غزة- وكالة قدس نت للأنباء
هكذا طالت أزمة انقطاع التيار الكهربائي و الوقود كافة أقسام ومرافق وزارة الصحة بغزة لليوم 50 على التوالي ،خاصة الحيوية و الحساسة منها كالأطفال الخدج و النساء الحوامل و مرضى الفشل الكلوي و أمراض القلب و الأمراض المزمنة و المرضى المنومين في العناية المركزة و مرضى المخ و الأعصاب و العظام و المسالك البولية و التلاسيميا و أمراض الدم و السرطان و الأورام و ذوي الاحتياجات الخاصة وسط صمت دولي مريب يهدد حياة المرضى .
فأقسام الولادة في مستشفيات الولادة أصبحت تدق ناقوس الخطر حيث تعيش أزمة خانقة جراء الانقطاع المتذبذب للتيار الكهربي ، ففي مجمع الشفاء الطبي الذي يعد من أكبر مشافي قطاع غزة ،حيث يقدم خدمات صحية لنحو مليون نسمة ، وحذر د.حسن اللوح مدير مستشفى الولادة بالمجمع من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي و الوقود ،خاصة و أن المستشفى يقدم خدمات صحية لنحو 50 حالة ولادة يوميا ،و بمتوسط (10-20) حالة قيصرية ،بالإضافة إلى أكثر من 10 حالات أمراض نساء من تنظيفات و استكشاف و خلافه.
و أوضح بأن المستشفى يستقبل شهريا ما يقارب من 1500 حالة ولادة طبيعية،و 500 حالة قيصري علاوة على 300 حالة تنظيفات ،وأكثر من (50-60) حالة استكشاف واستئصال رحم و عمليات خاصة بأمراض النساء،مشيرا إلى أنه يتم استقبال ما يقارب 150 حالة كشف و فحص في العيادة الخارجية للمستشفى،و 150 حالة أخرى للكشف و الفحص أيضا في قسم استقبال الولادة.
و في هذا السياق حذر د.اللوح من خطورة الوضع الصحي على هذه الحالات في حال توقف الكهرباء و الوقود و خاصة على الأجنة في أرحام أمهاتهم ، حيث قال:"عندما تكون هناك مشكلة في الجنين و نبضه ،سيصعب على الطاقم الطبي إجراء فحوصات التخطيط و التصوير للجنين في حال انقطاع التيار الكهربائي مما يعرض حياة الجنين إلى الهلاك ،بالإضافة إلى توقف خدمات المختبر و التحاليل اللازمة للام الحامل من تحليل الكبد و الكلى والدم و أخرى.
كابوس يهدد حياة أجنة لم تر النور
كما تخوف د.اللوح من تصعيد الأزمة التي قد تؤدى إلى توقف الكهرباء عن المستشفيات خاصة غرف العمليات التي لا تمكن الطاقم الطبي وقتها من إجراء العمليات العاجلة من القيصريات التي تحتاج إلى تدخل جراحي في الوقت المحدد و المناسب على أقل تقدير، مما يؤدى إلى هلاك الجنين و انفجار الرحم و بالتالي وفاة الأم و جنينها ،بالإضافة إلى توقف بعض سيارات الإسعاف التي تنقل الأم بعد الولادة في حالة الخطر إلى العناية المركزة ،متمنيا أن تزول هذه الأزمة عن قريب لأنها أصبحت كابوسا يهدد حياة الأجنة.
الدقيقة رقم صعب في حياة المريضة
و أشار إلى صعوبة تنقل الأطباء و النساء الحوامل في ظل أزمة الوقود و قلة حركة المواصلات ،حيث أن بعض الحالات الحرجة تحتاج إلى عمليات عاجلة قد تكون الدقيقة رقم صعب في حياة المريضة و تشكل خطر على حياتها و خاصة في حالات النزيف الشديد و التشنجات و انفجار الرحم التي لا تحتمل الانتظار.
و لفت إلى خطورة الوضع أيضا على حياة 35 طفل داخل حضانات مجمع الشفاء الطبي و توقف الأكسجين وعطل الأجهزة الخاصة بهم التي تعد متواضعة وعدم توفر قطع الغيار لهذه الأجهزة بسبب الحصار ،الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على حياتهم.
توقف غرفة العمليات لمدة 17 دقيقة أثناء العمل
و من مجمع ناصر الطبي ،فقد حذر د.عدلي الحاج رئيس قسم الولادة بالمجمع من خطورة الوضع الصحي داخل أقسام الولادة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربي المتواصل بمعدل 12 ساعة يوميا ،و في ظل نقص الوقود،حيث قال خلال لقاء خاص مع المكتب الإعلامي لوزارة الصحة:" أنه و أثناء إجراء بعض الأطباء عملية لمريضة كانت تعانى من نزيف داخل الرحم في غرفة عمليات الولادة انقطع التيار الكهربي لمدة 17 دقيقة نتيجة عطل في المولد نظرا لتشغيله لساعات طويلة ،كما و أن تذبذب الانقطاع للتيار الكهربي أدى إلى تعطل بعض الأجهزة الطبية ، فاضطر الطاقم الطبي أن يضع قطن طبي داخل بطن المريضة و الاستعانة بأجهزة جوالات الفريق الطبي للإضاءة ،مؤكدا على أن الاستمرار في هذا الوضع سوف يعرض حياة الكثيرات من النساء الحوامل و الولادات و كذلك أجنتهن للخطر المحقق و بالتالي الوصول إلى نتائج لا تحمد عقباها"
تعطل الأجهزة الطبية
و أضاف د.الحاج " أن تذبذب الانقطاع في التيار الكهربائي أدى إلى أعطال بعض الأجهزة الخاصة بأقسام الولادة حيث تعطل جهاز المونيتور و الالتراساوند و ثلاث أجهزةUBS في العيادة الخارجية و الاستقبال الأمر الذي يعرقل العمل في تقييم و متابعة الأجنة ، بالإضافة إلى تعطل بعض أجهزة شفط الجنين و حضانات ولادة الأطفال و أجهزة التعقيم و ضعف عمل كفاءة أجهزة التخدير و التنفس الصناعي و التدفئة" ،لافتا إلى أن الإضاءة داخل غرف العمليات ضعيفة و تؤثر على الرؤية أثناء العمليات،كذلك الانقطاع المتواصل للمياه داخل هذه الغرف الحساسة،الأمر الذي يربك العمل الصحي و الطبيب أيضا مما قد يعرض حياة المريضة إلى حدوث مضاعفات .
حتى الكهرباء تهدد حياة الأجنة التي لم تر النور بعد وستخرج للظلام ،حيث أكد د.الحاج على أن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي يهدد حياة 8 ولادات قيصرية و أجنتهم يوميا ،أي بمعدل 240 حالة قيصرية شهريا ، من مجموع 1000 ولادة تستقبلها المستشفى شهريا.
و أوضح د.الحاج خلال اللقاء أن هناك حالتين ولادة تمت ولادتهم داخل سيارات الإسعاف نتيجة توقف و قلة حركة سيارات الإسعاف بسبب نقص الوقود اللازم الأمر الذي أدى تأخر نقل الحالات من المنطقة الشرقية إلى مستشفى التحرير بالمجمع،و ذلك بعد إعلان وزارة الصحة عن توقف 33 سيارات إسعاف و ترشيد استخدامها للضرورة القصوى ،لافتا إلى صعوبة و تأخر نقل الأطباء و طاقم التمريض إلى المستشفى في حال استدعائهم لإنقاذ حياة جنين و أمه داخل قيصريات الولادة،التي لا تحتمل الانتظار لدقائق.
رسالة تحذير
و في هذا السياق، حذر د.وليد ماضي مدير مستشفى الهلال الإماراتي في محافظة رفح من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربي لساعات طويلة و ما يصاحبه من نقص في الوقود اللازم لتشغيل المولدات،الأمر الذي يؤثر سلبا على تقديم الخدمة الصحية لنحو 200 ألف مواطن و مواطنة في نطاق محافظة رفح ،مشيرا إلى أن المستشفى يقوم بتوليد (600 حالة شهريا) خاصة و أنه مستشفى تخصصي و خاصة في العمليات القيصرية و الحضانة.
و هدد د.ماضي بخطورة الوضع الصحي على حياة سبعة مرضى يتواجدون بشكل يومي و متجدد في العمليات القيصرية ،أي بمعدل 200 حالة شهريا، مما ينذر بخطورة مباشرة على حياة الأم و جنينها في حال أي انقطاع لحظي أثناء العملية،عدا عن الخطورة التي يسببها الانقطاع المتذبذب للكهرباء على حياة المرضى أثناء المنظار البطنى و الرحمي.
وأشار د.ماضي إلى أن استمرار الانقطاع و التذبذب فيه سوف يعرض حياة الأطفال الخدج داخل حضانات مستشفى الهلال الإماراتي للخطر،موجها بذلك رسالة تحذير إلى كل ضمير حي "بأننا في مستشفى الهلال الإماراتي و المستشفيات الأخرى ندق ناقوس الخطر ونناشد كافة أحرار وشرفاء العالم بالعمل السريع علي حل هذه الأزمة حفاظاً علي أرواح مرضانا ".