لندن ـ وكالة قدس نت للأنباء
نظم "مركز الدراسات الفلسطينية" في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن (سواس) مؤتمرا ليوم واحد موضوعه: "فلسطين والانتفاضات العربية الاخيرة" في قاعة بروناي في الجامعة.وشارك في المؤتمر اختصاصيون من الجامعة وخارجها تناولوا الجوانب المختلفة للموضوع وابعاده الاقليمية.
وافتتح المؤتمر مدير المركز الدكتور جيلبير الاشقر، الذي طرح مسألة تقلص نفوذ امريكا في الشرق الاوسط، بعد اخفاقاتها في العراق وفلسطين واماكن اخرى. ثم تناول البروفسور آدم هنية دور دول الخليج العربي في الانتفاضات الاخيرة في المنطقة وتبعهما اختصاصيون من ايران وتركيا ولبنان وفلسطين.
واهم ما ورد في كلمة الاشقر حسب صحيفة "القدس العربي " اللندنية ان "الانتفاضات العربية الاخيرة اتت في وقت سيىء بالنسبة لامريكا اذ ان نفوذها كان قد بدأ في الانحسار في دول المنقطة، وفي مرحلة تواجه فيها الولايات المتحدة مشاكل اقتصادية رئيسية ـ فبعد ان كانت امريكا تنظم في تسعينيات القرن الماضي مؤتمرات دولية لمعالجة الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، ادى تدخلها العسكري في افغانستان والعراق الى ايقاع نفسها في مشاكل لم تخرج منها حتى الآن". ووصف الاشقر التدخل العسكري الامريكي في العراق بانه "كان بالنسبة لامريكا اسوأ من حرب فيتنام على جميع الاصعدة".
وقال ان "امريكا خسرت مصداقيتها في المنطقة. واصبحت دول كاسرائيل تتحدى قرارات قيادات امريكا، حتى وصلت في تحديها الى اذلال الرئيس الامريكي في اكثر من مناسبة وبينها اجباره على التراجع عن سياساته بشأن انشاء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية واضطراره الى اتخاذ مواقف مؤيده لاسرائيل ولتسليحها باكثر انواع الاسلحة تطورا ترضيه لها لعدم قيامها بهجوم عسكري على ايران".
وعندما بدأت الانتفاضات، قال الاشقر، "خسرت امريكا ابرز حلفائها (الرئيس المصري حسني مبارك) فحاولت تخفيف حدة هذه الخسارة عن طريق دعم المجلس العسكري الذي تسلم القيادة الامنية وعبر اعادة تحسين العلاقات الامريكية مع الاسلاميين المصريين الذين كانوا حلفاء الغرب في الماضي، خلال فترة الرئيس عبد الناصر، والذين يتمتعون حاليا بشعبية كبيرة". وبالتالي، اعتبر الاشقر ان "امريكا دفعت بسبب هذه التطورات الى توثيق روابطها بحركة الاخوان المسلمين في سائر انحاء العالم العربي، وحضت دولا عربية خليجية على قبول هذه السياسة ودعمها، بعد ان كانت هذه الدول صديقة لمصر بقيادة مبارك وتونس بقيادة بن علي، ولقيادات عربية اخرى".
وفي هذه الاجواء حسب المحاضر، "وجدت القيادات الفلسطينية نفسها في مأزق، فاذا اختارت الاعتماد على السياسات الامريكية المتبدلة والداعمة لاسرائيل، فلن تحصل على حقوقها، واذا اختارت المقاومة العسكرية، فالاوضاع ليست ملائمة حاليا لهذا الامر". ولذلك اقترح الاشقر على القيادات الفلسطينية "القيام بانتفاضة ثالثة تشبه في قالبها واستراتيجيتها الانتفاضات التي حدثت في مصر وتونس، والانتفاضيتن الفلسطينيتين السابقتين اذ ان مثل هذا التوجه قد يحقق النتائج".
واوضح البروفسور آدم هنية في مداخلته ان "الرئيس محمود عباس، شأنه شأن قيادات خليجية وعربية اخرى دعم الرئيس حسني مبارك في المراحل الاولى للانتفاضة المصرية التي جرت ضده، ولكنه بدوره تراجع عن هذا الموقف، ولكنه لم يذهب الى الحد الذي ذهبت اليه بعض الدول العربية الاخرى في دعمها للتدخل العسكري لحلف شمالي الاطلسي (الناتو) في ليبيا او في دعوتها لقوات عسكرية اجنبية لمعالجة الازمة السورية".
وربط هنية المواقف السياسية لبعض الدول العربية الغنية بمصالحها الاقتصادية، اذ تدخلت في ازمات عربية وتقاعست عن التدخل في ازمات اخرى، استنادا الى هذه المصالح، والى تحالفها مع امريكا في نشر الاقتصاد الليبرالي الحر في جميع ارجاء ومناقف العالم العربي، وبالتالي، فان مصالح الشركات النفطية الخاصة الضخمة المتعددة الجنسية تقاطعت مع مصالح بعض الدول العربية الغنية في خيارات التدخل او عدم التدخل في الانتفاضات".
واضاف قائلا: "هذا الامر انعكس على علاقة هذه القيادات بفلسطين ولبنان حيث برز سياسيون مرتبطون بهذا المشروع وبالتالي لم يتم التعرض لمصالحهم". وبالتالي رأى هنية ان "مستقبل الضفة الغربية وغزة سيظل مرتبطا بالقيادات الخليجية العربية ومشاريعها وخصوصا ان الدول الخليجية وضعت استثمارات كبيرة في مناطق السلطة الفلسطينية".
ونتيجة لذلك، قال هنية، "اصبح المطلوب ان يكون العدو الاساسي للعرب ايران التي تحاول حسب هذا المنطق ان تعرقل مثل هذا النموذج الليبرالي السياسي والاقتصادي الذي يجب ان ينتشر في المنطقة".
وألقيت كلمات اخرى وتمت مناقشتها من قبل الحاضرين، ولا يتسع المجال للتطرق اليها هنا. ومن الملاحظات التي طرحها شاب بين الحاضرين للمؤتمر انه يجب عدم التخلي عن المقاومة المسلحة حتى لو انطلقت انتفاضة سلمية ثالثة في فلسطين وانه من الضروري ان يجري الامران معا.
كما أشار موشيه ماكوفي وهو من قادة اليسار اليهودي في المهجر ان "بنيامين نتنياهو وحكومته لا يودان اذلال امريكا وجميع قياداتها بل سعيا سابقا، ويسعيان حاليا لاذلال باراك اوباما والسياسات في الشرق الاوسط التي طرها في بداية ولايته".
والقادة الاسرائيليون برأيه "ينسقون مع بقايا المحافظين الجدد في الكونغرس الامريكي لاضعاف او اسقاط اوباما".