مفتي مصر يدفع 100 دولار لإسرائيل.. بقلم /بروفيسور عبد الستار قاسم

بقلم: عبد الستار قاسم


في زيارته للقدس الشريف، تقدم الشيخ العجيب مفتي جمهورية مصر العربية بطلب الحصول على تأشيرة دخول من إسرائيل. رسوم التأشيرة 200 شاقلا إسرائيليا، ورسوم دخول إسرائيل 170 شاقلا. المجموع 370 شاقلا، اي ما يعادل 100 دولار أمريكي.

فهل دفع المفتي هذا المبلغ من جيبه، أم على حساب دار الإفتاء المصرية. من المفروض أن يقوم مجلس الشعب المصري بالتحقيق بالمسألة، بخاصة أنها تنطوي على خيانة عظمى بحق المصريين والأمة العربية جمعاء. فهذا المبلغ الذي دفعه المفتي، هذا عدا النفقات الأخرى الملازمة للسفر والتنقل، كبير جدا ويشكل دعما كبيرا للجيش الإسرائيلي. فإذا كانت تكلفة إنتاج رصاصة M16 التي يستعملها الجيش الإسرائيلي بصورة عامة 15 آجورة (الآجورة تساوي 1/100 من الشاقل) فإن المفتي يكون قد ساهم بإنتاج 2466 رصاصة. أي انه دعم الجيش الإسرائيلي بذخيرة تكفي لقتل 2466 عربيا على الأقل.

قال المفتي إنه زار القدس لتوعية الأمة بمكانتها المقدسة، فإذا به يساهم في إمكانية رؤية جثث المصريين مكدسة.

من الضروري أن يتتبع المفتي الأقلام التي كتبت ضده ومعه. واضح أن فضيلة الشيخ قد حاز على تأييد المطبعين مع الصهاينة، والمتعاونين مع إسرائيل بالسر والعلن والمعترفين بها، والمنبطحين تحت أقدام أمريكا، ومؤيدي الأنظمة القمعية الاستبدادية العميلة التي ملأت الأرض ظلما وخيانة وعمالة. وأيضا أيده الذين يعملون ليل نهار على تأجيج فتنة مذهبية بين السنة والشيعة.

هناك بعض الفلسطينيين الذين يغلفون زيارة القدس بأغلفة وطنية ودينية، ويتمنون لو تنجرّ الأمة إلى مواقع المهانة التي أوصلوا الشعب الفلسطيني إليها. ومن المفروض ألا يلقي مفتي مصر أذنا لهذه الأصوات لأن من يعترف بإسرائيل لا يريد القدس ولا عودة اللاجئين ولا إقامة دولة مستقلة ذات سيادة.

لو حمل المفتي بندقية وأعلن أنه ذاهب إلى سيناء للعبور بالقوة نحو القدس، لوصلت خطوته إلى مئات ملايين الناس، ولهبت الملايين تأييدا له واقتداء به. والوقت لم يفت إذا أراد أن يكفر ولو قليلا عما فعله.

--

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت