القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اليوم، في مقر المؤتمر ورشة عمل بعنوان:" ترحيل البدو.. وخطر التهجير القسري للتجمعات البدوية شرق القدس"، بمشاركة كل من وزارة الحكم المحلي الفلسطيني و مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (OCHA) و منظمة الأغذية و الزراعة في الأمم المتحدة "الفاو" و برنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP) و العديد من العشائر البدوية.
من جهته رحب الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس عثمان أبو غربية بالحضور وقال إن "قضية التهجير القسري للبدو وما ينطوي عليها من مساوئ لا يعنى بها البدو وحدهم إنما كافة الفلسطينيين، وإن سياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال والتي يتعرض لها البدو بالقدس و النقب و أريحا هي سياسة تعسفية بحق الأرض و البشر وذلك كله يرمي بهدف استخدام هذه الأراضي لاستكمال الخطط الاستيطانية أو لأغراض أمنية وهذا يعني الشيئ الكثير لتغير مخططاتهم و خاصة في الأماكن "ج".
وأضاف أبو غربية "كما تعتبر ايضا خطة التطهير العرقي ذات اهداف سياسية عنصرية بحتة لخلق العديد من المشاكل البيئية و الاجتماعية حيث من شأنها نفي البدو الى أماكن خطرة قد تتنافى مع طبيعة مسكنهم و حياتهم و قد تتنافى ايضا بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية و الذين يعيشون بها بالتطور الطبيعي وهنا نجد ان بلدية الاحتلال تسعى الى فرض تطور تلقائي على البدو و تجبرهم على حياة جديدة معينة قد تخلق مشاكل اجتماعية بين البدو نفسهم وبين البدو و سكان القرى أو المدن التي قد يهجرون اليها، وكل هذا بالنهاية يهدف بطريقة أو بأخرى الى تخريب نوعي للقدس و قراها و خلق قوانين طاردة تستهدف المقدسيين بكافة اماكن تواجدهم".
بدوره أكد اسماعيل أبو خريبش مسؤول عن التجمعات البدوية في وزارة الحكم المحلي أنه قد تم رفع توصيات لرئاسة الوزراء بناءا على طلب من د.سلام فياض يرفق بها احتياجات البدو والذي يصل تعدادهم الى ما يقارب الـ3000، وخاصة بعدما تراجع الوضع الاقتصادي بسبب شح المياه و قلة الأمطار الأمر الذي أدى الى بيع المواشي وترك الأراضي والانتقال للعيش في الأماكن القريبة للقرى، مما أدى الى خلق ظروف حياتية صعبة للغاية، وكانت من اهم التوصيات التي قدمت توفير "السكن المتنقل"، و حظائر الأغنام و التي هي عبارة عن هياكل حديدية و مولدات طاقة شمسية كهربائية.
وقد القى المهندس جميل حمادين محضارة حول التهجير القسري لـ 23 تجمع سكاني بدوي ما بين اريحا و التلال التي تطل على القدس من الجهة الشرقية والتي 80% من السكان البدو سيهجرون بعد تنفيذ الخطة المعلن عنها "E1" والتي ستنفذ خلال عام 2012، وذلك من أجل اكمال الحزام الاستيطاني في محيط مستوطنة "ماعليه ادوميم" و هو مشروع الحلقة الأخيرة يربط جنوب و شمال فلسطين الأمر الذي سيحول من اقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشريف بفعل هذا الانفصال الجغرافي.
وكما اضاف حمادين أن بلدية الاحتلال تنقل يوميا ما يقارب الـ100 طن من نفايات المستوطنات الى أماكن تواجد التجمعات البدوية والتي تعود لعرب الجهالين و بدو الكعابنة وغيرهم.
وفي كلمة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (OCHA) ألقتها اسراء المهتدي، وأبدت الترحيب بأي تعاون ما بين مكاتبهم والمؤتمر الوطني الشعبي للقدس و مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، و أن مؤسسة (OCHA)، تقوم بطرح القضايا و التقارير التي يسلط بها الضوء على وضع البدو و المعاناه التي يعانوها من خطة التهجير التي تتبعها سلطات الاحتلال.
واضاف سالم أبو داهوك أن الوضع السياسي و الاقتصادي لبدو القدس كلاهما مرتبط بالأخر ارتباطا وثيقا حيث أن خطر التطهير العرقي مستمر منذ عام 1948 حتى اليوم ولازالت تخطط لحملات "ارهابية" هدفها طرد السكان البدو مثل قرية العراقيب التي هدمت أكثر من 35 مرة، وأنه وعلى مر التاريخ استشهد الكثير من ابناء البدو على أثر انفجار العبوات الناسفة التي كانت تزرعها قوات الاحتلال في مناطقهم، وناشد أبو داهوك من مخاطر البطالة التي تواجه ابنائهم فهناك اكثر من 5000 خريج وخريجة منهم لا يعمل فقط سوى 5 اشخاص في المؤسسات المحلية، ناهيك عن مشاكل المآوى و العلاج فكل هذه الحقوق تنتهك بحقهم من قبل "اسرائيل" ليل نهار.
ومن الجدير ذكره أنه تم عرض صور و احصائيات حول حياة البدو والمشاكل التي يواجهونها سياسيا و اقتصاديا وحتى اجتماعيا، وكما دار نقاش ما بين المشاركين بالورشة و المحاضرين حول امكانية الخروج بتوصيات تنفذ من أجل الحفاظ على المواطنين البدو شرقي القدس كان اهمها ما دعى اليها محافظ القدس عدنان الحسيني حيث يتم تشكيل مرجعية بدوية تعالج قضايا وهموم المواطن البدوي ليتم صياغتها بطريقة قانونية رسمية وتكون هي بمثابة الناطق الرسمي باسم البدو امام الوزارات و مؤسسات الحكم المجتمعي المحلي و الدولي.