أمة محرومة وأموال مهدورة!!!/رامي الغف

ما إنكشف من ملفات للفساد وسرقات بملايين بل بمليارات الدولارات من خزائن الدول العربية نتيجة إنتفاضة " الربيع العربي" بمختلف مؤسساتها وزاراتها وسفاراتها وهيئاتها، وعبر السرقات المباشرة والغير مباشرة وعبر السمسرة والرشوة والنهب والسلب، والتي جعلت الباب مفتوحا في وجه فقدان الثقة بكل القياديين والمسؤولين الحكوميين العرب في هذه الدول، وبالتالي فإن أغلبهم اليوم أصبح محل إتهام من قبل المواطن، ولا يمكن التصديق إنهم جميعا نزيهون, ولا أعتقد أن هذه النظرة ستتغير ما لم يقدم "مسؤولونا العربي" شيء يثبت بطلان هذه النظرية والتي هي سائدة أيامنا من خلال إنتفاضة " بالربيع العربي" هذه بين الشعب، ففي الأمس القريب كان الفساد ينخر في وزارات ومؤسسات وهيئات مهمة جدا في تونس وليبيا واليمن ومصر، ثم تلتها سفارات وهيئات دبلوماسية بالعراق وسوريا والكويت وغيرهم، ومن ثم إنكشاف أمر الرؤساء المخلوعين في ليبيا ومصر واليمن وتونس وسوريا، والذين أصبحوا أبطال فلم الفساد في أوطانهم والأولى ودون أي منافس, ففي حين أن الشعوب تتلظى من أجل إستمرار حياه كريمة ولو ليوم واحد يكون مسؤولوا تلك الأوطان ينعمون ويترفهون بأموال شعوبهم المسروقة في داخل بلدانهم وخارجها، غير مهتمين بما يصيب المواطن الغلبان من تعب وإرهاق نفسي ومادي وكأن الامر لا يمت إليهم بأي صلة ابدا.

لو أبتعد الساسة والقادة العرب اليوم عن أسلوب المقايضة السياسية والإرضاء فيما بينها وإنتهجوا منهجا علميا سليما لتسليم الهيئات الوزارات والدوائر الوطنية إلى ذوي الاختصاص لكان واقع الوطن العربي، يختلف تماما عما يعيشه اليوم ولو وجدت الشعوب صابرة على ما تعانيه من قلة خدمات، لأنه يكون على أمل أن يتمكن الأشخاص أصحاب الإختصاص من إيجاد الحلول الملائمة لها ولو بعد حين من الزمن، ولكن ما دامت الحالة العربية اليوم بهذا الشكل فلا أحد يستطيع أن يحدد موعدا زمنيا لتغيير واقع الخدمة فيه، فإلى الشعوب أقول "لك الذي خلقك وهو يمدك بالصبر على ما أنت فيه من إبتلاء ومصائب"، أعانك الله أيتها الشعوب العظيمة، فالفساد والإفساد في وزارات أوطانك ودوائرها وبأرقام خيالية ومرهقة لميزانيها وبنفس الوقت فهي محبطة لشعوبنا وأمتنا العربية والتي تبحث عن فرص عمل من أجل توفير لقمة العيش لعوائلهم والذين كانوا يتأملون من القائمين على أوطانهم ومسؤوليها في هذا الزمان غير الذي يرونه ويمر عليهم بين الحين والاخر من فضائح وملفات فساد مؤلمة، في ذاك الزمن لم يكن يخلو الامر من الفساد والسرقة والعبث بالمال العام ولكن المواطن العربي كان لديه إعتقاد راسخ ويقين لما لا يسرق الموظف طالما كان قمة هرمه الحكومي سارق ولص كبير ومنذ عشرات السنيين, ولكن وبعد التغيير السياسي وما حل باللأوطان من خلال إنتفاضة "الربيع العربي" ومن ديمقراطية جديدة والتي من المفروض إنها قد جاءت ومعها بالمبادئ الرصينة، وإن المتصديين للمسؤولية فيه عليهم ان يكونوا بمستوى التغيير الذي حل بالأوطان وبالتالي فإن الشعوب كانت تأمل أن ترى عينها وتلمس يديها تغييرا في الخدمات وحتى في المستوى الأخلاقي لأولئك المسؤولين.
ناشط ومفوض سياسي
إعلامي وكاتب صحفي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت