مهما تحدثنا عن اسرى الحرية والمقاومة لم نوفي حق اي منهم فهم طليعة احرار فلسطين ، واليوم وانا اكتب عن عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية المناضل القائد محمد التاج ، اكتب وبكل تأكيد عن كافة مناضلي الحركة الاسيرة ، نعم محمد التاج رفع راية فلسطين والحرية والاستقلال من خلال انتمائه لجبهة التحرير الفلسطينية ، وواصل مقاومته للاحتلال دون توقف او يأس او احباط ، هذا المناضل ابن طوباس شكل بسلوكه الوطني وفي علاقاته الشخصية مثال للصدق والاستقامة ، وهذه الصفة تلازم المناضلين والقادة الحقيقيين في كل زمان ومكان .
ان جبهة التحرير الفلسطينية التي انتمى لها الاسير محمد التاج منذ صغر سنه ، قدمت نموذجا في النضال والمواقف المبدئية ، من خلال مؤسسها الشهيد القائد ابو العباس الامين العام الذي اغتيل في معتقلات الاحتلال الامريكي الصهيوني في العراق ، وحظيت الجبهة على احترام كبير على المستوى الوطني والقومي .
لقد شكلت وقفة عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية محمد التاج صوت وحدودي الى جانب كافة الاسرى والاسيرات ، كيف لا وهو من ساهم في صياغة وثيقة الاسرى في سجون الاحتلال ، واليوم يشكل بموقفه ووقفته الشامخة في زنازين العزل الانفرادي صوت المناضلين الشرفاء فهو ابى ان يكون فقط خضر عليان وهناء الشلبي وحدهم يخوضوا معركة الامعاء الخاوية فانضم هو والعشرات من الاسرى والاسيرات لهم ليكون الصوت اعلى امام العالم .
وغني عن القول نقول ان الوفاء والتقدير الى كل اسير واسيرة هو كيف نعمل على تعزيز دورنا في دعم قضيتهم ، فهم الشامخون كشموخ الجبال ، وهم الثائرون في غياهب باستيلات الاحتلال ، فهم الاسود بوقفتهم في الدفاع عن شرف وعزة وكرامة الامة
محمد التاج صانع المجد مع اخوانه واخواته كفاح خطاب وهناء الشلبي واماني الخندقجي عشاق الحرية تنحني لها الهامات وتشمخ لهم النفوس وتشرق لهم شمس الحرية بابتسامتهاوهم يخوضون المعركة ، ويقدمون نموذجا هو الاروع في المقاومة المشروعة ضد الظلم والاضطهاد، من خلال ارادة الامعاء الخاوية ووحدة الاحرار على همجية السجان وحديده، في معركة إرادة تاريخية للحركة الاسيرة الفلسطينية، بعد أن دخلت معركة الكرامة ، لتؤكد انها تمتلك الارادة الفولاذية مهما بلغت التضحيات، وتطالب العالم بالتدخل لوقف سياسة العزل الانفرادي .
لذا نقول ان معركة الفداء المتقدم التي يقودها القادة العظام احمد سعدات ومروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي وباسم الخندقجي وعميد اسرى جبهة التحرير محمد التاج والاسرى والاسيرات الماجدات في خنادق العزة بين جبروت الظالم المستوطن للأرض وبين الباحث عن حقه وحريته للتأكيد على رسالة النضال الوطني الفلسطيني المتمثل باللاعودة عن النضال حتى بزوغ الحلم الحتمي ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها وتقرير المصير كما هو وارد في كافة القرارات الأممية التي تؤكد على حقوق شعب فلسطين.
نراها ملحمة يسطرها أسرانا في كل لحظة، بوجوه تكحل الضياء بنورها وبقلوب عامرة بالصمود والتضحية والكبرياء، وعزيمة منقطعة النظير مشعة من صحراء النقب مرورا بسجن نفحة وعسقلان، ساطعة من مجدو وبئر السبع والدامون وشطة وعوفر، وكافة معاقل الشجعان القابضين على الجمر فداء لفلسطين ونصرة لأهلها المخلصين، معارك سلاحها الإرادة والتحدي ووقودها الجسد لا الروح، فأرواح المناضلين الثائرين تأبى الانكسار وتكابر على الألم وترفض الاحكام الادارية وسياسة العزل الانفرادي، وتبقى رهناً للتضحية والفداء، نعم هذه هي أبجديات الحركة الأسيرة الفلسطينية التي أوضحت للعالم اجمع معالم الشخصية الفلسطينية ومدى قوتها وتحملها للمصاعب والمشاق، هي مدارس ابو العباس ، وعمر القاسم، ومحمد الخواجا، وانيس دولة، وابراهيم الراعي، وحسين عبيدات ، وكل من رووا بدمائهم الطاهرة زنازين المحتل النازي لتؤكد في كل ركن من ارض فلسطين إننا هنا باقون ولن نرحل حتى ولو كان الموت ينتظر.
