حكمة الله تتجلى في خلقه و أمره وقدره خيره وشره..

بقلم: الشيخ ياسين الأسطل


الحكمة وضع الشيء في محله ، ولا تكون الحكمة إلا بكمال العلم ، وقد سمى الله نفسه وسماه رسوله صلى الله عليه وسلم بهذين الاسمين الكريمين ( العليم الحكيم ) ، وهذان الاسمان الكريمان يتضمنان صفتين كريمتين لله عز وجل وهما العلم والحكمة ، وإن من حكمة الله تعالى في خلقه أن خلق الشيء ونقيضه ، والشيء ومثيله ، والشيء وشبيهه ، فقد خلق الله الدنيا والآخرة ، والموت والحياة ، والذكر والأنثى ، والنور والظلام ، والليل والنهار ، والشمس والقمر ، قال الله تعالى : {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }الفرقان2، وهو جل وعلا قال : {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ }الزخرف84 ، واقتضت حكمته سبحانه في خلق السموات أن خلقهن سبعاً ، قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت12، كل ذلك بحكمةٍ وتقدير من الله العزيز العليم ، وجمع الله اسم العزيز مع اسم العليم هنا لأنه سبحانه لا مكره له ، ففي الموطأ والصحيحين واللفظ لمالك في الموطأ قال و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له " .
إخوة الإسلام ، يا عباد الله : ومن حكمة الله وعلمه وعزته وكمال قدرته خلقه وتقديره سبحانه للخير والشر ، وأمره جل جلاله بالإيمان بالقدر خيره وشره أنه من الله ، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم الركن السادس من أركان الإيمان ، وعلى هذا كان أصحابه صلى الله عليه وسلم من بعده ومن تبعهم بإحسان والمسلمون إلى اليوم ، وفي زوائد المسند من طريق أيوب بن زياد حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي قال : ( دخلت على عبادة رضي الله عنه وهو مريض أتخايل فيه الموت ، فقلت : يا أبتاه أوصني واجتهد لي ، فقال: أجلسوني ، قال :يا بني إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حق حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره ، قال قلت : يا أبتاه فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟! قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم ، ثم قال : اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ، يا بني : إن مت ولست على ذلك دخلت النار " .تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد حسن .
وروى مسلمٌ في الصحيح وأبو داود والترمذي واللفظ لمسلم قال : حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ كَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ح و حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ وَهَذَا حَدِيثُهُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ: ( كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِى الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِىُّ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا : لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِى الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما دَاخِلاً الْمَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِى أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِى سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ - وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ - وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّى بَرِىءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّى وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ قَالَ :حَدَّثَنِى أَبِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :" الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ :صَدَقْتَ. قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، قَالَ : صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ :" أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ :" أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ ". قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى: " يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ ". قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ".
عباد الله ، أيها المسلمون :وقد وقعت المحاجة في ذلك بين آدم وموسى عليهما السلام ، فقد روى البخاري ومسلم من طريق ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال ):قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " احتج آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك برسالاته وبكلامه ،ثم تلومني على أمر قُدِّرَ عليَّ قبل أن أخلق " . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " فحج آدم موسى " . مرتين )،وفي رواية للبخاري من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " التقى آدم وموسى فقال موسى لآدم آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ قال له آدم آنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة ؟ قال نعم قال فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني ؟ قال نعم فحج آدم موسى " .
الاحتجاج بالقدر في حصول الحسنات والنعم أنها من فضل الله تعالى ، وأما وقوع المصائب والبلايا فهو بعدل الله تعالى ، ولا يجوز أن نحتج بالقدر لركوب المعائب والخطايا ، قال سبحانه :{مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء79 .وقال : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30.
فنحن معشر المؤمنين نرضى بالقدر ونسلم لله المُقَدِّر، وأما المقدور فإن كان خيراً فمن فضل الله ، وإن كان شراً فبما كسبت أيدينا ونسأل الله العافية ،ولا نقول ما حكى الله من قول أهل الكفر والضلال : { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } الأعراف 28 ، ولكن نقول كما قال أبونا آدم وأمنا حواء عليهما السلام : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{23} قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{24} } الأعراف .
فمن رضي فله الرضا ،ومن سخط فله السخط ، وفي المعجم الكبير للطبراني من طريق زياد بن أبي هند عن أبي هند الداري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " قال الله تبارك وتعالى من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليلتمس ربا سواي " .
وفي شعب الإيمان للبيهقي من طريق علي بن يزداد الجرجاني وكان قد أتى عليه مائةٌ و خمسٌ وعشرون سنة قال: سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي من بني مرارة في البادية يقول: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : قال الله تعالى : " من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .
وروى الترمذي وحسنه والبيهقي وابن جرير عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، والصبر عند الصدمة الأولى وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط " .
عباد الله ، أيها المؤمنون :ومن حكمة الله في خلقه أنه خلق العسر ، كما خلق اليسر ، ولن يغلب عسرٌ يسرين ، قال سبحانه وتعالى في سورة الشرح :{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{8}} .
وفي لغة العرب اليسرُ : اسم للغنى والرخاء والسعة . والعسر : اسم للفقر والشدة والضيق ، وروى عبد الرزاق ومن طريقه البيهقي عن الحسن في قوله عز و جل : { إن مع العسر يسرا }قال : ( خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوما مسرورا فرحا و هو يضحك و هو يقول : لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ).
وفي الموطأ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما : ( يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: ( أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مُنْزَلِ شِدَّةٍ يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }) .
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره : ( وفي قوله: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } أخبر تعالى أن مع العسر يوجَدُ اليسر) ، ثم روى ابن كثير عن ابن أبي حاتم بسنده عن عائذ بن شُريح قال : (سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا وحياله حجر، فقال: "لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه"، فأنزل الله عز وجل: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }). ورحم الله العتبي فقد قال :
ألا يا أيها المـرء الـذِ ** ** ي الهـم بـه بـرَّحْ
إذا اشتدت بك البلوى ** ** ففكر في " ألم نشرحْ "
فعسـر بين يسـرين ** ** إذا أبصرته فافـرحْ
ألا يا عباد الله ، يا أهل فلسطين : لن يخيب عبدٌ منيب رجا الله القريب . فقد قال الإمام ابن رجب : ( ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين وتعلق قلبه بالله وحده وهذا هو حقيقة التوكل على الله وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} ) .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت