الأسرى الفلسطينيون..معاناة مستمرة وفعاليات تضامن متواصلة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
يحيى الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم يوم الثلاثاء (17 نيسان/ابريل الجاري) فعاليات الذكرى الثامنة والثلاثين ليوم الأسير (الفلسطيني)، وذلك بالتزامن مع استعداد مئات الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية لخوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالاتهم القاسية، ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، ومنع ذويهم من زيارتهم.

وأوقد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، شعلة يوم الأسير الفلسطيني هذا المساء، في مهرجان مركزي أقيم في بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، فيما أوقدتها بمدينة غزة الأسيرة المحررة المبعدة إلى القطاع هناء الشلبي بحضور رسمي و شعبي إيذانا بانطلاق فعاليات يوم الأسير.

ويقول الباحث الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى الأسير السابق موفق حميد في هذه الذكرى إن "واقع الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية منذ صفقة التبادل الأخيرة التي أبرمت بين حماس و إسرائيل قبل نحو ستة شهور إلى اليوم هو الأصعب في تاريخها, حيث أن نسبة العقوبات التي عوقب بها الأسرى داخل السجون ضربت رقم قياسي".

ويضيف حميد في مقابلة مع وكالة قدس نت للأنباء " مصلحة السجون الإسرائيلية زادت من سخطها على الأسرى بعد إتمام صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط , فلا يوجد يوم يمر إلا ويقمع الأسرى الفلسطينيون داخل السجون وتتعرض السجون لعمليات تفتيش متواصلة ".

ويؤكد حميد بأن "عملية الإذلال طالت أهالي الأسرى الفلسطينيون خارج السجون، حيث يتم إذلال أهالي الأسرى الفلسطينيون ومنعهم من الزيارة خاصة في غزة,ناهيك عن استخدام الكلاب البوليسية في تفتيش ذوى الأسرى في الضفة الغربية المسموح لهم بزيارة".

ويشير حميد الذي يترأس جمعة حسام للأسرى والمحررين ولجنة أهالي الأسرى بغزة إلى أن كل ذلك "جاء بهدف الانتقام من الأسرى بعد نجاح صفقة شاليط ,ولإيصال رسالة إلى الأسرى وذويهم أن الصفقة لم تكن انتصارا وها نحن ما زلنا نتحكم بكم ".

ويعتبر بأن دخول الأسرى في الإضرابات عن الطعام مؤخراً، كان نتيجة هذه المعاملة الوحشية من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية , وقال "عندما تسلب حرية الإنسان وكرامته فلا معنى للحياة بدون كرامة والأسرى الفلسطينيون متمسكون بكرامتهم" .

وحول إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام والذي سيبدأً اعتباراً من يوم غدٍ الثلاثاء في يوم الأسير الفلسطيني يقول حميد إن "عدد الأسرى الذين سوف يخوضوا الإضراب وصل إلى 1600 أسير فلسطيني بمشاركة ستة أسرى من الأردن، في حين أن الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون لن يشاركن في الإضراب عن الطعام ".

ويوضح بأن "مطالب الأسرى الفلسطينيون من وراء الإضراب تهدف للضغط على مصلحة السجون الاسرائيلية لإعادة برنامج الزيارات لأهالي الأسرى المحرومين من زيارة ابنائهم داخل السجون , وخصوصاً أهالي قطاع غزه الذين تم منعهم من الزيارة منذ خمسة سنوات، إضافة إلى إنهاء ظروف اعتقالاتهم القاسية، ورفضاً لسياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي.

آليات الإضراب ..
ويبين الباحث المختص بشؤون الأسرى حميد بأن عملية الإضراب داخل السجون الإسرائيلية تبدأ بالتعبئة العامة للأسرى, ثم يتم إخراج المأكولات بالكامل من أقسام السجن, وتُسلم لمصلحة السجون الإسرائيلية, وهنا تكون أول ثلاث أيام من الإضراب عن الطعام هي الأصعب, ثم يبدأ الجسم بالتكيف مع هذه الحالة ولا يتناول الأسير إلا الماء والملح حتى يساعده على الإضراب لأطول فترة زمنية ممكنه "

ويضيف أحميد أن "الأسير يستطيع أن يتحمل بشرب الماء مع الملح فترة تتراوح من 70 إلى 75 يوم على التوالي ثم يدخل في مرحلة الإعياء والمرض المصحوب بتقيؤ مادة صفراء ممزوجة بدم وإصابة الأسير بالبواسير الشرجية وقال "عند فك الإضراب أول ما يتناوله الأسير شرب الحليب ثم السكريات ثم يقوم تدرجياً بتناول الطعام".

فعاليات التضامن متواصلة...
وحول الفعاليات التي سيشهدها قطاع غزة في يوم الأسير يقول حميد إن "الفعاليات التضامنية مع الأسرى متواصلة , وسيتم إضاءة شعلة الحرية في الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر للإعلان عن انطلاق فعاليات يوم الأسير."

ويضيف حميد بأن " فعاليات يوم الأسير الفلسطيني ستبدأ يوم الثلاثاء 17 نيسان بمسيرة جماهيرية حاشدة بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية, وستنطلق من منطقة السرايا بمدينة غزة إلى مقر الصليب الأحمر, وسيقودها أهالي الأسرى, لتسليم بعثة الصليب الأحمر رسالة تتضمن الضغط على إدارة السجون الإسرائيلية للسماح لهم بزيارة أبنائهم داخل السجون, كما ستقام هناك خيمة تضامنية مع الأسرى ".

وعن المطلوب فلسطينيا في يوم الأسير وجه الباحث حميد كلمة إلى الفصائل الفلسطينية دعاهم فيها إلى ضرورة التوحد من أجل قضية الأسرى وقال "يجب أن تكون قضية الأسرى أولى مهام العمل السياسي الفلسطيني، ولابد من أن تلتف كل جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية خلف الأسرى البواسل ويجب أن نفتديهم بأموالنا حتى لو كلفنا كل ما نملك ".ودعا وسائل الإعلام إلى أن تقف بجانب الأسرى بنقل معاناتهم وحمل قضيتهم من أجل الانتصار لهم ".

وبدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر قضية الأٍسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الإسرائيلي، ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل بأربعة آلاف وأربعمائة شخص من بينهم ثلاثمائة تحت الاحتجاز الإداري.