غزة - وكالة قدس نت للأنباء
تفقد وفد إتحاد البلديات التركي عدداً من المشاريع التطويرية والتنموية في قطاع غزة التي نفذتها البلديات خلال الفترة السابقة ومولتها الحكومة التركية، من خلال مؤسسة (تيكا).
وكان الوفد التركي قد حل ضيفاً على إتحاد بلديات قطاع غزة، بعد وصوله أمس عبر معبر رفح الدولي، بعد أن تعذر وصول كامل أعضائه نتيجة لبعض الإجراءات الفنية المتعلقة بالجانب المصري.
وبمجرد دخول الوفد المذكور قطاع غزة أجرى عدداً من الجولات التفقدية لمشاريع إنمائية وإستراتيجية نفذتها بلديات القطاع، حيث قاموا بتنفيذ زيارة إلى تلة المنطار (أعلى منطقة واقعة شرق غزة) معرجاً على المدينة الصناعية ومن ثم تفقد شوارع البلدة القديمة في المدينة ورافقهم خلال الزيارة رؤساء بلديات القطاع وممثلي عن الحكومة الفلسطينية ودوائر العلاقات العامة بالبلديات.
وخلال الجولة أعرب المهندس رفيق سالم مكي رئيس إتحاد بلديات قطاع غزة عن سعادته البالغة لوصول الوفد قطاع غزة المحاصرة والتي تعاني من مشكلة إنقطاع الكهرباء نتيجة لتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل وإنحسار الوقود الذي عطل مناحي الحياة الفلسطينية بكافة أشكالها، والذي ألقى بظلاله الكبيرة على الخدمات التي تقدمها البلديات المُهدده بالتوقف قسراً نتيجة لإستمرار الحصار الخانق.
وشدد مكي على متانة العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الفلسطيني والتركي حكومةً وقياداً ومؤسسات، مثمناً المواقف التاريخية المشرفة والداعمة لعدالة القضية الفلسطينية والمساندة لكفاح شعبنا في كافة المحافل الدولية، مبيناً أن المشاريع التي مولتها الحكومة التركية في قطاع غزة قد ساهمت فعلياً في كسر الحصار تدريجياً عوضاً عن التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
ورفع مكي رسالة شكر وعرفان من الإتحاد والحكومة الفلسطينية وجماهير الشعب إلى الجمهورية التركية وشعبها العظيم العزيز على كل قلب فلسطيني، معرباً عن أمله أن تكون الزيارة مقدمة لجولة جديدة من التعاون وتبادل الخبرات والتجارب ما بين بلديات القطاع ونظيراتها في تركيا.
ومن جانبه عبر مصطفى أراج عن سعادته البالغة في زيارة غزة المحاصرة ومقابلة أهلها والتعرف عن كثب على حجم المعاناة الحقيقة الواقعة عليهم نتيجة للاحتلال الإسرائيلي البغيض واستمراره في حصار غزة وتجويع شعبها، مؤكداً أن حكومة بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل جاهدة على إنهاء الحصار الظالم للشعب الفلسطيني وكشف بشاعة الاحتلال الذي لا يزال يستهدف الإنسان الفلسطيني ويمعن في قتل الأبرياء.
وطالب أراج كافة المؤسسات الرسمية والدولية إلى التدخل الفوري من أجل إنهاء المعاناة في غزة، مشيداً بالوقت ذاته بحجم المشاريع التي تم تنفيذها والتي ساهمت في التخفيف من معاناة الفلسطينيين.
وفي سياق متصل أجرى الوفد المزيد من الزيارات الميدانية لمشاريع البلديات في شمال القطاع حيث عبروا عن إعجابهم الشديد بكفاءة تلك المشاريع في الإستجابة لرغبات المجتمع المحلي، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون تاريخية للشعب الفلسطيني وسيكتب له النصر.
وصباح اليوم قام أعضاء الوفد التركي بوضع إكليل زهور على النُصب التذكاري للشهداء الأتراك والذين قضوا على متن سفينة مرمرة التركية بعد مهاجمتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين على توحد الدم الفلسطيني والتركي.
وعقب ذلك إلتقى أعضاء الوفد بمشاركة رؤساء البلديات بدولة رئيس الوزراء بحكومة غزة إسماعيل هنية وذلك في منزله حيث تم تناول طعام الإفطار بصحبته، وخلال اللقاء أكد هنية على متانة العلاقات التاريخية التي تربط شعبينا، مشدداً على أن الدعم المعنوي من قبل محبي غزة في العالم عزز من صمود الشعب الفلسطيني.
وشدد رئيس الوزراء هنية على أهمية "القوافل التي تزور قطاع غزة لتكسر الحصار غير الإنساني المفروض على أهلها، مؤكداً بأن الحصار يهدف إلى النيل من الثوابت الوطنية وكسر إرادة شعبنا"، مشيراً إلى أن قوافل كسر الحصار هي بمثابه بلسم لجراح شعبنا يعينه على جبروت الاحتلال، إلى جانب أهميتها السياسية والتاريخية والمعنوية.
وعقب لقاء هنية إنطلق الوفد متجهاً إلى جنوب قطاع غزة، حيث تفقد مشاريع مولتها مؤسسة تيكا التركية بمدينة خان يونس، وإطلع عن كثب على مشروع مقبرة خان يونس العامة رقم (4) والمسلخ التركي وحديقة "الإخوة التركية الفلسطينية"، معرباً عن إعجابه بحجم الإنجاز الكبير متمنياً أن تعم الفائدة على الجميع وأن يحظى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالحرية القريبة.
ومن جانبه أكد رئيس بلدية خان يونس الأستاذ محمد الفرا أن "مؤسسة (تيكا) التركية قد إستجابت للنداءات التي أطلقتها بلدية خان يونس من أجل تنفيذ مشاريع تنموية في المدينة للحفاظ على النواحي الصحية والبيئية، حيث تم تمويل إنشاء مشروع المسلخ التركي ومقبرة خان يونس العامة، إضافةً إلى بئر مياه (تيكا) بجوار جامعة الأقصى، فضلاً عن حديقة الأطفال الواقعة ضمن مشروع حدائق خان يونس العامة التي فتحت مساحات آمنة للعب والترويح عن أطفال شعبنا".
وثمن الفرا الوقفة الكبيرة والمساندة الدائمة من قبل الحكومة والشعب والمؤسسات التركية التي ساندت نضال الفلسطينيين في قطاع غزة داعياً في الوقت ذاته المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي إلى الوقوف عند مسئولياته إزاء ما يجري في قطاع غزة من تجويع وحصار ومصادرة أبسط معاني الحياة.
هذا وقد قطع الوفد التركي زيارته إلى غزة إحتجاجاً على عدم إتمام الإتفاقية التي تمت بينهنم مع الجانب المصري في دخول باقي أعضاء الوفد حيث غادر غزة قبل 24 ساعة من موعد مغادرته.