في ذكرى يوم الأرض

بقلم: سليم شراب

في الثلاثين من آذار مارس يحيى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ذكرى يوم الأرض الخالد رقم 36 ويجدد فيها العهد لشهداء شعبنا الذين هبوا للدفاع عن أرضهم بأرض أل 48 المحتلة .

وكانت الشرارة التي أشعلت الشعب الفلسطيني إقدام دولة الاحتلال على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضى عددا من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة , سخنين , دير حنا , وعرب السواعد وغيرها في العام 1976 , لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في خطة تهويد الجليل وتفرغيها من سكانها الأصليين من العرب الفلسطينيين , وهو ما أدى إلى إعلان الإضراب العام يوم الثلاثين من آذار .

وسعت دولة الاحتلال الاسرائيلى إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى , إلا وهى قضية الأرض , حيث عقدت حكومة دولة الاحتلال اجتماعا استمر لأربع ساعات , تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة بقوات من جيشها في جميع القرى والمدن الفلسطينية للرد على الإضراب والمظاهرات التي سوف تواكب الإضراب .

وفى هذا اليوم أضربت مدن وقرى المثلث والجليل إضرابا عاما , وكان رد دولة الاحتلال عسكري شديد على هذا الإضراب باعتباره أول تحدى ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948 م , حيث دخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والمجنزرات لفض وكسر هذا الإضراب , موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل , فكانت الحصيلة سقوط ستة شهداء أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة .

وبهذا اليوم اثبت الفلسطيني عظمته وقوته واستماتته في سبيل الدفاع عن أرضه تلك الأرض التي هي محور صراعنا مع دولة الاحتلال الصهيوني لأنها تعتبرها الركيزة الأولى لإنجاح " المشروع الصهيوني " وفق الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897م , ومنذ نشوئه دأب الكيان على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر ارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين , ولم تكتفي بمصادرة أراضى الفلسطينيين الذين ابعدوا عن أرضهم , بل عملت تباعا على مصادرة ماتبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أراضيهم .

ولذلك فهو يستخدم كل الأساليب وألاعيب الشيطانية وقوانين الطوارئ وأملاك الغائبين وإصدار القوانين التي تساهم في مصادرة و تحويل جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قصرا للدول العربية والإسلامية المجاورة لصالحها باسم القانون .

وفى الختام أقول : تأتى الذكرى تلو الذكرى ومازال الدم الفلسطيني المتدفق فى خاصرة هذا الوطن الجريح يروى قصة الارض الفلسطينية , فمعركة الارض لم تنته فهى متواصلة مع تواصل انتهاكات وممارسات واعتداءات دولة الاحتلال البربرية النازية , وستتوقف هذه المعركة بانتهاء الاحتلال , فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم ولن تفلح فى فصل الفلسطيني عن أرضه , وانما زادته ايمانا وتثبثا وتعلقا بها فاننا فى هذه الذكرى وأمام الهجمة الشرسة على شعبنا ومقدساتنا وفى مقدمتها تهويد مدينة القدس , نطالب الجميع بالتوحد وانهاء الانقسام البغيض و وايقاف التراشق الاعلامى بين الاخوة فى فتح وحماس والعودة لتنفيذ اعلان الدوحة من اجل نجاح المصالحة حلم كل فلسطيني في الداخل والخارج .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت