التهديدات الاستراتيجية للوجود الصهيوني

بقلم: محمد ناصر نصار

اسرائيل منذ نشأتها على الأراضي الفلسطينية المغتصبة في العام 1948 وهي تحاول التثبت في هذه الأرض بشتى الطرق والوسائل فتارة تستخدم القتل لتطهير الاراضي الفلسطينية من سكانها الفلسطينيين المتجذرون في هذه الأرض منذ آلاف السنين أو التهجير القصري أو الإبعاد ، كما وأحترفت إسرائيل سرقة التاريخ والتراث والأثار وتزوير الحقائق ، إلا أن الشعب الفلسطيني بإرادته وتمسكه بثوابته حتما ييصل إلى مبتغاه وهو تحرير الأرض والإنسان ، والعجيب أيضا أن اسرائيل تعي أيضا أن بذور فنائها كانت موجودة منذ نشأتها ، فإسرائيل أوجدت في قلب الأمة الإسلامية وزرعت في الوطن العربي بين القومية العربية ، فنشأت غريبة مستغربة بين المسلمين والعرب ، فلم تجد تألفا من شعوب المنطقة وإن وجدته في بعض القادة والزعماء الذين لا وزن لهم ولا قيمة وزالوا بثورة الشعوب والأحرار من العرب فيما يعرف بالربيع العربي ، هذا التهديد الإقليمي يبقى شاغلا لإسرائيل طالما ان الشعوب عبرت عن آرائها وفجرت غضبها ضد العدوان والتسلط الاسرائيلي في المنطقة ، بالإضافة الى أن اسرائيل تعاني من تهديد حقيقي يتمثل بالسلاح الديموغرافي للفلسطينيين فعدد الفلسطينيين كانوا في العام 1984 حوالي 1.4مليون فلسطيني ووصل اليوم عدد الفلسطينيين في العام 2012 حوالي 11 مليون فلسطيني حول العالم ففي غزة 1.7 مليون نسمة وحوالي 3 مليون نسمة في الضفة الغربية وحوالي مليون فلسطيني داخل الاراضي المحتلة 1948 ، هذا بالرغم من السياسات التهجيرية والقتل والتدمير فالسلاح الديموغرافي سلاح يفرض على أرض الواقع وجودا حقيقيا وقاعدة صلبة لأي حل تسوية او مشاريع مقاومة في المنطقة ، كما أن اسرائي من الداخل تعاني من تمزق وتشرذم فالبطالة تنتشر ووجود الفساد المالي والعصابات المنظمة والعنصرية والطبقية القوية في المجتمع الاسرائيلي ، وهنا نجد أن هذه العناصر الثلاث ستكون العامل الحاسم في التهديد الإستراتيجي للوجود الاسرائيلي فوجودها في محيط اقليمي مختلف تماما عن اسرائيل يجعل وجودها غير مرغوب فيه من قبل الشعوب والاسلامية والعربية ، ثم أن العاملان الآخرين وهما السلاح الديموغرافي وتفسخ المجتمع الاسرائيلي يساهم من في تدمير اسرائيل من الداخل وتسريع فنائها وزوال أي نظام يبدأمن الداخل وكلما توفرت العوامل الخارجية سرعت من انتهائه وسقوطه ، وفي النهاية اسرائيل قامت في جو من الخيانة لبعض الأنظمة العربية وظلم الغرب للفلسطينيين و اليوم مع الربيع العربي نأمل أن تبرز تيارات تحمي وتدعم المقاومة وأن تساهم ليس فقط في انهاء اسرائيل بل أيضا لإيقاف العنجهية الأمريكية في العالم وإثبات الوجود الاسلامي والعربي ليس فقط في المنطقة بل أيضا في العالم الجديد وذلك ببث روح التوحد والتآلف والتكاثف والعمل إحياء التكتلات الإسلامية والعربية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت