غزة - وكالة قدس نت للأنباء
ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، إن الأوساط القيادية العليا في منظمة التحرير والدوائر الأمنية في السلطة الفلسطينية تخشى من اندلاع موجة مواجهات في المخيمات الفلسطينية في لبنان، حال إتمام عملية النزوح الكامل لـ"الفصائل المنشقة" لهذا البلد، على خلفية الأحداث الدائرة في سورية، وهو أمر دفع بالقيادة لاتخاذ سلسلة إجراءات ميدانية جديدة على الأرض تمثلت في تقوية القوات الفلسطينية هناك، وحشدها تحت مسمى ومسؤول واحد.
مؤشر الخطر بالأزمة الذي شعرت به الأوساط القيادية والأمنية حسب الصحيفة، بدأ مع خروج شخصيات قيادية وازنة من "الفصائل المنشقة" من سورية إلى لبنان، بعد أشهر من اندلاع الثورة هناك، للبحث عن أماكن جديدة للإقامة بدلاً من منطقتهم الساخنة، التي لم يعد فيها أمن شخصي، بحسب وصف مسؤول أمني.
ويشير مسؤول أمني فلسطيني تحدث للصحيفة إلى وجود خشية من مخطط قد تنفذه الفصائل المقيمة في سورية لـ "زعزعة الأمن" في داخل الوجود الفلسطيني بلبنان، وفي محاولة لأخذ دور أكبر في الوجود والتمثيل داخل المخيمات.
وبحسب المعلومات فإن سلسلة اللقاءات والمشاورات عقدتها الأطر القيادية الفلسطينية العليا في لبنان، بمشاركة قادة الوحدات العسكرية الفلسطينية هناك، ناقشت الأوضاع الأمنية في المخيمات، في الوقت الراهن، وفي حال اندلاع أزمة أشد، يتنبأ بوقوعها عند سقوط النظام السوري.
خلال تلك المشاورات تم التوافق على توحيد كافة القوى الأمنية الفلسطينية في مخيمات لبنان تحت مسمى واحد، وبقيادة أيضاً شخص واحد، وذلك كبديل نهائي عن الحالة العسكرية التي كانت قائمة منذ نحو العام، والتي جرى خلالها دمج وتوحيد بعض الوحدات العسكرية وتكليف قيادات جديدة في ذلك الوقت.
وجاءت مصادقة الرئيس محمود عباس قبل أيام على القرارات التنظيمية التي اعتمدها مشرف الساحة اللبنانية في حركة فتح عزام الأحمد، خلال زيارته الأخيرة للبنان استكمالا لترتيبات أوضاع الساحة الفلسطينية هناك، لـ "تحسين أدائها لما يخدم مصلحة الحركة ومنظمة التحرير"، وفق ما ذكرت حركة فتح.
وبموجب هذه القرارات تم دمج كافة المؤسسات العسكرية والأمنية والمسميات الأخرى في إطار واحد هو "الأمن الوطني" بقيادة العميد صبحي أبو عرب، وبإشراف أمين سر قيادة الساحة فتحي أبو العردات.
وسيضطلع العميد أبو عرب بموجب قرار التكليف الجديد من الرئيس عباس بإعداد الهيكلية النهائية لقيادة الأمن الوطني وتحديد مسؤوليات أعضائها، بعد أن ألغى القرار الجديد كل المسميات السابقة التي تتعارض مع هذه القرارات.
في لبنان تتواجد بعض القواعد لفصائل فلسطينية منشقة مثل "حركة فتح الانتفاضة" التي يقودها أبو موسى، وفصائل أخرى منشقة عن تنظيمات في المنظمة، وهذه الفصائل لا تنطوي تحت لواء منظمة التحرير، وغير مشاركة في الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، الذي يضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ويرجع مسؤول في السلطة سبب خشية القيادة من المستقبل، لمحاولة هذه الفصائل فرض وجودها في لبنان، بصور أكبر مما عليه الآن إذا ما خرجت بالكامل من سورية.
ويشير إلى أنه أكد جرى التشديد على عدم السماح بخلق أي حالات عسكرية أو تنظيمية جديدة على غرار "فتح الإسلام" التي تشكلت في مخيم نهر البارد، ويقول ان قوات الأمن الفلسطينية في لبنان بعد التشكيل الجديد "ستكون قادرة على حماية المخيمات من الدخلاء".
وكانت مجموعة مسلحة تضم فلسطينيين وعربا عرفت باسم "فتح الإسلام"، لجأت لمخيم نهر البارد بعد اشتباكات مع قوات الأمن اللبنانية، وشهد على أثرها المخيم مواجهات دامية بعد خروج سكانه بين المسلحين والجيش اللبناني، أدت لتدميره بالكامل، بعد قتل واعتقال المسلحين.
ولهذا سعت المنظمة لإجراء تنسيق مع "كافة مكونات الدولة اللبنانية" بحسب وصف المصدر الأمني، للحد من أي نشاط يستهدف المخيمات في حالة هروب متوقعة لقادة وأفراد من وحدات عسكرية وتنظيمية لفصائل تقيم في سورية.
ويستبعد المصدر أن تؤول الأمور لمواجهة على غرار تلك التي حدثت في نهر البارد، أو تلك التي شهدتها المخيمات من قتال داخلي بين فتح وفصائل انشقت عنها في ثمانينيات القرن الماضي.
وتشهد المخيمات الفلسطينية في الوقت الراهن حالة من الهدوء الحذر، وبين الحين والآخر تندلع صدامات مسلحة تسفر عن وقوع خسائر بشرية بين قوات المنظمة التي تقودها حركة فتح وجماعات مسلحة مثل تنظيم "جند الشام"لكن يتم تطويقها بسرعة.