فياض: الحق في سواعد من يحرثون الأرض ويحرسونها

بيت لحم - وكالة قدس نت للأنباء
أكد رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض على أن يوم الأرض ساهم بشكل مباشر في تكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني، وقال "الأرض هي نحن، وهي عنوان موحد لنا بكافة أطيافنا وأماكن تواجدنا" .وأضاف "الحق في سواعد من يحرثون الأرض ويحرسونها" وذلك في اقتباس عن الأديب جبران خليل جبران "في الوجود عنصران لا ثالث لهما، الجمال والحق. فالجمال في قلوب المحبين، والحق في سواعد من يحرثون الأرض".

وحيا رئيس الوزراء فياض قادة وصناع يوم الأرض، وفي مقدمتهم جماهير المثلث والجليل والنقب، الذين رسموا في ذلك اليوم، مع أبناء الشعب الفلسطيني في عرّابة وسخنين ودير حنا، صورةً أصيلة من التكاتف والتلاحم في هبتهم ضد مصادرة أرضهم ودفاعاً عن هويتهم وتاريخهم. ليتحول هذا اليوم إلى مناسبةٍ وطنية شاملة تُذكر العالم بحقوق شعبنا وبإرادته التي لم تتراجع ولن تتراجع في سبيل نيل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في العودة وفي تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967."

جاءت تصريحات رئيس الوزراء هذه خلال مشاركته أهالي الولجة ونحالين وواد سالم والخضر وأم سلمونة في محافظة بيت لحم، فعاليات متنوعة بمناسبة يوم الأرض.

إلى ذلك استذكر مقدمات يوم الأرض في الثلاثين من آذار- مارس عام 1976، وما سبقه من ممارسات إسرائيلية تمثلت في مصادرة الأرض في الجليل والمثلث، حيث استدركت الجماهير العربية في إسرائيل الخطر على وجودها وهويتها فهبت لإفشال هذا المخطط، وأسست لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، التي ترأسها الدكتور أنيس كردوش، ثم القس شحادة شحادة، والراحل صليبا خميس، ثم عقدت مؤتمراً شعبياً حاشداً في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ثم قررت الإعلان عن الإضراب الشامل، في مواجهة قرارات مصادرة الأرض، حيث بدأت الأحداث يوم 29 آذار – مارس بمظاهرة شعبية في دير حنا، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أشد، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، في اليوم وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد في اليوم التالي إلى الهبة الشعبية في كافة المناطق العربية، حيث سقط الشهداء رجا أبو ريا من سخنين، وخضر خلايلة من سخنين، وحسن طه من كفر كنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورأفت الزهيري من مخيم عين شمس.

وحيا فياض قادة يوم الأرض توفيق طوبي، وتوفيق زيّاد، وإميل حبيبي، وإميل توما، و محمد بركة، واستذكر شهداء يوم الأرض، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وعن حق شعبنا في البقاء والحياة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الزعيم الخالد أبو عمار.

وشدد فياض في كلمة خلال حفل افتتاح فعاليات اليوم المفتوح في منطقة عين الجويزة في قرية الولجة على أن يوم الأرض الخالد تحول إلى عملٍ يومي وصمودٍ أسطوري عنيد من قبل كل أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتدمير وإرهاب المستوطنين. وقال "لقد بات واضحاً، للعالم أجمع، جوهر ومضمون الصراع الجاري على أرضنا كصراعٍ بين إرادة البناء والحياة من أجل الحرية التي يتطلع إليها شعبنا، في مواجهة سياسة فرض الأمر الواقع والاحتلال والاستيطان والحصار ومحاولات إسرائيل حرمان شعبنا من حقه في العيش بكرامةٍ وحرية في وطنٍ مُستقل لنا"، وأضاف " هذا هو عنوان يوم الأرض وهذا ما عناه لشعبنا عندما هبوا للدفاع عن أرضهم".