فها هي رسالة القائد المناضل الاسير محمد التاج ورفاقه واخواته الاسرى تتعالى كبركان يغلي بالعزيمة والإصرار، منتظرين تلبية النداء لمناصرتهم وحشد كافة الطاقات لاجل قضيتهم، بصفتها عنواناً لقضية فلسطين وهم يومي ومتجدد لابناء شعبنا، وهذا ما يدعونا للتوحد في درب النضال الوطني الموحد، لتوحيد الجهد في بوتقة محددة لمحاصرة إسرائيل وفضح قمعها ونازيتها امام العالم، وذلك يتجلى بخطوات محددة تنطلق بدايتها من اعلان انهاء حالة الانقسام بشكل فعلي، والشروع في ترتيبات مستعجلة لطي صفحته السوداء وتطبيق المصالحة على ارض الواقع بشكل صحي وملموس، ورفع وتيرة الاعتصامات التضامنية مع الاسرى وتعميمها على كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة القدس، وكافة اماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الشتات ، وتعزيز نهج المقاومة الشعبية الداعمة والمساندة لنضالات الاسرى من خلال التظاهر في كافة المدن الفلسطينية وعدم ابقائها للنخب او الأقليات والمناطق المغلقة، وإتباع سياسة إعلامية واضحة وناجحة لمناصرة الاسرى من خلال تحديد ساعات بث مفتوحة للتضامن معهم ، وهذا ما يقع بالخصوص على عاتق تلفزيون وفضائية فلسطين للتعاطي مع ملف الاسرى بشكل اكبر واشمل بموضوعية وحياد وعدم التمييز بين اسير واخر، لكي يتضح للعالمً ان لنا أسرى ولا بد من تحريرهم وان طال الزمان ام قصر .
وغني عن القول لقد اكدت جبهة التحرير الفلسطينية عبر امينها العام الدكتور واصل ابو يوسف وبكافة مواقفها ان رد الجميل لاسرانا الذين يحملون لواء نضالنا في خنادق النضال المتقدمة، بكافة أطيافهم وانتماءاتهم السياسية ينتظرون اصطفافنا بجانبهم لكي تصل رسالتهم، لكي نعلم الجميع وعلى رأسهم حكومة اليمين المتطرفة العنصرية الصهيونية أن الشعب الفلسطيني لن يكل ولن يمل ولن يتوانى عن النضال من اجل استرداد حقوقه، كشعب واحد موحد في السجون وخارجها تربطه وحدة الدم والمصير وجمالية النضال والتحدي من اجل اكمال مشروعه التحرري العادل، ليتهاوى سواد الظلم وتعلن شمس الحرية شروقها على مدن ومحافظات فلسطين ، فبالوحدة والصمود والمقاومة الشعبية بكافة اشكالها ننتصر ونحفظ عهد الشهداء ونلبي نداء أسرانا وننتفض لمعاناتهم ونعلي راياتنا خفاقة ترفرف فوق ربوع فلسطين.
وامام هذا الصمود الاسطوري للاسرى والاسيرات لا بد ان نثمن دور اللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والحملة الاهلية لنصرة فلسطين والعراق الذي تقوم باللقاءات التضامنية وبخميس الاسرى اول كل شهر للتضامن مع الاسرى في لبنان لتشكل صوت مهما على المستوى العربي ولتبقي قضيةالاسرى حاضرة في وجدان وضمير الامة .
ختاما : نؤكد ونحن نوجه التحية للقائد محمد التاج وهناء الشلبي وكافة الاسرى والاسيرات الماجدات في العزل الانفرادي ولكل المناضلين في سجون الاحتلال ان شعبكم ومعه احرار من العالم يقف الى جانبكم فأنتم ضمير هذا الشعب الحي الصامد الذي يقاوم مخرز الاستعمار والاجرام والعدوان والفاشية والنازية ويدافع عن ارضه مهما طال الزمن أو قصر.
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت