سياسيون يجمعون على أن تطبيق اتفاق المصالحة يتطلب إرادة سياسية

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
أجمع متحدثون سياسيون على أن تطبيق اتفاق 4 أيار/ مايو 2011 يتطلب إرادة سياسية حقيقية من الجميع لتنفيذ آلياته لتعزيز مبدأ الشراكة على قاعدة شركاء في القرار – شركاء في التمثيل، داعين الى استمرار الضغط الشعبي والجماهيري لإنهاء الانقسام.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - فرع شرق الوسطى-، بعنوان "الانقسام وانعكاساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، اليوم في صالة خدمات البريج، بمشاركة صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي والدكتور خالد صافي الباحث والأكاديمي الفلسطيني، بحضور المكتب السياسي واللجنة المركزية والقيادة المركزية للجبهة الديمقراطية وصف واسع من المواطنين.

بدوره تطرق صالح ناصر إلى الآثار السلبية التي خلفها الانقسام سياسياً، مشيراً الى أن القضية الفلسطينية أصبحت في ضياع نتيجة انسداد أفق العملية السياسية ووصولها إلى طريق مسدود لأنها لم تسلك ضمن خطوات سياسية متفق عليها وسقف زمني للوصول الى حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم وفق القرار الأممي 194.

وشدد ناصر أن ما يجري الآن هو صراع على سلطة وهمية بدلا من تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، منوها ان انهاء الانقسام يتحقق في حال توفر الإرادة الحقيقية لدى حركتي فتح وحماس وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق 4 آيار/ مايو 2011 واجتماعي الفصائل في 20/12/2011 و23/2/2012، فإسرائيل لوحدها تستفيد من استمرار حالة الانقسام اضافة الى الحركتين المتصارعتين على السلطة وامتيازاتها في الضفة وغزة.

وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية : الاحتلال يتحمل المسؤولية في ادامة عمر الانقسام، ولكن حركتي فتح وحماس تتحملان أيضاً، فالكثير من الممنوعات بأيدينا وهي كثيرة، منها منع الصحف والفعاليات الوطنية والشعبية، فرض ضرائب وجبايات على المواطنين بدلا من تعزيز صموده، تقييد الحريات ومنع جوازات السفر وغيرها. داعيا الى تصويب بوصلة النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل عدوانه وحصاره لغزة ويمنع اعادة اعمارها ويستمر في استيطانه وتهويده للضفة والقدس.

وأوضح صالح ناصر وجود قوى وعوامل اقليمية ضاغطة تعرقل الوحدة والشراكة الوطنية باعتبارهما طريق النصر لشعبنا. مؤكداً ان الحوارات الثنائية مصيرها الفشل وهي تدور في حلقة مفرغة تهدف لاطالة عمر الانقسام، فشعبنا ذاق مرارة خمس سنوات من عمر الانقسام أرجعت بقضيتنا الوطنية الى الوراء ولم يستفد منها سوى الاحتلال الاسرائيلي.

ودعا الى استمرار التحركات الجماهيرية والشعبية لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لانهاء الوضع المأساوي الذي خلفه الانقسام في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

من ناحيته، أكد نافذ عزام أن خمس سنوات من عمر الانقسام الذي لم يستفد أحد من استمراره في الضفة ولا في غزة بل اهتزت صورة الفلسطيني في نظر العالم.

ونوه عزام أنه رغم الانقسام، شعبنا الفلسطيني ما زال ثابتاً ومصراً على ثوابته الوطنية وهذا ما شاهدناه في العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.

وأوضح ان الانقسام نخر أجسادنا وسلخ غزة عن الضفة وانعكس سلباً على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مضيفا: ان المقاومة في غزة مشروعها مكتمل بالرغم من العثرات التي تعرض تطبيق اتفاق المصالحة.

وحمل الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور الاوضاع الاقتصادية في قطاع غزة نتيجة حصاره وعدوانه المتواصل، منوها ان الضرائب والجبايات هي نتيجة الاحتلال والحصار وان ما يعيق اعادة الاعمار هو الانقسام وان استمراره يسبب معاناة لشعبنا ويؤثر سلبا على مشروع المقاومة. داعياً الى استمرار الضغط الفصائلي والشعبي لانهاء الانقسام.

وفي ذات السياق، تساءل د. خالد صافي عن تداعيات الانقسام واسباب تعثر المصالحة والمفاوضات، داعيا الى المفاوضات والمقاومة معاً في اطار الوحدة الوطنية باعتبارها طريق انتصار الشعوب.

وقال د. صافي: نرى حركتي فتح وحماس على وسائل الإعلام يتصافحون ولكن دون وصول للمصالحة وتطبيق بنودها على الأرض لعدم ادراكهما مستوى التحديات، فالشعب يكتوي بنار الاحتلال والحصار والقدس تهود.

وادان استمرار تغييب الشعب الفلسطيني عن ما يجري من حوارات بين فتح وحماس والفصائل، داعيا الفصائل الفلسطينية الى أخذ دورها في انهاء الانقسام وان لا يكونوا شهداء زور على اتفاق لم ينفذ ولم يرى النور، مضيفاً: علينا أن نختار بين بناء الشراكة الحقيقية وبين المحاصصة وتقاسم الوزارات والسفارات والمكاسب الحزبية التي تطيل من عمر الانقسام بدلا من انجاز المصالحة الوطنية.

وأكد ان ما يجري على الأرض من تقييد للحريات ومنع جوازات السفر والصحف اليومية واستمرار الاعتقال السياسي ومنع لجنة الانتخابات المركزية من العمل في غزة، لا يسهم في انهاء الانقسام وانجاز المصالحة، مؤكدا وجود تدخلات اقليمية ودولية تقف وراء تعثر طريق المصالحة.

فيما أكد المشاركون ان الخلاص من الانقسام وآثاره بحاجة الى ربيع فلسطيني يوصل بشعبنا نحو انجاز حريته واستقلاله الوطني وعودته الى دياره التي شرد منها وفق القرار 194.

هذا وكان قد ادار الندوة السياسية إبراهيم العكش مرحباً بالحضور والضيوف، مؤكدا أن الانقسام السياسي الفلسطيني أضر بمصالح شعبنا ونقل بالقضية الوطنية الفلسطينية من اولى القضايا الدولية حيثما كانت على سلم الأولويات، وأصبح شعبنا يبحث اليوم عن قضايا حياتية وخدماتية يومية. هذا وافتتحت الندوة بالسلام الوطني الفلسطيني.