وأكد فياض على أن السلطة الفلسطينية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

كما أكد على أن السلطة الفلسطينية ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية، وشدد على ضرورة "تقديم الدعم والمساندة من قبل أشقائنا العرب لنصرة شعبنا وسلطته الوطنية، وخاصة في هذه المرحلة، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم"

وشدد فياض على إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وبما يشمل المناطق المسماه (ج)، والقدس الشرقية، والأغوار ومناطق خلف الجدار.

وكان رئيس الوزراء فياض ولدى وصوله إلى قرية الولجة قد افتتح صالة النادي الرياضي الممولة من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع اوكسفام البريطانية، وذلك بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وممثل الاتحاد الأوروبي جون جات راتر، والقنصل البريطاني العام، ومدير مؤسسة أوكسفام تيم هولمس.

كما افتتح رئيس الوزراء فعاليات اليوم المفتوح في منطقة عين الجويزة الذي ينظمه مركز أنصار بالتعاون مع اوكسفام وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، والذي اشتمل على معرض تراثي ومصنوعات محلية، وذلك بحضور وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ووزيرة السياحة والآثار د.خلود دعيبس، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وممثل الاتحاد الأوروبي جون جات راتر، والقنصل البريطاني العام، ومدير مؤسسة أوكسفام تيم هولمسن، وعدد من المسؤولين ورؤساء الهيئات المحلية في المنطقة، وحشد واسع من أهالي القرية والمتضامين الأجانب.

وشكر فياض الاتحاد الأوروبي ومؤسسة اوكسفام البريطانية على دعمهم لإقامة هذا المشروع الحيوي والهام لأبناء قرية الولجة.

وتابع جولته في نحالين وواد سالم "خيمة الشعوب"، والخضر وأم سلمونة، حيث شارك فياض أهالي قرية نحالين في زراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي تم إخطارها بالمصادرة قبل أكثر من شهر في منطقة الكبارات والمطابخ وواد الجمالة، كما شارك الأهالي في بناء جدران استنادية.

وفي وقت لاحق تفقد رئيس الوزراء فياض "خيمة الشعوب" في منطقة واد سالم في نحالين، والمهددة بالمصادرة والاستيطان، والتي تقطنها عائلة داوود بشارة نصار، الصامدة في أرضها منذ عشرات السنين، وتتوارث مسؤولية حماية هذه الأرض أبّاً عن جدّ.

وأشاد فياض بصمود هذه العائلة واعتبرها نموذجاً لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة المصادرة والاقتلاع والتهجير والاستيطان الإسرائيلية.

واعتبر فياض أن بقاء هذه العائلة وصمودها وثباتها يشكل رسالة واضحة وتحدياً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته، وقال "هذه الأرض هي أرضنا، أنتم لا تحرسون الأرض فقط، بل أنتم تحرسوننا".

ومن الجدير ذكره أن عائلة نصار، تطلق على الخيمة (خيمة الشعوب)، في إشارة ذات مغزى، لنضال العائلة للتمسك بأرضها، وللتضامن الدولي الواسع مع صمودها، وهي تعتبر نموذجا للفلسطيني المتمسك بأرضه، رغم الانتهاكات الإسرائيلية والتضييقيات، والإغراءات، ومنع الحد الأدنى من مصادر العيش لها، هذا بالإضافة إلى هجمات المستوطنون ومحاولاتهم المستمرة للاستيلاء على أرضهم. وقام رئيس الوزراء بمشاركة العائلة والمتضامين الأجانب بزراعة أشتال الزيتون.

وفي بلدة الخضر، قام رئيس الوزراء بتنقيب وزراعة أشجار العنب في منطقة "عين قسيس، بالإضافة إلى زراعة أشتال الزيتون وحراثة الأرض.

وفي نهاية الجولة لمنطقة غرب بيت لحم تفقد رئيس الوزراء منزل علي خضر طقاقة الملاصق لمستوطنة "افرات" في قرية أم سلمونة المهدد بالهدم جراء جدار الفصل، كما تفقد جبل أم السلمونة.