القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
احتفل الآلاف من أبناء الطوائف المسيحية في القدس المحتلة، اليوم الأحد بـ(أحد الشعانين) وهو بداية الاحتفال بعيد الفصح المجيد حسب التقويم الشرقي، حيث عجت كنيسة القيامة داخل أسوار البلدة القديمة بالمصلين الفلسطينيين والحجاج العرب ومن مختلف مناطق أوروبا.
وانطلقت فرق الكشافة المقدسية من باب الجديد في القدس إلى حارة النصارى في البلدة القديمة وصولا إلى كنيسة القيامة ، وحمل المشاركون الشموع المزينة بالورود وأغصان النخيل أو السعف في "أحد الشعانين رمزا إلى النصر والحرية.
وتميز العيد لهذا العام بحضور مئات الحجاج من جمهورية مصر العرب من طائفة (الاقباط الارثذوكس) بعد انقطاعهم لسنوات طوال عن أداء الحج داخل كنيسة القيامة بسبب تعليمات الراحل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعدم زيارة القدس إلا وهي محررة من الاحتلال الاسرائيلي ومشاركة أهلهم المسلمين في هذا التحرر.
وواصلت شركة "إيرسينا" للطيران على مدار اليومين الماضيين تسيير جسر جوي بين القاهرة و تل ابيب لنقل الأقباط المصريين، مما أثار غضب كاهن كنيسة القديسة هيلانة (الجزء المصري فى كنيسة القيامة بالقدس)، ورفضت استقبال الأقباط المصريين الذين قدموا إلى القدس هذا العام للاحتفال بعيد القيامة المجيد.
مراسلة وكالة قدس نت للأنباء بالقدس المحتلة التقت بعدد من الحجاج المصريين (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) وقالوا:" لقد وصلنا في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت (7-4) وقد واجهنا عدة صعوبات على الحدود المصرية الإسرائيلية وساعات الانتظار الطوال بين الحدوديين، ولكن لحظة دخولنا لمدينة القدس نسينا كل التعب وشعرنا بارتياح عظيم واستنشقنا هواء يبعث الروحانية والطمأنينه بداخلنا ونسينا بلحظة مشقة السفر."
وأكد الحجاج اعجابهم بمدينة القدس وبجمالها لأنها ارض الديانات بوجود المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة.
واوضح أحدهم بالقول :"نحن كمسيحيين عرب بدولة مصر لنا سنين طويلة لم ندخل ولم نشارك في هذا اليوم العظيم، وايضا من الحجاج من لم يدخلوا المدينة اصلاـ، ولم يشاهد كنيسة القيامة عن قرب، بسبب تعليمات البابا شنودة الثالث بعدم زيارة القدس لأنها محتلة وتعتبر الزيارة تطبيع، وبعد تزايد الاعداد الكبيرة من الحجاج المسيحيين إلا انه تم السماح لنا بزيارة القدس والمشاركة.
وقال حجاج:" عندما نشارك إخواننا المسحيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة في هذا اليوم العظيم بداخل كنيسة القيامة لا يعني ذلك بأننا نطبع مع الاحتلال، لأننا نتواجد بداخل المدينة، بالإضافة إلى أننا نكون نزلاء بداخل فنادق عربية مقدسية وليس تابعة للمحتل، ونقوم بشراء الهدايا وبعض المأكولات من السوق العربي بداخل احياء البلدة القديمة لنقوم بإنعاش اسواقها اقتصاديا، ونستغرب وصفنا بأننا مطبعين مع المحتل.."!
وأضاف حجاج مصريين بالقول :"جئنا هنا لنؤدي الصلاة بداخل كنيسة القيامة وليس لكي نتواجد داخل مؤسسات إسرائيلية ونقوم باجتماعات سرية مع الإسرائيليين وإنما تواجدنا علني ومعروف".
من جهته أكد القس ميصائيل، كاهن كنيسة القديسة هيلانة (الجزء المصرى فى كنيسة القيامة بالقدس، بأن الكنيسة رفضت استقبال عدد من المسيحيين المصريين الذين قدموا إلى القدس هذا العام للاحتفال بعيد القيامة المجيد.
وقال القس ميصائيل، :"بناءً على تعليمات الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى، فلم نسمح لهم بالصلاة أو ممارسة طقس التناول، الأمر الذي أغضبهم بشدة، حتى إن بعضهم أراد التشاجر معنا".
وأضاف "تعليمات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل مازالت سارية، ويجب علينا احترامها في غيابه أكثر مما كنا نحترمها في وجوده"، مشيراً إلى أن عدد المصريين الذين زاروا الكنيسة لا يتجاوز العشرات.
وكان البابا شنودة الثالث منع منذ سنوات المسيحيين من زيارة القدس حتى يزول عنها الاحتلال الإسرائيلي، وكان يقول "لن يدخل المسيحيون القدس إلا وأيديهم في أيدي إخوانهم المسلمين".
هذا ووصلت مساء امس السبت طائرتان إلى مطار بن غوريون بإسرائيل تقلان مسيحيين مصريين لزيارة القدس والمقدسات المسيحية فيها والاحتفال بأعياد القيامة المجيدة وأسبوع الآلام.
واعلن الأقباط المصريون عن امتثالهم لقداسة البابا شنودة الثالث الذي منع منذ سنوات المسيحيين من زيارة القدس حتى يزول عنها الاحتلال الإسرائيلي.