نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
وصف رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض الأزمة المالية التي تواجه السلطة بالخانقة من جراء نقص ورود المساعدات، وجدد دعوته إلى الدول العربية من أجل الإسراع في نجدة الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، وتقديم الدعم العاجل تنفيذاً لمقررات قمة بغداد الأخيرة.
وقال فياض خلال مشاركته أهالي قرية يانون وعقربة، في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، إنه " يدعو الأشقاء العرب لنجدة شعبنا وتمكين ذلك لتمكين السلطة الوطنية من الوفاء بالاستحقاقات والالتزامات المطلوبة منها، والتعامل مع كافة احتياجات أبناء شعبنا في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تعزيز قدرته على الصمود، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم."
إلى ذلك أكد فياض إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وخاصة في المناطق المسماه (ج)، وفي القدس الشرقية، والأغوار ومناطق خلف الجدار، بالإضافة إلى قطاع غزة وقال "نحن مصممون لبذل كل جهد ممكن لتحقيق المزيد من المنعة الذاتية، رغم كافة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية، وفرض نظام التحكم والسيطرة، وخاصة على القطاع الزراعي" .
وأضاف " نحن بحاجة لهذا الدعم لحماية وتعزيز صمود المواطنين وثباتهم وبقائهم على أرضهم، بالإضافة إلى تمكين البرامج الاجتماعية المختلفة والتي تهتم بالفئات الضعيفة في مجتمعنا".
وقال فياض إن "لسلطة الوطنية تضاعف جهودها على المستويين الرسمي والأهلي لزيادة الوعي الدولي إزاء احتياجات دعم صمود شعبنا في المناطق المسماه (ج)، وخاصة في ظل ن نظام التحكم والسيطرة التعسفي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، والهادف إلى تضييق سبل الحياة على أبناء شعبنا، وخاصة في تلك المناطق".
وشدد على رفض محاولات إسرائيل التعامل مع هذه المنطقة وكأنها مناطق متنازع عليها، كما شدد على أن هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، وليست أراض متنازع عليها كما تسعى إسرائيل إلى إظهارها، وقال "هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ولم تكن يوماً، ولم نسمح بمحاولة تصويرها وكأنها أراض متنازع عليها كما تسعى إسرائيل إلى إظهارها".
وأضاف " هذه المناطق كلها ميدان عمل حيوي للسلطة الوطنية، لا بل واجب علينا العمل على تنمية قدرة أهلنا فيها على الصمود، سيما في ظل التهديد الإسرائيلي المستمر ضد هذه المناطق"، وتابع " آن الأوان لتجاوز هذه التصنيفات لأنها أرضنا، وعليها يعيش شعبنا وهو مصمم على البقاء والصمود والثبات في كافة المناطق".
وعبر فياض عن تقديره لمبادرة حراثة الأرض، بمشاركة عشرات الجرارات الزراعية، وبحضور محافظ نابلس جبرين البكري ورئيس مجلس قروي يانون، وأصحاب الأراضي وعدد واسع من المزارعين من المناطق المختلفة.
وقال "هذه فعالية فيها الكثير من الريادية وتشجع مزارعينا وتدعم صمودهم في مواجهة سياسة المصادرة ومحاولات سلب الأرض من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيهم"، وأضاف "مع ذلك سيظل الحق في سواعد من يحرثون الأرض ويحرسونها".
من الجدير ذكره أن أراضي قرية يانون محاطة بالاستيطان من كافة الجهات، وتتعرض لهجمات المستوطنين بصورة مستمرة.
وفي قرية دير بلوط في محافظة سلفيت افتتح رئيس الوزراء فياض مدخل دير بلوط الرئيسي، الممول من صندوق أبو ظبي للتنمية قيمة 322 ألف دولار، كما افتتح مدرسة دير بلوط الثانوية للذكور، والتي جرى تشطيبها وتأهيلها بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية من خلال وزارة المالية بقيمة 348 ألف دولار، حيث تم تشطيب الغرف الصفية وبناء أسوار خارجية وتأهيل الساحات بإدارة وإشراف وزارة الحكم المحلي، علماً بأن هذه المدرسة كان قد تم الانتهاء من بنائها عام 2000، وكانت مهددة بالهدم بحجة أنها تقع في المناطق المسماه (ج)، وقد تحدى أهالي البلد هذا القرار ونجحوا مؤخراً بدعم من الحكومة من تثبت المدرسة وإعادة تأهيلها.
كما افتتح رئيس الوزراء مشروع مدرسة بنات دير بلوط الثانوية الجديدة الممول من السلطة الفلسطينية بقيمة 926 دولار، وبإشراف وزارة التربية والتعليم، حيث تم انجاز المشروع بواقع (12) غرفة صفية و(6) غرف تخصصية وإدارية.
وحيا فياض، خلال كلمته في حفل الافتتاح، أطفال فلسطين بمناسبة يوم الطفل العالمي، كما حيا أسرة وزارة التربية والتعليم في مختلف المناطق على ما يقومون به من جهد يومياً في تعليم ونشأة أجيال المستقبل، والذين نعتز بهم به جميعاً، وخاصة عندما ننجز هذه المشاريع التي تضيف للعملية التعليمة والتربوية كماً ونوعاً.
وأوضح فياض أن وزارة التربية والتعليم بصدد إنشاء 14 مدرسة جديدة في قطاع غزة قريباً، وبما يشكل بداية هامة للسلطة الفلسطينية للتعويض عن النقص الكبير جداً في هذا المجال في القطاع.
وأكد حرص السلطة الفلسطينية على دفع مسيرة التعليم في كافة المستويات المراحل، لما يمثله هذا القطاع من أهمية فائقة في منظومة الجهد الوطني المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية وفي كافة المناطق، وفيما يدعم مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال.
وشدد على أن تحقيق الجاهزية الوطنية الكاملة لإقامة دولة فلسطين يتطلب إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، وإنهاء ملف الانقسام، مؤكدا على أهمية إجراء الانتخابات العامة بالسرعة الممكنة، وتمكين أبناء الشعب الفلسطيني من ممارسة حقهم الطبيعي الذي يمثل استحقاقاً على النظام السياسي برمته.
وأكد فياض على أن السلطة الفلسطينية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد على أن السلطة ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية، على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها، وذلك في سبيل تحقيق المزيد من التمكين الذاتي للشعب الفلسطيني، وشدد على ضرورة "تقديم الدعم والمساندة من قبل أشقائنا العرب لتنفيذ ما أقرته القمة العربية مؤخراً في بغداد، وتقيم العون العاجل لشعبنا وسلطته الوطنية، وخاصة في هذه المرحلة، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم".
جدير بالذكر أن مدرسة بنات دير بلوط الثانوية الجديدة تتكون من ثلاث طوابق حجرية وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من البلدة، ويبلغ عدد طالباتها حاليا (187) و(14) مركزا تدريسيا وإداريا وتحتوي الصفوف من 7-12 طالبه.
وحضر حفل افتتاح المشاريع في قرية دير بلوط، وزيرة التربية والتعليم، ومحافظ سلفيت عصام أبو بكر، ورئيسة بلدية دير بلوط، وعدد من أعضاء المجلس البلدي، والمجالس المحلية المجاورة، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وحشد واسع من الاهالي.
وفي وقت لاحق شارك رئيس الوزراء فياض أهالي قرواة بني حسان في منطقة زراعة الأشتال، في منطقة "أرض بير أبو عمار"، ووضع حجر الأساس لميدان الحرية للفروسية في الأرض، كما افتتح المركز الصحي في قراوة بني حسان.
جدير بالذكر أن أرض "بير أبو عمار" هي ارض مستهدفة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيه، حيث تم إبلاغ القرية بقرار مصادرة 400 دونم منها، وتم وقف هذا القرار والإجراء عبر المحكمة، ومازالت الأرض مهددة.