الاشتباك مع الاحتلال وإتمام المصالحة..أقوى الطرق لنصرة الأسرى

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أجمعت قوى وفصائل فلسطينية، اليوم السبت، على ضرورة توحيد وتكثيف الجهود لنصرة قضية الأسرى بدعم صمودهم في إضرابهم عن الطعام في سبيل تحقيق مطالبهم العادلة والإنسانية والتي نصت عليها كافة الأعراف والقوانين الدولية.

وأكدت قيادات القوى والفصائل خلال مشاركتها بفعاليات خيمة التضامن مع الأسرى بمدينة غزة, لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر، أن كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة الفلسطينية، للعمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تعزيز صمود الأسرى من خلال مناصرة قضيتهم على كافة المستويات, وعبر الاشتباك اليومي مع قوات الاحتلال .

ويشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش على حق الأسرى الفلسطينيين بالحرية والعودة إلى بيوتهم وأهلهم, مؤكداً رفض حركته لسياسية الاعتقال الإداري، لا سيما وأن الأسرى المضربين على الطعام احتجاجاً على هذه السياسية ومنهم (ثائر حلاحلة وبلال دياب ومحمد السرسك، وجعفر عز الله، وحسن الصفدي.. وغيرهم) يدخلون اليوم الواحد والستون وهم مضربون عن الطعام وهو ما يشكل خطراً على حياتهم.

حراك حقيقي ...
ويدعو البطش الكل الفلسطيني لمساندة قضية الأسرى من خلال حراك حقيقي على الأرض، معتبراً أن
نقل خيمة الاعتصام والتضامن مع الأسرى من أمام مقر الصليب الأحمر إلى قلب غزة بساحة الجندي المجهول، والإعلان عن جملة من الفعاليات الجديدة خطوة جيدة على طريق نصرة الأسرى.

ويطالب المقاومة الفلسطينية بضرورة الاشتباك مع كل المستوطنين وقوات الاحتلال على كافة الحواجز حتى يشعر الاحتلال بفداحة الثمن الذي سيدفعه إذا ما واصل تهميش وعدم الاستجابة لمطالبة الأسرى داخل السجون.

ويعتبر القيادي البطش أن المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح – وحماس)، هي أولى الخطوات التي يجب اتخاذها لدعم قضية الأسرى، إضافة إلى العمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة بناء منظمة التحرير لتصبح مرجعية للجميع.

الاشتباكات مع الاحتلال..
من ناحيته يرى جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، أن الأسرى بحاجة إلى تحرك جماهيري واسع يتواصل على مدار الساعة، للمساهمة في نصرتهم، ليتمكنوا من تحقيق الحد الأدنى من مطالبهم الإنسانية المكفولة وفق القانون الدولي الإنساني.

ويشير مزهر إلى أن المطلوب من المقاومة الفلسطينية في الوقت الراهن الاشتباك اليومي مع الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز والمفترقات من خلال المسيرات والتحركات الشعبية والجماهيرية، مبيناً أنه مطلوب فتح كل الخيارات من أجل إسناد ودعم الأسرى في ظل ما يقوم الاحتلال من ممارسات وإجراءات يومية بحقهم.

ويقول مزهر إن "جبهته تحمل وتحذر الاحتلال الإسرائيلي كافة المسؤولية الكاملة عن حياة الآلاف من الأسرى الذين يتعرضون إلى الموت الموت البطيء بفعل الممارسات الإسرائيلية"،مطالباً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل الفوري والعاجل، معتبراً أن هناك مسؤولية تقع على جامعة الدول العربية التي دعاها لتقوم بمسؤولياتها اتجاه قضية الأسرى.

دعم صمود...
ويقول دياب اللوح القيادي في حركة فتح إن "المرحلة التي يخوضها الأسرى تتطلب المزيد من المساندة الحقيقية لها من قبل كافة أبناء الشعب الفلسطيني، لتمكينهم من تحقيق حقوقهم وأهدافهم ومطالبهم بالمعاملة حسب قوانين أسرى الحرب بالعالم، وكسر كافة الإجراءات الإسرائيلية بما فيها منع الزيارات والعزل الانفرادي وإلغاء الاعتقال الإداري .

ويعتبر اللوح أن مشاركة الكل الفلسطيني اليوم داخل الخيمة يعبر عن موقف وطني فلسطيني موحد يمثل الشعب الفلسطيني، موضحاً بأن قضية الأسرى كانت ولا زالت تشكل قاسم وطني مشترك للكل الفلسطيني، وقال إن "الأسرى كانوا السباقين للدعوة للمصالحة الفلسطينية".

ويأمل اللوح استكمال مسيرة الوحدة الوطنية على هُدى وثيقة الأسرى، مؤكداً أن مقدمة حقوق الأسرى علينا كفلسطينيين هي الوحدة الوطنية، موجهاً رسالة للمقاومة بكافة تشكيلاتها وخاصة التي حققت نجاحاً في قضية الأسرى خلال صفقة التبادل التي أطلق بموجبها سراح 1027 أسيراً فلسطيني، بضرورة العمل على تحرير باقي الأسرى.

معركة حقيقة...
ومن جهته يقول فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس " إننا اليوم نخوض مع الأسرى معركة حقيقة بكافة تفاصيلها، حتى نكسر معادلة الاحتلال، مضيفاً "نجحنا في كسر معادلات العدو الإسرائيلي وخاصة في صفقة (وفاء الأحرار)، ونحن على يقين أننا سننتصر للأسرى.

ويتابع برهوم " نشكل اليوم أكبر حالة إسناد وطني فلسطيني شعبي مقاوم لعدالة هذه القضية، ولا بد أن ينسجم معها أكبر حالة إسناد عربي إسلامي ودولي حتى يتم حشر العدو في زاوية، ونبدأ بتحريهم كما حدث في وفاء الأحرار، معتبراً أن الحركة الأسيرة موحدة وقوية وفاعلة".

ويضيف المتحدث باسم حركة حماس" إننا في قطاع غزة وفي فلسطين نسعى لنجسد حالة إسناد لوحدة الأسرى وكرامتهم ومعركتهم، معتقداً أن اجتماع كل الفصائل والقوى في هذا الخيمة هو تجسيد لهذه الوحدة خلف القصية العادلة والمقدسة وهي قضية الأسرى، معتبراً هذه المقدمة يمكن أن تنطلق منها خيام الوحدة الوطنية من أجل القدس والأسرى.

اعتداءات مستمرة ...
ويؤكد عبد الناصر فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى أن وتيرة الاعتداءات من قبل إدارة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى في حالة تزايد مستمرة، وذلك بهدف إجبارهم على فك إضرابهم عن الطعام، مشيراً إلى جملة من التنقلات أجرتها إدارة السجون في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام.

ويلفت فروانة أن إدارة السجون بدأت تعاقب الأسرى الذين التحقوا بالمضربين مناصرة لهم، موضحاً أن التنقلات بين صفوف الأسرى خاصة قيادات الحركة الأسيرة وتجميعهم في سجن عسقلان بهدف التشاور بين الأسرى وإدارة السجون حول المطالب التي قدموها إلى إدارة السجون، والتي من المفترض أن ترد عليها الأربعاء القادم.

ويشير الباحث فروانة إلى أن الأوضاع في السجون تسير تجاه التصعيد من قبل الأسرى، وأن مستقبل هذا التصعيد مرتبط بالردود التي ستقدمها إدارة السجون، مؤكداً أن إدارة السجون ستقبل مطالب الأسرى المضربين عن الطعام.
إضراب شامل...
هذا ويواصل الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية لليوم الــ 12 على التوالي إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على السياسات التعسفية التي تفرضها إدارة السجون بحقهم، لا سيما سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي وحرمان أهالي أسرى غزة من الزيارة، وقانون "شاليط"، وجملة أخرى من المطالبة الإنسانية المكفولة وفقاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الثالثة والرابعة التي تنص على حقوق الأسرى.

ويحذر وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية عيسى قراقع، من إضراب شامل للأسرى، مشيرا إلى أن عدد الأسرى المضربين عن الطعام في سجـون الاحتلال يتـزايد بين لحظة وأخرى.

وقال قراقع إن "ذروة الإضراب ستكون في الثاني من آيار المقبل في حال ردت إدارة سجون الاحتلال على مطالبهم بشكل سلبي"، مشيراً إلى استمرار سلطات الاحتلال بإجراءات عقابية ووحشية ضد الأسرى، لدفعهم تحت وطأة العقوبات للتراجع عن قرارهم بالإضراب عن الطعام وسط إصرار على مواصلته حتى تحقيق كافة مطالبهم المشروعة.

ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية 4700 أسير بينهم 8 أسيرت و320 معتقل إداري و27 نائب و3وزراء سابقين و190 طفلاً، ومن هؤلاء 120 أسير معتقلين منذ ما قبل اتفاق أسلو، منهم 59 أسير أمضوا أكثر من 20 عاماً داخل السجون( عمداء الأسرى) ومن بينهم 29 أسيراً مضى على اعتقالهم 25 عاماً وأقدمهم الأسير كريم يونس من قرية عارة من فلسطيني 48 ومعتقل منذ يناير 1983م.