على مدار اكثر من 63 عاما والسجون الصهيونية لا تكاد تخلو من الاسرى الفلسطينين والعرب ، ولقد شهدنا على مدار السنوات محاولات عسكرية وسياسية لتحرير الاسرى منها ما نجح ومنها لم ينجح ، لقد ثبت من خلال التجربة أن اسرائيل ترضخ مكرهة للضغوط العسكرية المتمثلة بإختطاف الجنود الإسرائيليين منها صفقة أحمد جبريل وصفقة حركة فتح في لبنان رغم ما قد يدفعه الفلسطينيون من ثمن باهظ تمثل ذلك في آخر صفقة ألا وهي صفقة شاليط فقد قدم الفلسطينيون الالاف من الشهداء لإخراج أسراهم وعانوا من أبشع نظم الحصار العنصري في القرن الحالي ، بينما الحلول السلمية المتعلقة بالمفاوضات كانت محاولات استعراضية لم تكن ذات قيمة حقيقية ، لكن اليوم المتأمل في الواقع الفلسطيني لا يجد حلا حقيقيا لتحرير الاسرى فالحل العسكري المتمثل في الاختطاف لا تصوره قائما والحل السلمي المتعلق باستحقاقات المفاوضات ابعد ما يكون ، ولذلك على الفلسطينيون ايجاد وسائل جديدة منها لو تطلب الأمر من رجال الاعمال والمتبرعين عقد صفقات عبر جهة رسمية بإخراج الاسرى ذوي المؤبدات مقابل مبلغ مالي يقدم للإسرائيليين وهذا الامر لا حرمة فيه فقد قال علماء الإسلام لو أنفقت الدولة خزينتها على فداء أسرى المسلمين من الكفار ما كان هذا كثيرا وقد ذكر الفقهاء في انواع مصارف الزكاة بندا لفك الأسرى ، هذا الامر ليس مستبعدا ولا يعتبر من المستحيلات ، اذا وجدت الجهة الرسمية المكلفة في ذلك ووجدت الاموال حينها ستجد اسرائيل مبررات كثيرة لتوافق فلو تقاضت مبلغا ماليا لاخراج سجين محكوم بمؤبد مقابل دخوله غزة او الاردن فهذا انجاز يعد كإحياء النفس أو ارجاع كرامة مسلم ، فكرامة المسلم غالية جدا فما بالك روحه الطاهرة ، أما اذا عجزوا عن فداء الأسرى فليدعموهم ماديا بزيادة مخصصاتهم المالية والعناية بأهليهم واولادهم ، او حتى دعمهم معنويا وهذا أضعف الايمان بتنظيم حملة مراسلة الاسرى وذلك من خلال ان يقوم المئات من المواطنين بإرسال الرسائل شهريا عبر الصليب الأحمر للأسرى ، وهذا كما كان يفعله المواطنون الأمريكان بإرسال رسائل للجنود في الجبهة لحثهم على الصبر ، وباعتقادي حين يقوم مئات المواطنين بارسال رسائل لاسير واحد سيشعر حينها بانه ليس وحيدا في عتمة الزنازين ، كما ان ملف الاسرى يجب ان يؤخذ بجدية كبيرة فلدينا وزيري اسرى وعدد كبير من مؤسسات الاسرى ولم نشهد تغيرا حقيقيا في قضية الاسرى ، كما ان هناك اهمالا واضحا في بث قضية الاسرى في المحافل الدولية والعالمية ، اخيرا ان قضية الاسرى مسؤلية جماعية وفردية فعلى كل منا ان يجد طريقة لنصرة الاسرى فالفرد العادي أن ينصرهم بالدعاء ، والمثقف بالقلم ، والفنان بريشته ، فالاسرى من ضحى بحريته من أجلنا فعلينا أن نصنع لهم شيئا يعيد حريتهم وكرامتهم مهما كلفنا الأمر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت