، والقنصل الايطالي العام جيم باولو كانتيني، ومدير التعاون الايطالي وممثل برنامج دعم البلديات الفلسطينية أنتونيو لاروكان، ورئيس وأعضاء مجلس بلدي إذنا، وعدد من رؤساء المجالس البلدية والمحلية والقروية المجاورة، ووجهاء البلدة، وحشد من الأهالي.
وشدد فياض خلال كلمته في حفل الافتتاح، على أن هيئات الحكم المحلي تعتبر أحد أهم أدوات التماس والعمل المباشر لتلبية احتياجات المواطنين وتقديم الخدمات لهم، والمساهمة في بلورة أولوياتهم، وأشار إلى أنها تعتبر مكون جوهري لتطوير نوعية المشاركة الديمقراطية في تحديد الأولويات والاحتياجات والمشاريع التنموية التي تساهم في دعم صمود المواطنين وتثبيتهم على أرضهم، وقال "تعزيز قدرة شعبنا على الصمود، يمثل المربع الأول في الجهد المبذول لإنهاء الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد شعبنا وفرض نظام لتحكم والسيطرة التعسفي"، وأضاف " لقد آن الأوان لهذا الاحتلال والظلم من أن ينتهي".
وشكر رئيس الوزراء الحكومة الايطالية على الدعم المستمر الذي تقدمه للشعب الفلسطيني، وسلطته الوطنية بشكل مباشر أو من خلال الاتحاد الأوروبي، وعلى كافة المستويات، وخاصة السياسي منه، وقال " نحن بحاجة لهذا الدعم لتصويب مسار العملية السياسية وإلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية"، وأضاف " ونحن بحاجة أيضاً إلى استمرار المساعدات الاقتصادية لتمكين السلطة الوطنية من الوفاء بالالتزامات المطلوبة منها تجاه أبناء شعبنا".
وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء فياض قاعة الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وتفقد المرافق المختلفة فيها. ومن الجدير ذكره أن مركز مجتمعي إذنا وقاعة الأمل تم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة قادر للتنمية المجتمعية وبتمويل من الحكومة الإيطالية (برنامج دعم البلديات الفلسطينية)، حيث يهدف المشروع إلى خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة لمنطقة إذنا والمناطق المجاورة وهو بتمويل من الحكومة الايطالية بمبلغ 514 ألف يورو.
وفي بلدة الظاهرية أعلن رئيس فياض، وخلال لقاء جماهيري في مقر البلدية، عن الشروع في تنفيذ المرحلة الأولى من إستاد الظاهرية سيبدأ خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد فياض، خلال كلمته، حرص السلطة الفلسطينية على النهوض بهيئات الحكم المحلي لما تقوم به من دور حيوي وهام في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، على الرغم من التحديات التي تواجهها الهيئات المحلية، سيما تلك الناجمة عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمتمثلة في مصادرة الأراضي، بالإضافة إلى حرص السلطة على تعزيز مبادئ الديمقراطية والحكم الصالح والرشيد في إدارة هذه الهيئات، وما يتطلبه ذلك من ضرورة الإسراع في تنفيذ استحقاق الانتخابات المحلية، وقال "المجالس المنتخبة هي بالتأكيد أكثر قدرة على نيل ثقة المواطنين وتلمس احتياجاتهم، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم".
كما شدد على أن السلطة الفلسطينية ستستمر في تحمل مسؤولياتها الكاملة للنهوض بأوضاع الشعب الفلسطيني الاقتصادية والاجتماعية، على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها السلطة ، وأشار إلى أن الحوار الذي قامت به الحكومة مع مختلف المكونات الاجتماعية والاقتصادية توافق على عدد من الخطوات الهامة للخروج من هذه الأزمة، وإجراء مراجعة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، والوصول إلى توافق حولها بمشاركة جميع الإطراف دون استثناء.
ووضع رئيس الوزراء فياض حجر الأساس لإستاد الظاهرية، علماً بأن بلدية الظاهرية قامت بشراء قطعة الأرض بمبلغ 140 ألف دينار، ساهمت السلطة فيها بمبلغ 96 ألف دينار. كما تم تجهيز المخططات الخاصة بالمشروع بقيمة 30 ألف دينار من خلال وزارة الحكم المحلي، وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين- الأولى، إنشاء الأسوار والعشب الصناعي بقيمة تقديرية تصل إلى مليون دولار، والمرحلة الثانية تشمل إنشاء مدرجات تتسع لحوالي 25 ألف متفرج.
في وقت سابق اجتمع رئيس الوزراء مع أعضاء المجلس البلدي في بلدية الظاهرية، واستمع إلى خطط البلدية التطويرية، بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها، وسبل حلها.
وكان فياض ولدى وصوله إلى محافظة الخليل قد تفقد المستشفي الأهلي في الخليل، وزار عدداً من المرضى فيها واطمأن على صحتهم، كما أجرى بعض الفحوصات الطبية الدورية.