لم يكن الثلاثين من مارس 1976م يوماً عابراً في تاريخ الشعب الفلسطيني ، بل كان منعطفا هاما أوضح عمق المآسي والجراح التي مرت بشعبنا, وأشعلت المواجهة الجماهيرية لأول مرة مع الاحتلال ليكون يوما مشهودا في مواجهة سياسات مصادرة الأرض, والتهويد, وصرخةً في وجه ممارسات القتل والإذلال التي يمارسها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
لذلك أصبح هذا اليوم يوما وطنيا للأرض, يحتفل به الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم انطلاقا من قناعتهم بأن الأرض هي جوهر الصراع مع الاحتلال الصهيوني, وقناعتهم أيضا بأنه يوم الهوية الوطنية الفلسطينية, ويوم الانتفاضة الجماهيرية التي بدأت بإضراب شامل ومظاهرات في جميع المدن والقرى الفلسطينية في المثلث, والنقب, وعرابة وسختين والجليل وغيرهما, احتجاجا على التمييز العنصري ,ومصادرة الأرض, ولم تكن هذه الانتفاضة الجماهيرية صدفة, بل كانت نتيجة الظلم والقهر ,والتمييز العنصري, ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ومحاولة تهويدها، مما أدى إلى المواجهة وسقوط 6 من الشهداء نتيجة الدفاع عن الأرض والكرامة الوطنية، وبذلك أصبح يوم الأرض يمثل مناسبة وطنية فلسطينية, ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني, ولهذا ازدادت مناطق المظاهرات واتسعت لتشمل كافة الاراضى الفلسطينية معبرة عن وحدة وإرادة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده, ليتحول إلى يوم وطني يعبر عن إصرار الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتهويدها0
لقد كان سقوط 6 من الشهداء, وإصابة العشرات بجروح, واعتقال الآلاف, الإشارة الأولى إلى انتهاء زمن الخوف وبداية المواجهة الشرسة مع العدو الصهيوني ,وقد أدى هذا إلى تراجع حكومة بني صهيون عن مصادرة أراضي سخنين وغيرها 0واليوم تأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام وقضيتنا الوطنية تتعرض للكثير من الأخطار، مثل استمرار الحصار, والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني, ومصادرة الأراضي, واستمرار بناء المستوطنات, وبناء الجدار العازل, وتهويد القدس, وتعرض أبناء الشعب الفلسطيني للاعتقال والقتل والاغتيال, وهدم البيوت ,وتنكر حكومة الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة التي شرعتها القرارات الدولية, ونتيجة لكل هذه المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, يؤكد شعبنا دائما رفض التفاوض في ظل التنكر لحقوقه المشروعة, وعلى ضرورة وضع إستراتيجية وطنية تشارك بها كافة أشكال الطيف الفلسطيني تقوم على المقاومة بكافة أشكالها, والتوجه للأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، لطلب الاعتراف بدولة فلسطين في كافة المحافل الدولية, وطلب الدعم من كافة الدول الصديقة للوقوف بجانبنا ودعمنا, وتوضيح سياسة العدو الصهيوني الهمجية اتجاه شعبنا للدول الممتنعة عن مساندتنا, وكذلك إلى كل أحرار العالم للتضامن مع شعبنا وقضيته العادلة، ويجب الإسراع أيضا في تطبيق اتفاق الدوحة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يضمن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ألوطنية لجناحي الوطن, وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين لتعزيز صمودهم وقدرتهم على مواجهة العدو الصهيونى0اليوم في هذه الذكرى الوطنية الخالدة, يتوجه شعبنا الفلسطيني بالتحية للإخوة الأشقاء من الدول العربية, والأصدقاء المتضامنين مع شعبنا, وزحفوا إلى حدود دول الطوق تعبيرا عن تضامنهم مع أبناء الشعب الفلسطيني وتهويد القدس, كما نتوجه بكل الاحترام والتقدير وتضامننا الكامل مع الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال, ونعاهدهم وشهداؤنا الأبرار بأننا سنبقى شعبا صامداً على أرضه حتى نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت