يجيء تحرك العرب من خارج أرض فلسطين، ليؤكد للشعب الفلسطيني، ولقيادته السياسية: أن فلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة، والقضية الفلسطينية ليست قضية مفاوضات ورواتب موظفي السلطة الفلسطينية آخر الشهر، وإنما هي قضية كل الأمة، ومرجعيتها الميثاق الوطني الفلسطيني، الميثاق الذي يؤكد على الكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين، ويرفض الاعتراف بالعدو الصهيوني، الميثاق الذي انبثقت من بنوده منظمة التحرير الفلسطينية، التي نزعت مع الزمن ثوب المقاومة، لتتزين باللقاءات مع الإسرائيليين.
عندما يشارك أهل الضفة الغربية وغزة أخوانهم في الخارج بالزحف على الحدود، وعلى أماكن الاحتكاك مع الصهاينة، فلا يعنى ذلك أن القضية الفلسطينية ترجع إلى عمقها العربي والإسلامي فحسب، وإنما يعني أن الشعوب المشاركة لها الوجع نفسه الذي يشتكي منه فلسطينيو الضفة الغربية وغزة، وعليه فلا يصير أن يتصرف بقضية مركزية لكل الأمة مفاوض، لا يرى حلاً لمأساة الوجود الصهيوني إلا ضمن عملية السلام، والتنسيق المرعب، أو الصمت السياسي المريب الذي يوافق هوى دولة الصهاينة وأمريكا.
يوم الأرض لهذا العام له رائحة الربيع، ربيع يتفتح على روابي القدس، ويشكل مناسبة للبشرية كافة في المسعى لمسح الصهيونية من الوجود، وكشط المفاوضين الفلسطينيين؛ الذين نسوا أصل الصراع مع العصابات الصهيونية، وصاروا يفاوضون على الفروع، ونسوا أن الأرض هي محور ارتكاز الوجود الفلسطيني، وأن كل يوم تفاوضي مر على مدار العشرين عاماً من عملية السلام، استثمرته العصابات الصهيونية بقضم الأرض، ومكنها من تقويض الوجود العربي الفلسطيني.
يجيء يوم مسيرة القدس العالمية ليؤكد أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغريبة وقطاع غزة ليست إلا شرارة البدء، وأن المقاومة ستلعلع بصوتها قريباً على كل الجبهات الملاصقة للكيان الصهيوني، وللمقاومة صدر الربيع العربي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت