مركز القدس: تصاعد الانتهاكات ضد أماكن العبادة

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية خلال شهر شباط المنصرم، عبر استهدافها بالاقتحامات وإلحاق أضرار مادية بها، وكتابة الشعارات العنصرية عليها. واستهداف حياة المواطنين الفلسطينيين، كما حصل بإطلاق النار على الشهيد طلعت رامية من بلدة الرام ما أدى إلى استشهاده.

كما تطرق التقرير إلى مصادرة المزيد من أراضي المقدسيين، واستدراج عروض بناء جديدة لمشاريع استيطانية على أراض فلسطينية مصادرة. واستمرار سياسة هدم منازل المقدسيين، وتصعيد حملات الاعتقال في صفوف المواطنين، خاصة الأطفال. وإغلاق مزيد من المؤسسات المقدسية بدواع أمنية.

انتهاك حرية العبادة:
ووفقا للتقرير، فقد سجل شهر شباط المنصرم ارتفاعا كبيرا في حجم الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، شملت اقتحام ضباط وجنود إسرائيليين باحات المسجد الأقصى تحت مسمى السياحة الأجنبية، في حين تصاعدت حدة الاعتداءات ضد المصلين، حين اقتحمت قوات خاصة من الشرطة الإسرائيلية الشهر الماضي باحات الأقصى واعتدت على المصلين واعتقلت 18 منهم، إضافة إلى اعتقال 4 نساء، وفرض قيود مشددة على دخول المصلين للمسجد.
وتزامنا مع اقتحامات المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل متطرفين وجنود إسرائيليين والاعتداء على المصلين، فقد سجل أيضا اعتداءات على أماكن عبادة مسيحية.

ففي السابع من شباط اعتدى مستوطنون على دير وادي المصلبة في القدس الغربية، وكتبوا على جدرانه شعارات مسيئة مهرت بتوقيع "جباية الثمن". كما ألحقت أضرار بمركبتين تابعتين للدير كانتا متوقفتان أمامه.

وفي العشرين من ذات الشهر، كتب متطرفون يهود عبارات عنصرية على جدران الكنيسة المعمدانية في القدس الغربية، وأعطبوا إطارات ثلاث سيارات تابعة للكنيسة.

وبالتزامن أيضا، كشف النقاب في السابع من شباط عن مخطط إسرائيلي لإقامة مراكز تجارية وإسكانية على أرض تابعة لدير الأرمن في البلدة القديمة من القدس. إضافة إلى مواصلة حفر الأنفاق وتوسيع رقعة الحفريات في مغارة الكتان، الواقعة ما بين بابي العامود والساهرة على حدود السور الشمالي للبلدة القديمة في القدس، تحت أسوار والبيوت الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس، كما يواصل الاحتلال تنفيذ أعمال إنشائية لتهويد كامل مغارة الكتان ".

ويشمل المخطط حفر نفق أرضي يصل ما بين الموقف الذي سيتم إنشاؤه تحت الأرض، وبين مدخل باب المغاربة، الواقع في السور الجنوبي الغربي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، واستحداث باب آخر تحت الأرض عن يسار باب المغاربة، في حين سيكون الدخول للموقف الأرضي المذكور عبر نفق أرضي سيحفر أسفل باب النبي داود، الواقع في السور الغربي الجنوبي للبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسيتم ربط هذه الأنفاق بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك".

وكانت بلدية القدس الغربية أعلنت مؤخرا عن مخطط بناء جديد تحت مسمى "مركز تجاري وموقف خاص" على أراضٍ تابعة لدير الأرمن في البلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث منعت قوات الاحتلال سكان حارة الأرمن من استخدام الموقف القديم الذي تعود أرضه لدير الأرمن. وقال سكان دير الأرمن "إنهم تظاهروا يوم الخميس الماضي ضد قرار إغلاق الموقف ومنعهم من إيقاف سيارتهم فيه، وأن شرطة الاحتلال منعتهم وفرقتهم بالقوة".

وتعود الأرض للدير وتبلغ مساحتها نحو أربعة دونمات"، في حين أن "الموقف والعمارة تقعان مقابل مسجد الديسي.

هدم المنازل:
سجل شهر شباط 2012 مزيدا من عمليات الهدم لمنازل المواطنين في محيط البلدة القديمة من القدس، والأحياء المحيطة بها.

فقد هدمت الجرافات الإسرائيلية منزلا يعود للمواطن احمد محمد ناصر البغدادي في حي الصوانة شرق البلدة القديمة من القدس.وتبلغ مساحة المنزل 85 مترا مربعا، عبارة عن غرفتين مع منافعهما ويقطنه 4 أنفار. وفي إفادته لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس، قال المواطن البغدادي إن "البلدية رفضت طلبين كان تقدما بهما للحصول على رخصة بذريعة أن الأرض المقام عليها منزله مخصصة كمرافق عامة. وأضاف" في العام 2008، فرضت علي البلدية غرامة مالية مقدارها 200 ألف شيكل، تم تسديد أكثر من نصفها".

وفي ذات اليوم هدمت البلدية وسلطة ما يسمى ب"حماية الطبيعة" المدخل الرئيس لبوابة ملعب وادي حلوة، ودمرت بركسات إضافة إلى خيمة الاعتصام، وتجريف أرض الملعب.

يذكر أن عملية التجريف والهدم طالت بركسات ، أحدها كان يستخدم مقرا للمنتدى الثقافي التابع لمركز معلومات وادي حلوة، ويعتبر واحدا من مشاريع مركز مدى.

من ناحية قامت الجرافات الإسرائيلية في اليوم ذاته، بهدم جزء من سور إسمنتي وجدار من الأسلاك الشائكة، وبوابة تحيط بأرض المواطن سمير فروجي في حي الصوانة شرق البلدة القديمة.

كما هدمت الجرافات في ذات اليوم أيضا غرفة وجدارا استناديا وصادرت ثلاجات، كما حطمت حجارة بناء في منطقة وادي ياصول قرب سلوان تعود للمواطن إياد الشويكي.

وكان مستخدمو بلدية الاحتلال سلموا في الأول من شباط 10 إخطارات هدم لمنازل مواطنين في بلدة سلوان- جنوب البلدة القديمة من القدس-. وتخلل تسليم هذه الإخطارات الاعتداء على عائلة المواطن عبد الرزاق صيام بالضرب المبرح ورش غاز الفلفل على الشاب ماهر صيام. وفي إفادته لمركز القدس قال المواطن حمودة صيام، أن أفراد القوة الشرطية التي رافقت طواقم البلدية دمرت باب المنزل، وتلفظ أفرادها بعبارات نابية قبل أن يسلموني إخطار الهدم.

من ناحية أخرى هدمت الجرافات الإسرائيلية في التاسع من شباط منزلا وبركسا يعود للمواطن عز الدين أبو نجمة في وادي الدم من أراضي بيت حنينا- شمال القدس المحتلة.

وفي إفادته لمركز القدس قال المواطن أبو نجمة إنه شيد منزله البالغة مساحته 100 متر مربع قبل عامين، ويؤوي أربعة أنفار، علما بأن عملية الهدم الأخيرة هي الرابعة التي تعرض لها المنزل منذ العام 1995. وأضاف" في عملية الهدم الأخيرة لم أتسلم أي إخطار هدم لا من "الإدارة المدنية" ولا من قبل البلدية، رغم أنه تقدم بطلب للأخيرة لتنظيم الأرض لكنه رفض من قبلها.

وفي حي الخلايلة من أراضي الجيب هدمت الجرافات الإسرائيلية بركسا سكنيا وأزالت سياجا حديديا حول ارض المواطن طلال الشويكي.

في حين دمرت الجرافات في السابع والعشرين من شباط منزلين في قرية جبع- شمال شرق القدس- للشقيقين احمد وموسى الكعابنه.

الاستيطان:
وبالتزامن مع هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في القدس، واصلت السلطات الإسرائيلية الاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين لصالح توسيع المستوطنات اليهودية في محيط المدينة المقدسة، والإعلان عن مخططات بناء استيطاني جديدة في محيط البلدة القديمة من القدس.

من ذلك المصادقة على مخطط مركز "جفعاتي" الاستيطاني في واد حلوة الملاصق لباب المغاربة. وسيتم البناء- وفقا لتقرير أصدرته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث- على قطعة أرض مصادرة مساحتها 5420 مترا مربعا،. وسيشمل المركز طابقا للمعروضات الأثرية و طابقا تحت الأرض سيستعمل كموقف للسيارات بسعة 250 سيارة ، وقسم سياحي يشمل ( مركز استعلامات ، صفوف تعليمية ، صالات عرض ، قاعة مؤتمرات ، دكان للمقتنيات الأثرية ، مقصف ، غرف إدارة ) ، قسم للبحوث يشمل ( مكتبة ، غرف اجتماعات ، غرف للمرشدين).

الاعتقالات والتنكيل:
كما تطرق التقرير إلى مواصلة السلطات الإسرائيلية خلال شهر شباط من العام 2012 حملات الاعتقال وأعمال التنكيل بحق المواطنين خاصة الفتية والأطفال المقدسيين.

ففي الثاني من شباط اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية منزل المواطن طارق العيساوي في بلدة العيسوية واعتدت على أفراد العائلة بالضرب المبرح بحجة عرقلتها اعتقال شبان. وأصيب في عملية الاقتحام والدة الأسير المحرر سامر العيساوي( 65 عاما) برضوض في كافة أنحاء جسمها نقلت على أثرها إلى المستشفى، كما أصيبت ابنتها المحامية شيرين العيساوي، وشقيقها سامر. واعتقلت تلك القوات 3 شبان.

في حين اقتحمت قوات أخرى بلدة سلوان في اليوم ذاته واعتدت على عدد من المواطنين، واعتقلت الطفل قيس مفيد عبيدات 14 عاما. وسبق ذلك اعتقال تلك القوات 3 فتية ىخرين من نفس البلدة بتهمة رشق حجارة على جنود.
إلى ذلك نكل جنود إسرائيليون بالمواطن المقدسي ياسر منير من سكان حي واد الجوز واعتدوا عليه بالضرب أمام أطفاله بينما كان يهم باصطحابهم إلى مدارسهم.

إغلاق مؤسسات:
وفيما يتعلق باستهداف المؤسسات المقدسية، نوه التقرير إلى قيام السلطات الإسرائيلية بتمديد إغلاق جمعية سلوان والنادي الإسلامي التابع لها لمدة عام.

ووقع أمر الإغلاق من قبل المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، ويسري سريانه حتى الأول من شهر شباط من العام 2013، بدعوى أن الجمعية والنادي يتلقيان تمويلهما من حركة حماس.