بينما كنت أقلب وكالات الأنباء كعادتي، وأنا ارتشف فنجانا من القهوة السادة الممزوج بمرارة عيشتنا في هذه البقعة العجيبة من الكرة الأرضية..
تفاجأت حقا بخبر مفاده أن قوات الدفاع المدني تهرع لإنقاذ قطة في شمال قطاع غزة ، واستطرد ناشر الخبر أن طاقم الإنقاذ تعامل مع القطة بكل حنان ولطف ومداعبة ، رغم أن الطفلة – عفوا- القطة – عاملتهم بعنف ومحاولة إيذائهم، لأنها عالقة منذ أربعة أيام دون ماء وطعام بل وحتى كهرباء ..
حقيقة وحين قرأت الخبر لم اصدق أن هذا الخبر، وتلك الواقعة حدثت في غزة ، ولا اخفي سرا اننى دهشت وسعدت لقراتى هذا الخبر ..
دهشت - لأن التعامل مع الحيوان وصل إلى مثل هذا الحال في غزة ، بينما التعامل مع البشر لم يصل إلى مثل هذا الحال .. !، وأطرقت بالتفكير، وتذكرت أن هذا التصرف ينسجم مع تعاليم الإسلام الحنيف ، وأدركت أنها ربما تكون صحوة وتمنيت ذلك ..
وسعدت - آملاً أن يكون التعامل مع هذا الحيوان الأليف خطوة نحو التعامل مع الآدميين بطريقة حضارية وعطف وحنان يشابه التعامل مع هذا الحيوان ، واخص بالذكر الفئات العريضة من أبناء شعبنا والتعامل معهم بطريقة تشابه التعامل مع القطة ، وفتح لهم آفاق العمل والوظائف بطريقة أكثر شفافية بعيدة عن المحسوبية والفئوية الحزبية الضيقة ، وأدركت مع حادثة القطة، أننا اليوم أكثر حاجة إلى دولة القانون - دولة التعددية والمساواة في الحقوق بين القطة وشبابنا الباحث عن لقمة عيش تكفيهم للعيش عيشة كريمة ، تحت سقف حكومة تشمل كل ألوان الطيف الفلسطيني المتخندق وراء فلسفة الحب والحرية والإخاء والمساواة ، والتصرف بعقلية القرن الحادي والعشرون لا عقلية الخمسينات من القرن المنصرم . د ناصر اليافاوي كاتب باحث الامين العام المساعد- مبادرة المثقفين العرب (وفاق)
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت