وكانت الشرارة التي أشعلت الشعب الفلسطيني إقدام دولة الاحتلال على مصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضى عددا من القرى العربية في الجليل ومنها عرابة , سخنين , دير حنا , وعرب السواعد وغيرها في العام 1976 , لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في خطة تهويد الجليل وتفرغيها من سكانها الأصليين من العرب الفلسطينيين , وهو ما أدى إلى إعلان الإضراب العام يوم الثلاثين من آذار .
وسعت دولة الاحتلال الاسرائيلى إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى , إلا وهى قضية الأرض , حيث عقدت حكومة دولة الاحتلال اجتماعا استمر لأربع ساعات , تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة بقوات من جيشها في جميع القرى والمدن الفلسطينية للرد على الإضراب والمظاهرات التي سوف تواكب الإضراب .
وفى هذا اليوم أضربت مدن وقرى المثلث والجليل إضرابا عاما , وكان رد دولة الاحتلال عسكري شديد على هذا الإضراب باعتباره أول تحدى ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948 م , حيث دخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والمجنزرات لفض وكسر هذا الإضراب , موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل , فكانت الحصيلة سقوط ستة شهداء أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة .
وبهذا اليوم اثبت الفلسطيني عظمته وقوته واستماتته في سبيل الدفاع عن أرضه تلك الأرض التي هي محور صراعنا مع دولة الاحتلال الصهيوني لأنها تعتبرها الركيزة الأولى لإنجاح " المشروع الصهيوني " وفق الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897م , ومنذ نشوئه دأب الكيان على ممارسة سياسة تهويد الأرض العربية واقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر ارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين , ولم تكتفي بمصادرة أراضى الفلسطينيين الذين ابعدوا عن أرضهم , بل عملت تباعا على مصادرة ماتبقى من الأرض التي بقيت بحوزة من ظلوا في أراضيهم .
ولذلك فهو يستخدم كل الأساليب وألاعيب الشيطانية وقوانين الطوارئ وأملاك الغائبين وإصدار القوانين التي تساهم في مصادرة و تحويل جميع أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قصرا للدول العربية والإسلامية المجاورة لصالحها باسم القانون .
وفى الختام أقول : تأتى الذكرى تلو الذكرى ومازال الدم الفلسطيني المتدفق فى خاصرة هذا الوطن الجريح يروى قصة الارض الفلسطينية , فمعركة الارض لم تنته فهى متواصلة مع تواصل انتهاكات وممارسات واعتداءات دولة الاحتلال البربرية النازية , وستتوقف هذه المعركة بانتهاء الاحتلال , فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم ولن تفلح فى فصل الفلسطيني عن أرضه , وانما زادته ايمانا وتثبثا وتعلقا بها فاننا فى هذه الذكرى وأمام الهجمة الشرسة على شعبنا ومقدساتنا وفى مقدمتها تهويد مدينة القدس , نطالب الجميع بالتوحد وانهاء الانقسام البغيض و وايقاف التراشق الاعلامى بين الاخوة فى فتح وحماس والعودة لتنفيذ اعلان الدوحة من اجل نجاح المصالحة حلم كل فلسطيني في الداخل والخارج .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت