ضم الوفد الذي تشرفت بعضويته في زيارتنا لمصر كوكبة من الشخصيات الفلسطينية مثلت جغرافيا فلسطين من الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني وقطاع غزة ، هذه التركيبة لاقت استحسان مع دهشة كل الشخصيات والحركات التي قابلناها وأبدوا إعجابهم بهذه التركيبة الشاملة ، وكان هدف الزيارة هو الإطلاع عن قرب على التجربة المصرية الحديثة وتقديم التهنئة للأحزاب التي حققت فوزا في انتخابات مجلسي الشعب والشورى ، لم يكن من السهل الالتقاء بالجميع بسبب انشغالهم المكثف في العمل السياسي ، كانت هناك اجتماعاتهم المركزة في تشكيل لجنة الدستور وما شابها من خلافات واجتهادات في تركيبة اللجنة وما رافقها من توتر في العلاقة بين المجلس العسكري والأحزاب السياسية الأخرى ، وكذلك الانشغال في قضية مرسحى الرئاسة والعواصف الكبيرة التي تجتاح الأحزاب من داخلها والصراع بين معسكر مؤيد لتقديم مرشح خاص أو دعم مرشح من خارج الأحزاب ، ومع ذلك فقد نجحنا في الالتقاء بقادة الأحزاب الأساسية واستمعنا منهم الى رؤاهم المختلفة .
اللقاء الأبرز كان مع الرئيس محمود عباس الذي تصادف وجوده هناك مع وجود الوفد حيث رحب بالفكرة التي حملها هذا الوفد الفلسطيني ، وتناول اللقاء مع السيد الرئيس الهم الفلسطيني العام حيث أكد أنه يبذل كل الجهود الممكنة للإسراع بالخروج من هذا النفق المظلم الذي أدخلنا فيه الانقسام الفلسطيني الأسود وأكد أن النهاية الحقيقية لهذا الانقسام هو إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل نزيه وعلى كل الأطراف احترام خيار الشعب الفلسطيني ، ومن هنا كانت موافقته على تشكيل الحكومة الانتقالية بشرط أن تكون لفترة زمنية محدودة لا تتجاوز عدة شهور لأن مهماتها واضحة وهي إعادة إعمار غزة والإشراف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وأوضح أنه إذا تم التوافق الفلسطيني الكامل على هذا المبدأ سنتمكن من انتزاع الموافقة الإسرائيلية على إجرائها ويجب أن ننجح في وضع السبل المبدعة لتحقيق هذا الهدف ، ولكنه استدرك قائلا أن منع عمل لجنة الانتخابات في غزة من المباشرة في تحديث السجل الانتخابي وهو عمل فني بحت يوحي بأن هناك نوايا غير طيبة تجاه الانتخابات ، ومن هنا فهو لا يرغب في التورط بتشكيل حكومة ثم لا تتمكن من تنفيذ مهماتها في الوقت المسموح لها ، ولذلك فهو يجري الاتصالات واللقاءات من أجل تذليل هذه العقبات حتى تسير الأمور بشكل واضح ودون مفاجآت ، وحول ما يمر به قطاع غزة من أزمات " الكهرباء والوقود " أكد الرئيس أنه يعمل كل جهده للخروج من هذه الأزمات مع ضرورة أن يتعامل الجميع بروح المسئولية الوطنية في هذا الجانب دون حسابات ضيقة على حساب معاناة شعبنا .
وكان اللقاء الآخر مع الأخ موسى أبو مرزوق – نائب رئيس المكتب السياسي لحماس – حيث أكد أن حركته تسعى نحو تحقيق الشراكة السياسية بشكلها الحقيقي وضرورة الخروج من حالة الانقسام الحالية لأنها لا تخدم مشروعنا الوطني وأكد على ضرورة أن يباشر الرئيس محمود عباس تشكيل حكومة الكفاءات التي تم الاتفاق على تشكيلها في تفاهمات الدوحة لأن الحكومة كفيلة أن تكون المدخل المناسب لتجاوز الكثير من العقبات ، وحول قضية عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة قال أبو مرزوق أنه يمكن أن تباشر عملها فور تشكيل الرئيس أبو مازن حكومته لأنه حينها سيكون القرار ملكه بصفته رئيسا للوزراء ، وحول الأزمات التي تعصف بقطاع غزة من وقود وكهرباء أكد الأخ أبو مرزوق أن حركة حماس تبذل كل الجهود لوضع الحلول ولكن الطرف المصري يرفض التعامل مع السلطة القائمة في قطاع غزة بشكل رسمي ويصر على إدخال الوقود عبر كرم ابو سالم وهذا يعني التدخل الإسرائيلي في علاقاتنا مع مصر وهذا ما ترفضه الحركة مؤكدا أن المشاورات مستمرة مع الإخوة فى رام الله والمسئولين المصريين .
بعد استماع الوفد من كافة الأطراف حول العقبات التي تواجه المصالحة فقد أدرك الجميع حرص كافة الأطراف على تجاوز تلك العقبات ، وتمنى الوفد أن تشهد المرحلة القريبة القادمة تحركات جادة تصب في تجاوز العقبات التي من الممكن تجاوزها وبسهولة إذا توفرت النوايا اللازمة لتحقيق ذلك .
م. عماد عبد الحميد الفالوجي
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت