فرح جماعي لـ (65) عريسا ًمن أبناء الشهداء وكبار السن بغزة

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في مشهد جميل جسد صورة من صور الفرحة الجماعية في قطاع غزة تجمع خمسة وستون عريساً فلسطينيناً بعد أن تزينوا بزينتهم يرتدون" البدل" كلا ًعلى ذوقه الخاص، تحيط بهم الفرق التراثية الفلسطينية التي عزفت على أوتار قلوبهم فرحا ً وتهنئتا ً لهم بمناسبة زواجهم .

جمعية التيسير للزواج والتنمية القائمة على هذا العرس الجماعي خصصته لفئتين من أبناء الشعب الفلسطيني، هما فئة أبناء الشهداء، وفئة كبار السن الذين لم يسبق لهم أن تزوجوا، وذلك في خطوة تهدف لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في ظل الحصار والغلاء.

وانطلقت زفت العرسان مساء الخميس (19/04/2012) من ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة عابرة الشوارع بمشاركة وحضور واسع من أهالي العرسان وأصدقائهم، حتى وصلت إلى صالة "الشاليهات" على شاطئ بحر غزة، وسط إنارة الشعل التي حملها الأحباء ممن جاءوا للفرحة مع العرسان وصوت "زغاريد" أمهاتهم وأقاربهم في حين كانت فراشاتهم " العروسات " تتهيئن لحين لقائهم .

ويقول رئيس مجلس إدارة جمعية التيسير للزواج والتنمية أدهم البعلوجي لمراسل وكالة قدس نت للأنباء طارق الزعنون "الجمعية أخذت على عاتقها منذ البداية مساعدة الشباب الفلسطيني المحتاج ودعمه في موضوع الزواج من خلال مساعدتهم بتكاليف العرس، كما أن الجمعية تسعى كل عام لإقامة عمل من هذا النوع، وأنا سعيد اليوم جداً".

ويضيف أحد العرسان المشاركين في الحفل أحمد راتب العالول ذو(24عاما ً) من سكان حي الصبرة غرب غزة، وهو من فئة أبناء الشهداء بأن" فكرة الحفل رائعة جدا ً وأشعر بالسعادة والفرحة، في هذا اليوم فرحتي فرحتين، اليوم تم تثبيتي في العمل بوزارة الصحة، وإن كانت منقوصة هذه الفرحتين لأني استذكر والدي الشهيد راتب عبد الرحيم العالول الذي استشهد في 22/3/2004 ".

وشكر العريس أحمد كل القائمين على الحفل وجمعية التيسير للزواج التي قامت بتقديم له "طقم نوم"مما سهل عليه تحمل تكاليف زواجه في ظل حالة الحصار وغلاء الأسعار التي يعيشها أهالي القطاع .

وأما العريس الدكتور ممدوح الحاج أحمد صاحب "البدلة" السمراء الذي يبلغ من العمر (45 عاما ً) من سكان بلدة جباليا شمال القطاع، وهو من فئة كبار السن فبدى عليه الفرح كثيراً ويقول"بعد هذا العمر الطويل الذي استنفذت فيه أموالى الخاصة في الحصول على شهادة الدكتوراه من اليمن، والآن أعمل في مؤسسات خاصة، أشعر بالفرحة العارمة وفرحة من نوع آخر، وهى فرحة جماعية عامة لكل المشاركين ولكل الشعب الفلسطيني. "

لكن العريس وائل الضابوس ذو( 32 عاما ً) الذي ارتدى "بدلة "رمادية اللون يضيف" تقدمت بالمشاركة في هذا الفرح عندما رأيت إعلان جمعية التيسير للزواج وأشعر بفخر كبير بداخلي لوجود مؤسسات في غزة تهتم بفتح بيوت جديدة، واشكرهم لمساعدتي في تكوين أسرة وادعوا جميع المؤسسات لتقديم يد العون لفئة الشباب. "
ويعبر رشاد الضابوس( 15 عاما ً) وهو الأخ الأصغر للعريس وائل بسعادة لا توصف لزواج أخيه قائلاً " فرحان لأخويا لزواجه اليوم وبتمني كل العرسان يفرحوا والكل هان مبسوط وفرحان ."

وعن تفاصيل إعداد هذا المشروع يضيف رئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية أدهم البعلوجي"عقدت الجمعية اجتماعا ً وقامت بدراسة الأوضاع الميدانية من خلال قسم البحث الاجتماعي في الجمعية، وتم تحديد فئتين من فئات الشعب الفلسطيني لهذا العام، وهما فئة كبار السن الذين لم يسبق أن تزوجوا، وفئة أبناء الشهداء، وتم الإعلان عن ذلك في الصحف والإعلام الفلسطيني وبالفعل استقبلنا الطلبات الخاصة للمشاركين، حتى خرجنا بمشاركة 65 عريسا ً بعد التحقق من الشروط اللازمة للمشاركة ".

وبعد ذلك تم دعوة العديد من المؤسسات المانحة خارج الوطن لدعم المشروع، وكان من ضمن المؤسسات الداعمة لجنة زكاة دعم الشعب الفلسطيني في الأردن، وهيئة نصرة الأقصى في البقاع اللبناني، وجمعية الإصلاح البحريني، والأخت سنان الأحمد ( أم عمر) الداعية الإسلامية في دولة الكويت، وأتقدم بالشكر الكامل على دعمهم الكبير لهذا المشروع " يقول البعلوجي.

ويشير إلى أن الهدف من وراء هذا العمل هو تثبيت المواطن الفلسطيني على أرضه وتسهيل أمور حياته كي يستطيع الصمود وحمل قضيته الوطنية, موضحا بأنه لم تكن هذه المرة الأولى من نوعها التي تقوم بها جمعية التيسير للزواج والتنمية بهذا العمل، ففي عام 2008 قامت الجمعية بتزويج جرحى الانتفاضة الفلسطينية، وفى عام 2009 قامت بتزويج المكفوفين وفى عام 2010 ،قامت بتزويج جرحى الحرب الأخيرة في قطاع غزة، ممن أصابهم بتر في أعضائهم .