غزة – وكالة قدس نت للأنباء
مع الانتهاء من صلاة يوم الجمعة انتفض العرب والفلسطينيون يحملون الأعلام والرايات التي تطالب بتحرير القدس لإحياء الذكرى السادسة والثلاثون ليوم الأرض، ودعما لمسيرة القدس العالمية ، ولسان حالهم يقول إن الحق لا يسقط في التقادم مهما طال الزمن ، ففي الأردن وسوريا ولبنان ومصر وفلسطين انطلقت الفعاليات لإحياء هذا اليوم الفلسطيني .
في الضفة الغربية انطلق عشرات الآلاف من الفلسطينيين متوجهون إلى حاجز قلنديا العسكري يحملون الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات مدوية ترفض الاحتلال وممارساته وتطالب برحيله ، وقمعت قوات الاحتلال المتظاهرين بإطلاق النار وقنابل الغاز الأمر الذي أدى إلى وقوع مئات الإصابات في صفوف المحتشدون لإحياء يوم الأرض .
وفي باب العامود بالقدس المحتلة اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال ،حيث أشعل الشبان النيران في الإطارات فيما أغلقت قوات الاحتلال الحاجز المؤدي إلى القدس، ومنعت دخول المصلين وأطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين .
أما في الأراضي المحتلة عام 48 فنظمت لجنة المتابعة العليا العربية مسيرات محلية تتزامن مع المسيرة الدولية للزحف إلى القدس ، وإحياء للذكرى يوم الأرض.
وقال النائب العربي بالكنيست جمال زحالقة "جميع المسيرات والفعاليات لإحياء ذكرى يوم الأرض بالداخل تكمل وتنسجم مع المسيرة العالمية التي تركز على قضية القدس وما تواجهه المدينة من تهويد وتشريد واستيطان وحصار ومحاولات لطمس هويتها العربية والإسلامية".
ورحب الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل بمسيرة الزحف الدولية تجاه القدس، واعتبرها خطوة مباركة تشير ليقظة الشعوب وتبنيهم للقدس قضية الأمة العربية والإسلامية.
وفي قطاع غزه توجه عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين ، إلى معبر بيت حانون "ايرز" شمال القطاع ، لإحياء ذكرى السادسة والثلاثون ليوم الأرض، ورددوا الهتافات التي تؤكد تمسكهم في قضيتهم الفلسطينية ، رافضين كل أنواع وأشكال الاحتلال.
وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية على المتظاهرين ، مما أسفر عن استشهاد المواطن محمود محمد زقوت "20 عاماً"، فيما أصيب عشرات.
طوفان شعبي عربي..
وفى الشمال اللبناني وبيروت والبقاع انطلقت المسيرات باتجاه أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل، قلعة الشقيف التي اختارتها قوى الجيش اللبناني لتجمع المسيرة في الجنوب للمشاركة في المهرجان الذي تقيمه المخيمات الفلسطينية بمشاركة بعض القوى السياسية، وسط انتشار أمني واسع للجيش اللبناني من صيدا وصولا إلى الناقورة مرورا بالمناطق الحدودية.
وبحسب اللجنة المنظمة وصلت وفود داعمة للمسيرة من كل من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وبريطانيا وكندا والنمسا وسويسرا وإندونيسيا والهند والجزائر إضافة إلى ممثلين عن طوائف يهودية رافضة ومناوئة لإسرائيل.
الأردن..
وأحيوا الفلسطينيون ذكرى الأرض في الأردن بمشاركة عشرات الآلاف من الأردنيين الذين تجمعوا في منطقة المغطس عقب صلاة الجمعة ، وشارك نحو 80 ناشط دولي متضامن مع الشعب الفلسطيني وطالبوا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
سوريا..
في العاصمة السورية دمشق تجمع المئات للتأكيد على وقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني لاسترجاع أراضيه والاستمرار بنهج المقاومة.
وهتف المجتمعون الذين أتوا للمشاركة بفعاليات "مسيرة القدس العالمية"، "ملايين السوريين بدنا نرجع فلسطين"، وعاهدوا الشعب الفلسطيني "سنعيد فلسطين، نعاهد كل مقاتل وكل شهيد عربي إننا جايين للقدس" وسط أهازيج شعبية ووطنية قرعوا خلالها الطبول.
وحمل المشاركون الأعلام السورية وأعلام الصين وروسيا كما حمل بعضهم أعلام حزب الله اللبنانى هاتفين "اسود سوريا، اسود المقاومة".
هذا وأحيت الجاليات الفلسطينية في عدة عواصم عربية أوروبية حول العالم ذكرى يوم الأرض بمشاركة تضامن واسع لنشطاء السلام الدوليين والمؤسسات الحقوقية .
واستقبلت إسرائيل فعاليات ذكرى يوم الأرض ومسيرة الزحف للقدس، بزيادة وتيرة اقتحام جنودها وأذرعها الأمنية والجماعات الاستيطانية ساحات الأقصى، في محاولة منها لجس النبض وردود الفعل فلسطينيا وعربيا على هذه الاقتحامات التي ستتصاعد الأسبوع المقبل بحلول الأعياد اليهودية.
ورفع جيش الاحتلال حالة التأهب لأعلى الدرجات على مختلف الجبهات مشددا من الإجراءات الأمنية على الحدود مع دول الجوار، وأصدر تعليمات لجنوده بإطلاق الرصاص صوب كل من يحاول تجاوز الحدود، بينما أعلنت الشرطة الاسرائيلية عن استنفار قواتها إلى أقصى درجة بالداخل والقدس المحتلة والضفة الغربية والمواقع التي قد تشهد مواجهات وصدامات.
ويوم الأرض هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس/آذار من كلّ عام، وتعود أحداثه إلى عام 1976 بعد أن قامت سّلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو"المشاع" في مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة عربية، وخاصّة في الجليل.