حكومة نتنياهو .... تقوض خيار الدولتين .... في ظل الاستمرار في التوسع الاستيطاني

بقلم: علي ابوحبله


السلام في ظل حكومة نتنياهو أصبح بعيد المنال وأوسلو أصبحت من الماضي في ظل لاءات نتنياهو المتمثلة في القدس عاصمة إسرائيل الابديه ، والسعي لإقامة ألدوله اليهودية ، ضم الكتل الاستيطانية وعدم العودة لحدود الرابع من حزيران 1967، عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين ، نتنياهو منذ توقيع أوسلو وهو يسعى لتدمير أي فرصه لتحقيق السلام ، إن المجتمع الدولي أعطى من الدعم لإسرائيل ما جعلها كيان غاصب لحق الشعب الفلسطيني فوق القانون ، الولايات المتحدة الامريكيه بدعمها اللامحدود لإسرائيل جعلها تدمر كل فرص السلام مع الفلسطينيين ، وان الرباعية الدولية قد عجزت عن تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وان مبادرة السلام العربية التي أقرت في مؤتمر بيروت ذهبت أدراج الرياح ، وان ما دعا إليه الرئيس الأمريكي اوباما ورؤيا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لتحقيق إقامة الدولتين الاسرائيليه والفلسطينية لتعيشان جنبا إلى جنب قد تبخر وأصبح من الماضي في ظل تجاهل حكومة نتنياهو لكل الدعوات الداعية للتوقف عن النشاط الاستيطاني ، إن المسئولين الفلسطينيين أيقنوا أن حكومة نتنياهو غير راغبة في تحقيق السلام ، و سبق لرئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات أن أكد أن مواصلة الاستيطان ونهب أراضي المواطنين الفلسطينيين يقوض خيار الدولتين الفلسطينية والاسرائيليه ، إن إعلان الحكومة الاسرائيليه عن سبعين مستوطنه تقع في قلب الضفة الغربية منطقه ذات أفضليه قوميه ما يعني تعزيزها بالمزيد من المشاريع الاستيطانية والتوسع الاستيطاني ومشاريع الاستثمار الاقتصادي عبر الإعفاء الضريبي لمدة خمس سنوات وغيرها من الامتيازات وان رؤية حكومة نتنياهو للحل والتي تقوم على أساس بقاء السيادة الاسرائيليه على المستوطنين الاسرائليين في الضفة الأمر الذي يعني ضم المستوطنات الاسرائيليه في الضفة الغربية لإسرائيل وضم القدس الشرقية وجعل الجدار الذي يضم 10 % من الضفة الغربية حدودا غربيه لإسرائيل مع بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأغوار على الحدود الشرقية مع الأردن والتي تشكل تقريبا ربع مساحة الضفة الغربية ما يعني أن خيار ألدوله الفلسطينية أصبح من الماضي وان إسرائيل بسياستها تعبث بعملية المفاوضات وهي بهذه السياسة قد أنهت حل الدولتين واستبدلته بتقسيم الضفة الغربية بين الفلسطينيين والمستوطنين من خلال خلق حاله تنازع على الأراضي وإنكار للحقوق الوطنية والسيادية على الأرض الفلسطينية متجاهلة بهذا كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تحكم الإقليم المحتل ،

إن حكومة نتنياهو بسياستها وبفرضها للأمر الواقع من خلال سياسة الاستيطان تسعى إلى إنشاء ثلاث دول دولة إسرائيل بحدود عام 48 ، ودولة المستوطنين بالضفة الغربية ألمقامه على الأراضي الاميريه والتي وضعت حكومة الاحتلال يدها عليها بواقع الاحتلال والاستيلاء على الأراضي ذات الأملاك الخاصة لأغراض نسبتها لنواحي أمنيه من خلال الأوامر والمناشير العسكرية ، الكيان الفلسطيني ويضم التجمعات الفلسطينية المتناثرة والمحاطة بالكتل الاستيطانية ، إن ما يربط مدن الضفة الغربية هو أنفاق أقامت إسرائيل في السنوات الاخيره ست أنفاق في الضفة الغربية تربط التجمعات الرئيسية وإبعادها عن الطرق الرئيسية التي خصصتها للمستوطنين ففي جنوب الضفة الغربية أقامت نفق يربط بيت لحم بقرى العرقوب، وفي منطقة القدس ورام الله أقامت نفق يربط قرى شمال غربي القدس بقرى رام الله ، وفي الشمال أقامت نفق يربط قرى ياسوف واسكاكا بمدينة سلفيت ، وآخر يربط طولكرم بجبارة ، وآخر يربط قلقليه بحبله ، كما وأقامت سلسلة أنفاق وجدران لفصل المستوطنات البالغ عددها 145 مستوطنه يضاف إليها خمسة عشر مستوطنه في القدس ( عن التجمعات الفلسطينية ، وفي القدس وسعت إسرائيل حدودها بعد الاحتلال الإسرائيلي 67 من ستة ونصف كيلوا مربع إلى 72 كيلوا متر مربع ، إن حكومة نتنياهو وهي مستمرة في سياستها الاستيطانية وتوسعها الاستيطاني تهدف إلى إفشال عملية السلام وتقويض ممنهج لإنهاء أي أمل في تحقيق إقامة ألدوله الفلسطينية بحدود عام 67 ، إن أمريكا باتت تدرك أن حل الدولتين لم يعد قابلا للتحقيق في الضفة الغربية بفعل سياسة إسرائيل الاستيطانية وعليه فان هذه الاداره أخذت تبحث عن حلول أخرى ، إن حكومة نتنياهو لم تدرك بعد خطورة سياستها وانعكاس تلك السياسة على الوضع في الشرق الأوسط لان البديل عن سياسة الدولتين هو قيام دوله ثنائية القومية وأصبحت سياسة إسرائيل تدعوا الفلسطينيين للتفكير جديا بخيار ألدوله الثنائية القومية بنتيجة ما يفرضه الجانب الإسرائيلي على ارض الواقع إن سياسة إسرائيل بالاستيطان وتقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزه والخنق الاقتصادي والإصرار على السيطرة على المعابر والحدود يجعل قيام دوله فلسطينيه أمر في غاية الصعوبة وان قامت فهي غير قابله للحياة وكل ذلك يعود لتلك السياسية لحكومة نتنياهو التي ترفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وترفض خيار إقامة الدولتين ،

إن رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو قد تكون ألفرصه الاخيره في مسار عملية التفاوض التي ابتدأت منذ عام 1993 وانتهت إلى ما انتهت إليه ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يدرك خطورة وانعكاس سياسة نتنياهو الاستيطانية على فرص تحقيق السلام برسالته يضع حد لتلك المباحثات والمفاوضات العبثية وينتظر ردا إسرائيليا ملتزما ومكتوبا حيث يطالب الرئيس محمود عباس الحكومة الاسرائيليه بالإقرار والقبول بمبدأ الدولتين على حدود 67 مع تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل ويطالب بوقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية ويطالب بالإفراج عن المعتقلين وخاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994 وإلغاء إسرائيل لكافة القرارات التي اتخذتها منذ عام 2000 واحترام الاتفاقات ألموقعه وفي حال عدم التزام إسرائيل بالالتزامات المشار إليها فان الفلسطينيون سيعملون بالسعي للتطبيق الكامل والشامل للقانون الدولي حول صلاحيات ومسؤوليات سلطة الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية ، وعليه لا يمكن القبول بسلطة تحت استمرارية الاحتلال الإسرائيلي ، هذه الرسالة في أهدافها ومعانيها واضحة لا لبس فيها تتحمل إسرائيل مسؤوليتها كدوله محتله تجاه الشعب الفلسطيني وهي تنهي في حال عدم التزام وتقيد إسرائيل بجدول زمني لاحتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة كافة الاتفاقات ألموقعه مع السلطة الفلسطينية وهي بهذا تنهي عملية المفاوضات وخيار السلام بحيث على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه تطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة إن أمريكا التي تدعي حرصها على الحرية والديموقراطيه واحترام حقوق الإنسان أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الحق الفلسطيني وان تواجه إسرائيل بحقيقة كونها محتله ومغتصبه لحقوق شعب وأرضه لأكثر من ثلاثة وستون عاما ، إن المجتمع الدولي بدعمه لممارسات إسرائيل وحمايتها عبر مجلس الأمن والمنظمات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة جعل من الكيان الإسرائيلي عبئا على المجتمع الدولي من خلال ممارساتها وأعمالها العدوانية بحيث أصبحت إسرائيل بسياستها العدوانية التوسعية أمرا مستفزا في منطقة الشرق الأوسط وعنصر يقوض عملية الأمن والاستقرار في المنطقة ما يجعل أمريكا وهيبتها ومصالحها في المنطقة بخطر دائم بنتيجة تلك السياسة الاسرائيليه ، وانعكاس تلك السياسة على أنظمة الشرق الأوسط حيث شعوب المنطقة أصبحت تواقة للتغيير والانعتاق من سياسة الهيمنة الامريكيه ومتحفزة من اجل تحرير كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، ما يعرض المنطقة برمتها للخطر ويهدد الأمن والسلم المنطقة برمتها بفعل سياسة إسرائيل التوسعية وعقليتها الاحتلاليه

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت