الديموقراطية بمعناها البسيط حكم الشعب ، فمنذ ان عرف الاغريق طريقة الحكم المباشر وابداء الراي السياسي والاجتماعي في مجالسهم وقضاياهم تطور مفهوم الديموقراطية على مر العصور الى أن وصل الينا اليوم بصورة انتخابات برلمانية ورئاسية ، لكن السياسيون الغربيون دائما يسعون الى ان تصل الدول العربية والاسلامية الى مستوى ديموقراطية الغرب وهنا تكمن الازدواجية في المفاهيم والتطبيقات فمع فوز الحزب التحالف النمساوي في العام 2000 وقف الغرب ضد هذا الحزب مع انه وصل بطريقة ديموقراطية ، وكذلك أيضا الحال في التجربة الفلسطينية في العام 2006 مع فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ، فالغرب يناقض نفسه بديموقراطيته ، ولكن السؤال المهم هل تصلح الديموقراطية للدول العربية والاسلامية ، في تقديري أن الديموقراطية لا تصلح للعرب والمسلمين لان الديموقراطية لا تناسب البيئة الاسلامية والعربية فتقاليد وأعراف العرب مختلفة عن الغرب ، بالإضافة الى ان الديموقراطية تحتاج الى حرية التعبير والجدال السياسي الايجابي وذا ما افتقدته الدول العربية حتى زمن قريب، كما ان الديموقراطية لا تصلح للأفراد الذين لا يجدون قوت يومهم ولا يكادون يسدون رمقهم هنا تتبدل اختياراتهم وأراءهم لمن يوفر لهم ابسط مستلزمات الحياة ، كما أن البشر قد يصلوا لمرحلة أن يحللوا لأنفسهم شيئا وبعد فترة وجيزة قد يحرموه والعكس صحيح أيضا وهذا يرجع لمزاجية البشر وعلاقاتهم الاجتماعية ، هنا نقول أن الديموقراطية اذا اصبحت غوغائية فإنها تخرج من مضمونها وتصبح لا فائدة منها وبابا للشقاق والنفاق وأحيانا سفك الدماء ، فالأجدى منا كعرب ومسلمين التوجه لتراثنا وأعرافنا وديننا الاسلامي ونختار طريقة اسلافنا في الحكم وادارة البلاد ، فالمسلمين عرفوا حكم الشورى مصداقا لقوله تعالى (وشاورهم في الأمر ) مع الا الاسلام لم يضع قالبا محدد لطريقة اختيار الأمير أو الوالي ولكن المتعارف عليه هو أن يقوم المجتمع الاسلامي بإختيار مجموعة من علماء المجتمع في الطب والسياسة والاقتصاد والهندسة والشريعة والقانون وهكذا ولنفرض وصل عددهم مئتين ، ثم هؤلاء المئتين فلنطلق عليهم اسم المجلس العام باختيار مجلس أصغر ويطلق عليه أهل الحل والعقد نفترض أنه يطلق عليه اليوم الحكومة ولا يتجاوز عددهم مثلا العشرون شخصا وهؤلاء يقومون بمهام وزارية محددة ومن هؤلاء العشرون يختار الأمير أو الوالي ، وهنا نجد أن النظام الاسلامي يختار صفوة الصفوة الى الحكم وهذا النظام يندر وجود نظام يضاهيه في التاريخ ، بالاضافة الى ظوابط التشريع المتمثلة في القراءان والسنة ، فلذلك على العرب والمسلمين قراءة تاريخهم والعودة الى جذورهم لتوائم بيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت