كما سمح الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة التي تناقشه وتجادله في زوجها كما قصة سعد بن معاذ حين اعترض على الرسول صلى الله عليه وسلم في اقتراحه بتقديم ثلث ثمار المدينة في غزوة الأحزاب ، كذلك الصحابة رضي الله عنهم فعمر قيل له اتق الله وهو أمير المؤمنين ، وقد قيل له أيضا حين حث المسلمين على تقويم عمر إن رأوا منه اعوجاجا فقال قائل منهم لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناه بسيوفنا فالمتأمل في سماحة عمر أمير المؤمنين لم يكره أن يعارض أو يمنع شخصا من التعبير عن رأيه ، هذه الأدلة القليلة التي سردتها هي فقط غيض من فيض والشواهد كثيرة أجل من أن تحصى في مقال أو كتاب أو مجلدات والذي حثني على الكتابة في هذا المضمار هو ما تعانيه بلاد الإسلام من كبت للحريات ومصادرة الآراء ،
كما قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم الا سبيل الرشاد ، وهذا تفرد كامل ومصادرة للحقوق الإنسانية التي ينادي بها الاسلام ، علينا في بلادنا الإسلامية تطوير الديمقراطية والارتقاء بها إلى مستوى يسمح لفئات المجتمع الإسلامي من التعبير والخوض في قضايا الأمة ، وهذا الأمر بشرط المشاركة السياسية البناءة والتي تهدف الى تحسين القرار السياسي والاقتصادي في المجتمع الإسلامي ، كما يجب أن نزرع في المجتمع الإسلامي حرية التعبير في الاسرة والمدرسة والمصنع والمؤسسة حتى يتعود الفرد المسلم على قول الحق ، فحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) هنا نجد أن ما ترتب على قول الحق الشهادة وليس الشهادة فحسب بل درجة سيد الشهداء ، ولذلك أؤكد الدعوة للسماح بحرية التعبير وإبداء الآراء لتقوم الفكر وتناضح بين الآراء لإختيار ما يناسب مجتمعتنا وما فيها من إصلاح ونماء .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت