رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
دعا رئيس الوزراء في رام الله الدكتور سلام فياض الأشقاء العرب إلى تقديم الدعم العاجل للسلطة الوطنية، لتمكينها من تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، وخاصة استحقاقات الموردين للسلع والخدمات، بما في ذلك موردي الأدوية، وقال"أدعو الأشقاء العرب إلى توريد المساعدات، وبأسرع وقت ممكن، والتي أُعلن عنها في إطار القمة العربية الأخيرة التي عقدت في بغداد، لتمكين السلطة الوطنية من التعامل مع كافة الالتزامات والاحتياجات المطلوبة منها تجاه أبناء شعبنا في مختلف المجالات، وتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها، وخاصة استحقاقات الموردين للسلع والخدمات، بما في ذلك موردي الأدوية".
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء لدى افتتاحه المؤتمر الوطني الأول للأمراض غير السارية، في مدينة رام الله صباح اليوم، والذي تنظمه وزارة الصحة، وذلك بحضور وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي، وممثلة الوكالة النمساوية للتنمية د.بريجيت او بنجر، وعدد من المسؤولين الرسميين وممثلي المؤسسات الطبية والصحية الدولية والمحلية، وعدد واسع من الأطباء والمهتمين.
وأشار رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى أن ارتفاع عبء الأمراض المزمنة غير السارية في العالم، وخاصة في فلسطين، يأتي بسبب ارتفاع معدل العمر المتوقع وانتشار أنماط حياة غير صحية وزيادة الضغوط النفسية، وأشاد رئيس الوزراء بدور الرعاية الصحية الأولية وأهمية الخدمات التي تقدمها.
وقال "إن أكثر من يتعرض لهذه الضغوط هم أساسا العاملون في قطاع الرعاية الصحية، وذلك جراء الضغوط التي يتعرضون إليها يوميا، خاصة وأنهم في خط الدفاع الأول في المواجهة، وفي مساعدة أبناء وبنات شعبنا في تجنب المرض والوقاية منه والعلاج"، وأضاف "هذا بالإضافة إلى الضغوط التي يتعرضون لها يوميا، وخاصة في ظل إجراءات الاحتلال وممارساته، وبما يشمل من يصابوا بشكل مستمر في المسيرات الشعبية السلمية جراء استخدام العنف من قبل قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا الذين يشاركون في المظاهرات السلمية، والتي لا تأتي إلا تعبيرا عن إرادة شعبنا على إبراز صورة التحدي".
وعبر رئيس الوزراء عن تقدير السلطة الوطنية الفلسطينية بالإستراتيجية الوطنية للأمراض المزمنة غير السارية، والتي تم إقرارها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبما شمل تأسيس المركز الوطني للأمراض غير السارية، وحيا العاملين فيه، وأكد التزام السلطة الوطنية ببذل قصارى جهودها في سبيل تحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية والارتقاء بهاز
وأشار إلى الجهود المبذولة لتطوير الخدمات الصحية والاهتمام بالرعاية الأولية، واعتبر أن التميز في تقديم الخدمات والارتقاء بدور المؤسسات وقدرتها على تقديم أفضل الخدمات لشعبنا، وفي كافة المجالات وفي مقدمتها في مجال الرعاية الصحية، هو عنوان العمل لتعزيز استكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، وفي كافة مجالات الحكم والإدارة وتقديم الخدمات وصولاً إلى ترسيخ البنيان المؤسسي الكفيل بإعطائنا الثقة بالجاهزية الكاملة لإقامة دولة فلسطين.
وأشاد رئيس الوزراء بالدعم السخي المقدم من المجتمع الدولي، ومن الأشقاء العرب، وبما ساعد السلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها التنموية الرامية لاستكمال وتعميق الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين، وشدد على ضرورة وفاء الدول المانحة بالالتزامات المالية المطلوبة منها، وبما يساعد السلطة الوطنية في التغلب على الأزمة المالية التي تعاني منها، وتمكينها من الوفاء بالالتزامات المطلوبة منها تجاه أبناء شعبنا، وبما يشمل موردي السلع والخدمات، وخاصة موردي الأدوية، وقال "ما تزال قدرتنا على التعامل مع هذه الاحتياجات محدودة للغاية، وبما أدى إلى إلحاق أذى كبير في القطاع الصحي" وأضاف "اغتنم هذه الفرصة مرة أخرى لتأكيد التزام السلطة الوطنية بالوفاء بهذه الالتزامات، حيث أن السلطة الوطنية لم تتخلف يوماً عن الوفاء بالتزاماتها"
وأوضح فياض أن مشاركة الوفود من مختلف أنحاء العالم إنما يعبر عن التضامن مع شعبنا الفلسطيني، ووقوفه إلى جانبه في مسيرته نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال وتحقيق الاستقلال والعيش بحرية وكرامة في كنف دولة مستقلة في أرضنا المحتلة منذ عام 1967 في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة.
وفي ختام كلمته شكر رئيس الوزراء جميع من ساهم في إنجاح المؤتمر، وتمنى لأعماله النجاح، لما يمثله من خطوة هامة نحو مزيد من دعم الجهود لتطوير الواقع الصحي في فلسطين.كما تقدم بالشكر للشركاء من الدول المانحة، وخاصة النمسا، والوكالة النمساوية للتنمية على دعمها لجهود السلطة الوطنية.
وأشاد بالدور الهام الذي تقوم به وزارة الصحة والهيئات الصحية الأهلية وكافة العاملين في هذا المجال من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين على ما يبذلونه من جهد يوميا في تقديم الرعاية الصحية وتحسين الأداء ورفع مستواه، لتوفير خدمات الرعاية الصحية لأبناء وبنات شعبنا في كافة أماكن تواجدهم واختلاف أنواعها من الرعاية الأولية إلى سائر أوجه الرعاية الأخرى.