برلين - وكالة قدس نت للأنباء
قال محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إسرائيل ستكون "في حالة جنون تام" إذا شنت هجوما عسكريا على إيران، قائلا إن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع الجمهورية الإسلامية إلى التصميم على امتلاك ترسانة نووية.
وقال البرادعي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في برلين، ردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستشن هجوما قريبا: "لا أعتقد ذلك. بصراحة، أرى أن أي أحد يعتزم شن هجوم على إيران سيكون في حالة جنون تام".
وكانت إسرائيل شنت في الماضي هجمات على ما يشتبه أنها مواقع نووية في العراق وسورية.
ورغم ذلك، أوضح البرادعي أنه في حال أقدمت إسرائيل على نفس الخطوة في إيران، فإن طهران سوف "تسلك طريقا سريعا للغاية لتطوير سلاح نووي بدعم من جميع الإيرانيين، وبدعم من الجميع تقريبا في الشرق الأوسط والكثيرين في كافة أنحاء العالم".
وتصاعدت حدة التوترات في الأشهر الأخيرة بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي المثير للخلاف، مما زاد من التكهنات بأن إسرائيل، التي تعتبر أن امتلاك إيران لأسلحة نووية يشكل تهديدا على وجودها، ربما تشن هجوما عسكريا وقائيا على الجمهورية الإسلامية.
وقال البرادعي: "أدعو الله ألا يحدث ذلك أبدا.. وأعتقد أن الإسرائيليين أذكياء بما يكفي ليدركوا أن هذا من شأنه أن يضعف أمنهم وليس تعزيزه".
ويذكر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الشهر الحالي إن إسرائيل لا يمكنها الانتظار أكثر من ذلك بخصوص محاولات إيقاف البرنامج النووي الايراني ولن "أدع شعبي مطلقا يعيش في ظل خطر الابادة" في إشارة إلى الدعوات الايرانية المتكررة لتدمير إسرائيل.
وتقول إيران إن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية وترفض اتهامها بالسعي لحيازة سلاح نووي .
وفي سؤال عما سيقوله لاسرائيل عندما تقول أنها لا تصدق المزاعم الايرانية قال البرادعي "لماذا يجب عليهم (الايرانيون) أن يصدقوا إسرائيل".
ومضى يقول "إسرائيل تجلس على 200 قنبلة (نووية) وهناك احساس بعدم الامن في الشرق الاوسط . ينبغي على المرء توخي حسن النوايا وإقامة شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل".
غير أن البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 لديه أمل ضئيل في أن تؤدي المحادثات النووية المستقبلية بين إيران والقوى العالمية الست - الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا - إلى تحقيق انفراجة كبيرة في الازمة.
وقال البرادعي "المسألة ستحل فقط عندما يجلس الامريكيون والايرانيون إلى مائدة التفاوض والبحث عن طريقة للعيش معا".
واستطرد البرادعي يقول "كل منهما ينتظر من الاخر أن يغمز له بطرف عينه. وعليهما أن يغمزان معا. فلن يبادر أحدهما بالغمز. وأظن أننا سنشهد صيفا مفعما بالتوتر لان الكثير من هذه القضايا أصبحت أسيرة للسياسات الداخلية".
وتابع البرادعي "يحدوني الامل في أن تتم العودة إلى المفاوضات الجادة بعد الانتخابات (الرئاسية الامريكية في تشرين ثان/ نوفمبر القادم). لكن في الوقت ذاته يتعين علينا إدارة هذه الازمة كي لا تقودنا إلى ارتكاب عمل أحمق".
وتجدر الاشارة إلى أن البرادعي، الذي تولى رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاث ولايات بين عامي 1997 و2009، انسحب من السباق الرئاسي في مصر في كانون ثان/ يناير الماضي احتجاجا على فشل المجلس الاعلى للقوات المسلحة في إدارة البلاد والانتقال بها إلى الديمقراطية بعد ثورة 25 كانون ثان/ يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.
وفي هذا الصدد قال البرادعي (69 عاما) "أشعر بخيبة أمل واحباط شديدين . الناس كانت تأمل في أن الامور سوف تسير في هذا الاتجاه (الديمقراطية) . وهم يعترفون الان بأنه كان من الخطأ منح الجيش مسئولية إدارة الفترة الانتقالية".
ومن المقرر أن تشهد مصر أول انتخابات رئاسية منذ الاطاحة بمبارك في 23- 24 أيار/ مايو القادم بحسب اللجنة الانتخابية .وتعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحةو بتسليم السلطة للرئيس الجديد بحلول تموز /يوليو القادم.
كانت المكاسب التي أحرزتها جماعة الاخوان المسلمين والفصائل الاسلامية الاخرى في الانتخابات البرلمانية أثارت قلق وانزعاج الليبراليين.
وقال البرادعي "تدور الان معركة سافرة بين جماعة الاخوان المسلمين والجيش . والوضع هو أن العمل يجري الان لكن لا أرى أنه يمضي في الاتجاه الصحيح".